تحولت مقولة سبع دقائق ونصف إلى نكتة ثقيلة أصابت إيران والحرس الثوري، حتى باتت التهديدات الإيرانية لإسرائيل محل سخرية
 

"سبع دقائق ونصف لإزالة الكيان الإسرائيلي من الوجود" العبارة التي حفظها العالم وحبست الأنفاس بعد تصريح المستشار العسكري لقائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد أحمد كريم بور، الذي أكد فيه استعداد إيران للرد الحازم والمدمر على أي اعتداء عسكري، لافتًا إلى أن جميع المراكز المهمة في إسرائيل قد جرى تحديدها وسيتم تدميرها بصواريخ بعيدة المدى في غضون 7 دقائق و30 ثانية، في حال تعرضت إيران لأي اعتداء.


وخلال ما يقارب الـ 15 شهرًا من تاريخ صدور هذا التصريح تعرضت إيران وحلفائها في سوريا لهجمات عدة أدت إلى سقوط عدد كبير من المقاتلين الإيرانيين في سوريا، وآخر هذه الهجمات ما حصل يوم أمس على الحدود العراقية السورية حيث قامت إسرائيل بمهاجمة مراكز عسكرية عدة قيل أنها تضم إيرانيين وحلفاء لهم من لبنان وسوريا والعراق.

 

إقرأ أيضًا: قاسم سليماني باللهجة اللبنانية

 

الهجمات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة والتي تستهدف الإنتشار العسكري الإيراني في سوريا ربما لم تكن كافية بعد لاعتبارها تهديدًا حقيقيًا لإيران، فلم يحرك الحرس الثوري ساكنا وتذهب تصريحات التهديد والوعيد أدراج الرياح لتتحول مقولة "سبع دقائق ونصف" إلى نكتة ثقيلة أصابت إيران والحرس الثوري، حتى باتت التهديدات الإيرانية لإسرائيل محل سخرية ولا تعدو كونها شعارات غير قابلة للتطبيق، ولا تعدو كونها سوى أيديولوجيا للتخدير المتعمّد للشعوب التي تضع نصب أعينها تحرير القدس وفلسطين لتتحول هذه التصريحات إلى موجة غبّ الطلب يراد منها ما ليس له صلة بفلسطين ولا بإسرائيل.


الخطاب الإيراني في مواجهة العبث الإسرائيلي الذي يتمدد ويتوسع بات خطابًا باهتًا جدًا، ولم يرق إلى مستوى ما يحصل على أرض الواقع، إن على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري ليؤكد أن الصمت الإيراني في وجه التحدي الإسرائيلي المستمر يعبر عن مأزق فعلي يمتد من سوريا الى العراق إلى اليمن، وإن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة على الحدود العراقية السورية وما يجري في لبنان وسوريا والعراق واليمن كل ذلك يؤشر إلى أن التسويات التي تجري في المنطقة قائمة أولًا وأخيرًا على إلغاء الوجود الإيراني بشكل كامل، وبالتالي فإن الفزاعة التي يطلقها قادة الحرس من هناك أو هناك هي فقاعات لا تقدم ولا تؤخر وأن إيران باتت اليوم أضعف من أي وقت مضى.


الصمت الإيراني السياسي والعسكري سيكون سمة المرحلة الراهنة بعدما تحولت إيران إلى الحلقة الأضعف في الترتيبات الجارية وبعدما أعاد الضامن والحليف الروسي ترتيب أوراقه وفق مصالحه فأُخرجت إيران إلى عزلة جديدة سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.