الهوية الوطنية عند الإيرانيين والإيرانيات مقدمة بأشواط على الهوية الإيديولوجية
 

 

ثمة ظاهرة تكاد لا تكون مفهومة ( بالخصوص عندنا نحن الشيعة اللبنانيين ) تفاجئك وانت تشاهد صور الجمهور الايراني المتابع لمباريات بلاده أو المباريات الأخرى القادمة من مونديال روسيا هذه الايام بالخصوص مشاهد الايرانيات بالتحديد .

للوهلة الاولى فإن المتوقع هو ان تشاهد على المدرجات جمهور من الشباب والرجال الملتحي ونساء " مشودرات " او على الاقل محجبات يدعمون فريق جمهوريتهم الاسلامية، فتكون المفاجأة عند المتابع معاكسة تماما .. فالغالب الاعم من الجمهور الايراني الذي نشاهده يكاد لا يمت الى الثقافة الدينية المتزمتة بأي صلة وهذا ما يظهر جليا عند النساء .

فلولا أن الكثيرات منهن  يحملن العلم  الايراني او يرسمنه على خدودهن وفوق جيوبهن  فلا يخطر ببالك ان هذه المرأة " السافرة " هي أخت من الأخوات الايرانيات وأن تشجيعها الحماسي هو لفريق بلدها الاسلامي اياه .

هذه الظاهرة " الجميلة " تستدعي التوقف مليا، فلا شك ولا ريب ان لها مداليل كبيرة استطيع ان ادعي اننا كشيعة لبنانيين على وجه الخصوص، بأمس الحاجة اليها، وهي باختصار شديد ان الهوية الوطنية عند الإيرانيين والإيرانيات مقدمة بأشواط  على الهوية الإيديولوجية ، فالإنتماء الوطني عندهم لا يمر من خلال فكر السلطة ولا طبعا مذهبيتها او دينها، ولا شك ان هؤلاء النسوة هم من المعارضين إن لم نقل من أعداء النظام الاسلامي ( بحسب الظاهر ) إلا أن هذا التباين لا يمنع من رمي خلافهم الفكري ومعارضتهم للنظام الحاكم جانبا، وتقديم الحس الوطني على كل شيء .

 

إقرأ أيضا : إيران تخطف فوزاً قاتلاً على حساب المغرب في المونديال

 

 

في حين أنني أجزم بأن الكثير من الجمهور الشيعي المؤدلج مذهبيا، عند التقاء فريق المنتخب اللبناني مع الفريق الايراني فإنهم أميل ( قلبيا على الأقل ) إلى الفريق  الايراني الشيعي !! 

لن أدخل بهذه العجالة بتحليل سيكولوجي عن سبب ضعف الإنتماء الوطني عندنا وقوته عند الشعب الإيراني، بقدر ما أريد أن أوجه دعوة لكل اللبنانيين بأن نتعلم منهم حب الوطن قبل أي شيء آخر، فإنه من الإيمان .