يستحقّ اليوم فضيلة الشيخ كلّ التقدير والاحترام، وهو يتعرض اليوم لحملة إعلامية تضليلية ماكرة وظالمة
 

أولاً: الإعلام التضليلي...

نشر أحدهم هذه الأيام مقطعاً من خُطبة جمعة مضى عليها زمنٌ طويل (أربع سنوات كما ذُكر) لفضيلة الشيخ إبراهيم الحارثي، ويظهر الشيخ في الفيديو وهو يطلب من كل من ليس عربياً أو قبلياً أو سعودياً بأن لا يحضر للصلاة معنا في الجمعة القادمة، ذلك أنّ المسجد مُخصّص لأصحاب النّسب الرفيع، للعرب والقبائل والسعوديين، وهذا المقطع المتضمن هذا الطلب العنصري الغريب، والذي اكتفى الناشر بعرضه مبتوراً عن الخطبة الكاملة، إنّما أراد بذلك الإساءة للشيخ الحارثي وتشويه صورة الإسلام وتعاليمه السّمحة، ومع مبادرة البعض لتصحيح الوضع والقيام بنشر خطبة الشيخ الكاملة، وأنّ المقدمة ليست إلاّ على سبيل الاستنكار والتّعجُب ممن يحملون مثل هذه الأفكار الجاهلية كما شرح ذلك وفصّله الشيخ، ليتبيّن لنا خطورة مثل هذا الإعلام التضليلي والمنتشر هذه الأيام على نطاقٍ واسع.

 

إقرأ أيضًا: اللواء عباس إبراهيم .. كفاءة اللواء الراحل غازي كنعان مع الصلاحيات المفقودة

 

 

ثانيا: الإسلام السّمح ونبذ التّعصُب... 

أراد الشيخ الحارثي في طلبه هذا، والذي ورد في مقدمة خطبته، أن يستفزّ مُستمعيه ويوجّه عقولهم وضمائرهم ناحية خطورة التّعصب للجنس واللون والقومية والقُطرية والتراتبية، فبعد أن طلب من المصلّين (غير السعوديّين أصحاب النسب الرفيع) أن لا يدخلوا المسجد في صلاة الجمعة القادمة، ورأى الإبتسامة الساخرة على وجوه البعض، والوجوه العابسة والعيون المشدوهة عند البعض الآخر، بادرهم بالاستغفار والتّأكيد أنّه لن يلقى ربّه بمثل هذه الدعوة، ولكن، (والكلام مُوجّه للسعوديين وغيرهم من العنصريّين): ألا تتصرّفون هكذا مع "إخوانكم المصلين" ؟ بلى! تزجرون هذا بقولكم: يا عبد، وتنادون آخر باحتقار: يا سوداني ويا مصري ويا بدوي! وتتعالون على غيركم بالكلام والإشارة والسلوك والمعاملة، في حين أنّ الله تعالى أراد بالتّنوع والاختلاف الرحمة والتّعارُف (إنّا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم). وأنّ المُقرّب عند الله هو التّقي الورع، لينطلق بعدها الشيخ الحارثي للحثّ على نبذ كل ما هو عنصري أو قبلي أو جاهلي، وكل ما يتعارض مع روح الإسلام السّمحة، ويستحقّ اليوم فضيلة الشيخ كلّ التقدير والاحترام، وهو يتعرض اليوم لحملة إعلامية تضليلية ماكرة وظالمة.

 

إقرأ أيضَا: اجتماعات الحريري مع وليّ العهد باسيل على أرضٍ محايدة

 

ثالثاً: الحارثي على خُطى عمر بن الخطاب...

حضر باب عمر بن الخطاب(ر) جماعةٌ منهم سهيل بن عمرو وعُيينة ابن حصن والأقرع بن حابس، فخرج الآذنُ فقال: أين صُهيب؟ أين عمّار؟ أين سلمان؟ فتمعّرت وجوه القوم، (أي استنكرت واسودت)، فقال سهيل بن عمرو: لم تتمعّر وجوهكم؟ دُعوا ودُعينا، فأسرعوا وأبطأنا، ولئن حسدتموهم على باب عمر، لما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر.