نسبة المشاهدين للعبة اليوم بين المنتخبين المصري والروسي هي الأكبر فالعرب والمسلمون ينتظرون على جمر مباراة المنتخبين
 

خسرت السعودية أمام المنتخب الروسي رغم أن ميزانية المملكة على لعبة القدم أكبر بكثير من ميزانية روسيا لا على الرياضة فحسب بل على الثقافة والخارجية ومع ذلك ربح الروس بإماكانياتهم المتواضعة في حرفة اللعبة وفازوا على المنتخب السعودي بحضور الرئيس الروسي و "الملك " السعودي محمد بن سلمان الذي أذهلته خسارة المنتخب لما ينفق عليه من أموال تسدّ جوع جياع العرب والمسلمين وهزُل أمام بوتين الذي ازداد نصراً في الرياضة على نصر في السياسة والعسكر في سورية التي دمرها على مرأى ومسمع من عرب الفرجة.


لم توفق المملكة في منتخبها الوطني في الفوز على المنتخب الروسي وهذا ما أفرح قلوب الكارهين للمملكة من محور المقاومة والممانعة وهذا ما أصاب مقتلاً في القلب للمؤيدين للعربية السعودية وهذا ما أكدّ أن الرياضة سياسة ولا مجال لفكّ الارتباط بين مجالين مختلفين ولكن العالم كله أصبح يسيس كل شيء من الموضة الى الفنون والرياضة والأطعمة والأشربة فلا يوجد نشاط بشري وحيواني خارج دائرة السياسة لذا باتت كرة القدم كرة سياسية مرتبطة بجملة مصالح وقد برزت أكثر في مونديال 2018 من خلال الفوائد التي ارتكز عليها النظام الروسي لتحسين أوضاعه الاقتصادية وسمعته الأمنية والسياسية كي يكون دولة متشبهة بدول الغرب وراهن بوتين على المونديال لفتح صفحة من العلاقات البيضاء مع الغرب من خلال التحضيرات التي اعتمدها لإشعار العالم الذي يحضر المونديال بقدرة وبقوّة موسكو على حماية اللعبة بكل محمولاتها في ظلّ ظروف صعبة وعلى أصعدة متعددة.


لذا يقف بوتين على رأس التدابير المتخذة لحماية أمن المونديال الذي وفرّ له سمعة جيدة ومنح روسيا ما تفقده من أهلية لغياب الدولة وسيطرة المافيات وسدّ حاجات روسيا من المال الى السمعة الجيدة الى العلاقات مع الدول التي تنظر الى روسيا بعين الريبة والحذر كونها لم تدخل بعد بالنسبة للغرب ولم تطرق باب الديمقراطية وما زالت تقمع الحريات بعصا الأجهزة الأمنية وهي الأثر المتبقي من الاتحاد السوفياتي وما زالت الكثير من الاصلاحات معطلة في روسيا، وهي بالنسبة للعرب عدواً بعنوان صديق كونه يحالف خصمهم الفارسي ويموله ويدافع عنه من الفيتو الى القتال المباشر في سورية والمساعدة له في اليمن.

 

إقرأ أيضًا: العراق ولبنان عملة واحدة

 

قد تكون نسبة المشاهدين للعبة اليوم بين المنتخبين المصري والروسي هي الأكبر فالعرب والمسلمون ينتظرون على جمر مباراة المنتخبين ويزدادون حماسة بدخول النجم العالمي المصري محمد صلاح لتأكيد الفوز المنتظر للمنتخب المصري ليفرح المؤمنون بهذا النصر المستطاع بعد أن غلبت روسيا أمّة لا إله إلاّ الله في سورية ولا امكانية للعرب في ظل هذا الواقع من الفوز على الروس الاّ في مثل هذه الميادين ويبدو أن المنتخب المصري بقيادة محمد صلاح  قادر على توفير هذه الفرصة الاّ اذا قام الدبّ الروسي وعطب محمد صلاح ليحصد النتيجة بدبيته لا بمهارة اللاعبين.


إن ملايين المصريين والمسلمين سيهتفون لمصر الدولة المدعوة الى العودة لساحتها العربية لملء الفراغ القاتل وتحسين شروط الدور العربي على المستويات كافة ولكن بعقلية جديدة عقلية تفتح العرب والمسلمين على مشروع وحدوي يرتكز على خيارات الدولة المدنية التي تداول السلطة ولا تحتكرها وتخدم المواطن ولا تستخدمه وتأخذ بأسباب العلم لا بأسباب الجهل وتجعل من العسكر عسكراً على العدو لا على شعوبها قد تكون الطابة إصابة مباشرة لأهداف أكبر بكثير من هزّ شباك مرمى.


ألم تغير الأحجار الصغيرة الكثير من التوازنات الكبيرة، ألم ينجح الحجر الفلسطيني في فرض توازنات جديدة مع العدو وكان له الباع الأطول في تحرير أراض فلسطينية؟


كلنا مصريين الليلة وسننتظر بلهفة فوز مصري بحذاء محمد صلاح الذي دخل المتحف البريطاني على طبق من ذهب واذا ما حصل سيكون حذاء محمد صلاح أقوى من الطائرات والصواريخ الروسية التي قتلت السوريين ممن لا حول لهم ولا قوّة وسيدخل بذلك متحف التاريخ كونه السلاح المواجه لأكبر ترسانة أسلحة إقليمية.