طفل من الجنسية السودانية طُرد من حاضنته في لبنان، لسبب عنصري بشع وهو لون بشرته!
 

لا يكفي ما تتعرض له "بعض" العاملات الأجنبيات في لبنان، من سوء معاملة وتعسف، وإنتهاك لحقوقهن الإنسانية، وأبشع أنواع العنصرية، بل أصبحت هذه العنصرية تطال الأطفال أيضاً دون مراعاة لمشاعرهم أمام أطفال جيلهم، وذلك على إثر ما تعرض له مؤخراً طفل لاجئ من الجنسية السودانية في إحدى حضانات الأطفال في منطقة كسروان في جبل لبنان، والتي رفضت إستقباله، لسبب عنصري بشع وهو لون بشرته!!

وفي تفاصيل الحادثة، أفادت المعلومات، أن إحدى إمهات الأطفال الموجودين في الحضانة، وجدت طفلها يلعب مع الطفل السوداني، الأمر الذي دفعها وبطريقة "عنصرية ومقززة" إلى أن تقرر سحب طفلها من الحضانة.


وبدورها قررت مديرة الحضانة طرد الطفل السوداني من الحضانة، وعزت السبب باعتراض بعض أهالي الأطفال الموجودين في الحضانة، وبعد تهديد بعض الأمهات بسحب أطفالهن من المؤسسة، في حال تم قبول الطفل السوداني وبقاءه.


وسرعان ما انتشرت قصة ذلك الطفل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأثارت غضب الناشطين العرب واللبنانيين أيضاً، وتحت هاشتاغ "#طفل_سوداني_يتعرض_للعنصرية"، عبّر الناشطون عن رفضهم للعنصرية التي تعرض لها الطفل، ووصفوا ما قامت به المديرة والأمهات بالعنصرية المقززة، قائلين إنها "لا تمت بصلة لأي علاقات إنسانية بين البشر ولا بعادات اللبنانيين وأخلاقهم".


وطالبوا بمحاسبة إدارة المؤسسة، وعدم السكوت عن التجاوزات المستمرة التي يتعرض لها اللاجئون في لبنان.


وتحت نفس الهاشتاغ أسِف كثيرون لما تعرض له الطفل، فغرّد أحدهم قائلاً: "لسوء الحظ، فإن معظم الناس لا يدركون أن الأشياء التي يفعلونها أنها عنصرية"، وغيره تعاطف مع براءة الطفل قائلاً: "كل وميض من الحزن في عين الطفل هو هزيمة لكل البشرية".


وبدورها توجهت الإعلامية رابعة الزيات إلى الحضانة التي طردت الطفل قائلة في تغريدة لها: "الحضانة التي رفضت الطفل السوداني: اغلقي أبوابك فوراً الأهل الذين رفضوا دمج أطفالهم مع طفل لون بشرته مختلف عن أطفالهم :عنصريتكم مقزّزة". 


ومن جهة أخرى، أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بياناً ردت فيه على الحادثة، موضحةً "ان الوزارة وجهت إنذاراً خطياً للحضانة إثر مخالفتها أبسط قواعد حقوق الانسان والطفل، وذكّرت الحضانات بضرورة احترام شرعة حقوق الطفل ورفض كل انواع التمييز العنصرية تحت طائلة الملاحقة القانونية".


وأكدت الوزارة "أنها بصدد اجراء دورات توعية ضد العنصرية للأهالي الذين رفضوا دخول الطفل السوداني الى الحضانة من جهة، فضلاً عن مساعدة عائلة الطفل لتخطي التعنيف المعنوي الذي تعرضت له، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية".


أما بعد الحادثة العنصرية، قام والد الطفل بتسجيل ابنه في حضانة أخرى، ذلك الأب كان مكسور الخاطر، بينما طفله البريء والذي لا يتجاوز العامين، لا يعلم شيئاً عن مفهوم العنصرية، أما مديرة الحضانة، فضلت طرده ونبذه، بدل أن تُنصف طفولته، وتدافع عنه أمام عنصرية بعض الأمهات اللواتي أيقظن ذلك الطفل البريء على عنصرية اللون والبشرة، وحقيقة البشر المقززة!


وتبقى أسباب العنصرية في لبنان أو أي بلد آخر، أسباب نفسية مرضية، تلك الأسباب المرتبطة بالتعالي، و"البرستيج"، واللا إنسانية.... مع العلم أن حادثة الطفل السوداني أثارت غضب جزء كبير من الشعب اللبناني الذي إستنكر الحادثة معتبراً أن ما حصل لا يُمثل إنسانية لبنان وقيمه.