أولى الرسائل الإيجابية حول دعوة نصر الله لمحاربة الفساد كانت من رئيس حزب القوات سمير جعجع
 

بعد غياب "حزب الله"  عن الشأن الداخلي لأعوام وبعدما طغت أولويات الحزب وسياساته الخارجية على الداخلية أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد "حسن نصر الله"  في إحدى خطابته الإنتخابية أن هناك توجها جديًا للحزب بالعمل على محاربة الفساد، وأعلن " نصر الله " أن الحزب شكل خلية عمل لهذا الهدف برئاسة النائب حسن فضل الله.


 وتأتي هذه المبادرة بعدما استشعر الحزب خطورة ما يحصل على صعيد الفلتان المالي والإداري في الدولة وأن ثمة انهيار فعلي وحقيقي في بنية الدولة الادارية والاقتصادية فيما لو بقي الحال على ما هو عليه، كما أيقن الحزب أن تجاهل هذا الأمر لم يعد ممكنا مع ذهاب لبنان طوعا كرهينة بيد المجتمع الدولي ومؤتمرات الدعم، وأن في الدولة من يراهن على ذلك في ظل العجز المالي والاقتصادي دون أي خطط أو برامج أو دراسات من المفترض أن تحمي لبنان من الإنزلاق نحو المجهول.


وعلى ما يبدو فإن "حزب الله" عازم على الاستمرار في هذه المهمة بالرغم من خطورتها وحساسيتها حيث قال "نصر الله": ونعرف أن الدخول الى هذا الملف سيجلب لنا عداوات وحساسيات داخلية لكن يبدو أن البلد وصل الى مرحلة لم يعد بإمكاننا ولا بإمكان غيرنا الصبر على معالجة هذا المرض الخطير الذي قد يودي بجسد الدولة والمجتمع.


إعلان السيد "نصر الله" هذا وجد صداه الايجابي لدى اللبنانيين وبعض القوى والجهات السياسية سواء ممن هم حلفاء لـ "حزب الله" أوممن يعتبرون الحزب خصما سياسيا لهم على اعتبار أن الوضع المتردي يحتاج إلى وقفة حقيقية تتجاوز الخلافات والتجاذبات السياسية لان الفساد اليوم يهدد سيادة لبنان على مؤسساته واقتصاده وماليته العامة، وجميع الجهات باتت تحذر بشكل صريح من خطر الافلاس والانهيارات الاقتصادية المحتملة.

 

إقرأ أيضًا: الرئيس بري يدقّ ناقوس الخطر: لا حكومة في المدى المنظور

 

 وبالرغم من التباعد السياسي بين "حزب الله" والقوات اللبنانية فإن أولى الرسائل الإيجابية حول دعوة "نصر الله" لمحاربة الفساد كانت من رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي قال: "إذا كان الحزب جدياً في طرح مكافحة الفساد فنكون على تعاون معه، على طاولة مجلس الوزراء هناك سيظهر الخيط الأبيض من الأسود، وجدّية "حزب الله" في مكافحة الفساد ستدفعه إلى الإصطدام بحلفاء وأصدقاء كما حصل معنا.


ولعل تجربة القوات اللبنانية في الوزارة تشكل عاملًا أساسيًا لدى "حزب الله" لاعتبار القوات اللبنانية حليفا حقيقيا في معركته ضد الفساد بغض النظر عن التباعد السياسي بين الطرفين إذ أن هذه المعركة هي معركة اللبنانيين جميعا لحماية الوطن والجمهورية من الإنهيار.


لقد ساهمت تجربة القوات خلال السنوات الأخيرة من خلال التجربة النيابية ومن خلال التجربة في الوزارة في إظهار توجه حقيقي لمواجهة الفساد، وسُجل لنواب القوات خلال فترات سابقة صولات وجولات على هذا الصعيد تؤكد أن سياسة القوات على صعيد محاربة الفساد تصب في التوجه الأخير الذي أعلنه "نصر الله" وبالتالي فإن الرهان على القوات اللبنانية في محاربة الإرهاب لن يكون خاسرا بالنظر إلى التجربة النوعية والمضيئة لحزب القوات على هذا الصعيد وأن مصداقية القوات وشفافيتها في معالجة ملفات داخلية كثيرة كفيلة بتكريس التعاون معها في محاربة الفساد.


"حزب الله" في معركته ضد الفساد وكما عبر أمينه العام سيكون أمام صعوبات كثيرة ومع الحلفاء أكثر من الخصوم وبالتالي فإن الحزب بحاجة إلى حلفاء جديون وحقيقيون يؤمنون بضرورة تطهير الدولة من الفساد المستشري منذ عقود لما يشكله هؤلاء من حماية فعلية ومن ضمانة حقيقية ومن مشاركة فعلية وعليه فإن إيجاد صيغة تحالف بين القوات اللبنانية و "حزب الله" قد تكون أولى الخطوات المهمة في معركة الحرب على الفساد.