لقد سفّت أميركا وسفّهت الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان إرضاءً لربيبتها إسرائيل
 

تسعى روسيا  للعودة مجدداً الى مجلس حقوق الإنسان الذي غادرته عام 2016 كونها بعيدة كل البعد عن هذه الحقوق على خلفية خروج الولايات المتحدة الأمريكية منه وتنديدها به باعتباره مجلساً مفلساً سياسياً لتنديده بالكيان الاسرائيلي الذي تجاوز كل حدّ في مسألة حقوق الإنسان من خلال حروبه المتعددة ضدّ العرب وقتله اليومي للشعب الفلسطيني بأبشع الصور إسوة بما تفعله الأنظمة العربية المستبدة في شعوبها.


تعتبر روسيا أنها حسّنت من صورتها الإنسانية وباتت نظاماً عاقلاً لا يستخدم سياسات العصا ويداول السلطة بطريقة يتذاكى فيها على الديمقراطية من خلال التناوب على السلطة ما بين بوتين وظله في مسرحية روسية سخيفة ومفضوحة وأشبه ما تكون بمسرحيات النظام البعثي التي تبقي القائد قائداً الى الأبد وكما هي الأعمال المسرحية الأخرى في العالم العربي والاسلامي والتي تعيد انتاج القيادة الحاكمة بقوّة البوط العسكري.


هذا التحسين الروسي المبني على خيال الحاكمين مع الدور الذي تلعبه روسيا في سورية دفعها الى العودة  مجدداً لمجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة كونها تريد تفعيل سياسات حقوق الانسان في العالم استناداً الى تجربتها في إعادة تدوير سياساتها من نظام مستبد الى نظام قناعه ديمقراطي وفعلة أكثر استبداداً من روسيا الشيوعية كونه يعتمد على أسوأ الوسائل لتركيز سلطة الفرد من الأجهزة الأمنية الى شبكات المافيا التي تحكم البنى الاقتصادية في روسيا.

 

إقرأ أيضًا: هل يثأر محمد صلاح للسوريين فيهز شباك بوتين؟

 

مازال اعتماد روسيا على أجهزة المخابرات وأدوات الاغتيال كما حدث في بريطانيا مؤخراً من اغتيال لعميل مزدوج والمراوحة مكانها في مجال حقوق الانسان في روسيا من الأمن الى الغذاء ومنع المعارضة من الاعتراض على سياسات النخبة الأمنية الحاكمة والتي تمنع وصول روسيا الى المستوى الأوروبي فتصبح دولة معايير الدول الحديثة التي تحكمها الأنظمة والقوانين كلها عناوين وضعتها في صفوف الأنظمة السائدة في الشرق.


يبدو أن الغرور الروسي بعد أن تمادت في موت السوريين دفع بروسيا الى أن تلعب الدور الذي كانت تلعبه سابقاً زمن البلاشفة رغم انها فاقدة لأهلية الاتحاد السوفياتي الذي كان يملك رؤية للعالم وامكانيات موضوعة في خدمة هذه الرؤية الاّ أن روسيا بلا رؤية ولا أحد من الدول النامية على استعداد للوقوف الى جانبها للتباهي أو للتماهي مع نظامها ومذهبها السياسي والاقتصادي ولا شيء فيها يدفع الى رؤية ما لا يراه في بؤسه السياسي والاجتماعي فروسيا صورة طبق الأصل عن أي نظام من الأنظمة المستبدة المحتكرة للسلطة والثروة.


لقد سفّت أميركا وسفّهت الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان إرضاءً لربيبتها إسرائيل واحتقرت دور المجلس المشبوه وهذا ما سيخفف من أهمية المجلس كون العناية الأمريكية تشمله مالياً وخدماتياً ومعنوياً وليس بمقدور روسيا تعويض الخسارة الأمريكية فهي أحوج الى الأموال من المجلس وبالتالي لا يمكن لها أن تكون راعية لمجلس حقوق الانسان وهي في رأس لائحة النظم المعادية لحقوق الانسان والتي ترعى وتدعم وتدافع بقوتها الصاروخية وبسلاح طيرانها وبنخب جيشها عن الأنظمة التوتاليتارية المتبقية ويحضرنا هنا النظام السوري كمثال بارز وواضح عن دور روسيا في الدفاع عن سورية كنظام هو آخر الأنظمة المتبقية من النظم التي كانت سائدة في أوروبا الشرقية قبل سقوط الاتحاد السوفياتي.