يعقوبيان تقتحم مجلس الحاج رعد سافرة، لتطالبه بإسناد موقع وزاري للمرأة الضائع حقّها
 

 

أولاً: بولا يعقوبيان والمجتمع المدني...

 

خرج المجتمع المدني من السباق النيابي خالي الوفاض، لم يكتف بالخسارة في جني بعض المقاعد النيابية؛ بل خرج مُثخن الجراح لأسبابٍ عديدة، لعلّ أبرزها ضياع الرّؤى الواضحة والبرامج المقنعة، مضافاً إلى سوء الأداء وتفاقم النزعات الفردية، ولم يترك هذا المُسمّى "المجتمع المدني" وراءه سوى الخيبة والمهانة، ولعلّ أبرز دلائل المهانة أنّ السيدة النائب بولا يعقوبيان باتت ممثلة هذا المجتمع في الندوة البرلمانية، مع ملاحظة أنّ يعقوبيان تكاد أن تكون صورة مثالية لأركان الطبقة السياسية السائدة، صحيح أنّ الصورة تبدو مقلوبة رأساً على عقب، إلاّ أنّ الصورة تتوضّح بالمواقف البهلوانية، فخلال دورة انتخاب رئيس للمجلس النيابي، اقترعت يعقوبيان لنادين لبكي، مع أنّ المخرجة السينمائية لبكي ليست عضواً في المجلس النيابي قانونياً، وليست من الطائفة الشيعية عُرفاً، وما لبثت أن خرقت الإجماع النيابي بتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وها هي تُفاجئ الجميع بزيارة النائب الحاج محمد رعد، لتضع في عهدته حقوق المرأة الواعدة بتوزيرها في الحكومة العتيدة.

 

إقرأ أيضا : بولا يعقوبيان وجمهور النجمة

 

 

ثانياً: الحاج محمد رعد محفوفاً بالفتن...

 

يشتهر النائب الحاج محمد رعد، كما ينقل عارفوه والمقربون منه، بالزهد والتّقوى والصّلاح، فلم يُؤثر عنه، أو عن أحد أفراد عائلته، شائبة غنى، أو عمارة أو صرف نفوذ، وهو بالطبع يحترز من الفتن على اختلافها، ولعلّ الاختلاط (بين الجنسين) هو من أكثر الفتن شيوعاً بين المسلمين، والحاج رعد يحتاط بالطبع لمثل هذه الأمور والعاديات، و "حزب الله" لا يفكّر (مجرّد تفكير) بترشيح امرأة لمقعد نيابي، فكيف هي الحال مع منصب وزاري، الذي تحُفُّ به الفتن والمكروهات والمحظورات والصّعاب بالنسبة للمرأة التي يُستحسن أن تقرّ في بيتها لرعاية الأسرة والابناء، ذلك أنّ الله تعالى فضّل لها أن تكون "ريحانة" لا أن تكون "قهرمانة"، ومع ذلك، فيعقوبيان تقتحم مجلس الحاج رعد سافرة، لتطالبه بإسناد موقع وزاري للمرأة الضائع حقّها، حتى بات موقف الحاج معها كموقف أبي حازم المدني في الحرم المكي، (وأبو حازم هذا هو أبو حازم بن دينار من وجوه التابعين، قد روى عن سهيل بن سعد وأبي هريرة، وروى عنه مالك وابن أبي ذئب ونظراؤهما)، يقول أبو حازم: بينا أنا أرمي الجمار رأيتُ امرأةً سافرة من أحسن الناس وجهاً ترمي الجمار، فقلتُ: يا أمة الله، أما تتّقين الله! تسفرين في هذا الموضع، فتفتنين الناس! قالت: أنا والله يا شيخ من اللواتي قال فيهنّ الشاعر:

من اللّاء لم يحججن يبغين حسبةً 

ولكن ليقتُلن البريئ المُغفّلا .

قلتُ: فإنّي أسألُ الله أن لا يُعذّب هذا الوجه بالنار.

الراجح أن الحاج ودّع يعقوبيان بالدعاء لها بالهداية والتوفيق، وأن لا يُعذّب الله تعالى هذا الوجه البهيّ بالنار.