تفيد إحصائيات صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي ترامب خلال 466 يوما قضاها في البيت الأبيض أدلى ب 1628 تصريحا كاذبا
 

 

بفضل الآلات التقنية الحديثة لم يعد من الصعب إحصاء أكاذيب رؤساء الدول. وتفيد إحصائيات صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب  خلال 466 يوما قضاها في البيت الأبيض أدلى ب 1628 تصريحا كاذبا أو مغلوطا بمعدل أكثر من 5 تصريخا كاذبا يوميا. 

وفيما يعود الى إيران من تلك الأكاذيب الحصة الأكبر فيبدو أن الرئيس الامريكي سخي جدا خاصة عندما يتعلق الأمر بتبرير انسحابه من الاتفاق النووي. 

وبالرغم من ان ترامب أكد قبل انسحابه من الاتفاق النووي على خرق إيران تعهداتها في الاتفاق النووي إلا أنه لم يصدقه أحد بمن فيهم هو نفسه. واضطر أخيرا الى القول بان الإتفاق النووي كان سيئا ومعارضا لمصالح الولايات المتحدة. 

وهناك اكذوبة أخرى للرئيس وهي أن حكومة اوباما دفعت لإيران 150 مليار دولارا علقت عليها صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة لم تدفع قرشا من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لإيران وإنما أعطى الاتفاق النووي لإيران حق الحصول على أصولها المجمدة النفطية لدى البنوك الأجنبية.

وبعد انسحابه من الاتفاق النووي لم يتوقف ترامب عن الإدلاء بتصريحاته الكاذبة واستمر في عادته وحاول خلق انجازات وهمية ترتبت على انسحابه من الاتفاق النووي. فعندما وجد الرجل نفسه امام سخط الأوروبيين على انسحابه غير المبرر من الاتفاق النووي، حاول حرف الأنظار عن نفسه إلى تداعيات قراره قائلا إن " إيران اصبحت مختلفة عما كانت عليه قبل ثلاثة اشهر وبعد انسحابنا من الاتفاق النووي اصبح الإيرانيون منشغلون بتدبير شؤونهم الداخلية وتوقفوا عن التدخل في شؤون الآخرين ولا يهتمون بشواطئ البحر الأبيض المتوسط. "

 

إقرأ أيضا : الوجه الآخر للممانعة

 

هذا وإيران لم تغير اتجاهها الإقليمي بل ولم تصمت حتى أمام الروس المطالبين بانسحاب القوات الإيرانية من الحدود السورية المحاذية للكيان الصهيوني كما انها زادت من تأثيرها و تواجدها في العراق. 

ويمكن القول ان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أغلقت نوافذ الاتصال بينه وبين إيران ودفعت إيران إلى المزيد من التشدد. 

واما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فيبدو أنه أصبح تلميذا في مدرسة ترامب ويحظو حظوه حتى في الإدلاء بتصريحات يستغني التأكد من حقيقتها من اي جعد يذكر. 

رسم بومبيو خلال تغريدته على تويتر مؤشرات إحصائية للإحتجاجات في إيران ليثبت أن الاحتجاجات في إيران شهدت تصعيدا بعد وصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض منذ كانون الأول 2017. 

واذا يصح افتراض وجود علاقة ما بين أحداث العالم فكان ينبغي لوزير خارجية اوباما أن يؤكد على أن اوسع الاحتجاجات في إيران اي الاحتجاجات التي انطلقت بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009 في عهد الرئيس باراك اوباما. وبعد مرور 40 عاما على الثورة الإيرانية كان المتوقع ان يكون واضحا للسلطات الأمريكية أن الأحداث السياسية في إيران ليست لها اية صلة او ثقة بالولايات المتحدة وأن الجينات الإيرانية ترفض الركون على الأجنبي رفضا تاما وأن اي مشروع سياسي في إيران او أي احتجاج على النظام يستند الى الدعم الأمريكي او تبادر الولايات المتحدة بدعمها فإن من المؤكد ان لن يكتب له النجاح. فضلا عن أن الحقيقة هي ان إيران يزداد هدوؤها اكثر كلما تشتد موقف الولايات المتحدة منها اكثر. 

وأوضح دليل على تلك الحقيقة هو أن إيران لم تشهد اية احتجاج سياسي خلال الشهرين الماضيين اي بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. 

نعم هناك احتجاجات نقابية مطالبة برفع الاجور تتفاعل معها الحكومة وتستجيب لها ولكن تلك الاحتجاجات تخلو من أي نكهة سياسية شاء الأمريكيون أم أبوا.