أحزابٌ وتنظيمات، تُبادر أوّل ما تُبادر بالسؤال عن حُصّتها من الغنيمة! تحت مُسمّى المصلحة الحزبية، أو الطائفية أو المذهبية
 

 

كانت الأحزاب العلمانية والماركسية التي "أضلّها" الله تعالى، ووعد أفرادها بنارٍ وقودُها النّاسُ والحجارة، توصي مناصريها بالحدب على قضايا الناس ومعاشهم، والسّهر لحلّ مشاكلهم، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين، حتى أبادها الله فيما أباد من خلقه، وحلّت محلّها أحزابٌ وتنظيمات، كان من المفترض أن تحكم بما أنزل الله من عدلٍ ورحمةٍ وسويّة، وتدعو إلى البرّ والتقوى، ونبذ الإثم والعدوان، لا سيّما من منهم ينتسبون إلى أُمّة نبيٍّ مات ودرعُهُ مرهونة، وذلك بعد أن ملك جزيرة العرب، ولم يورث أبناءه، تصديقاً لحديث: إنّنا معاشر الأنبياء لا نرثُ ولا نُورّث، فأورثنا مُشكلة "فدك"، والتي ما زالت حاضرة في مجالس الشيعة حتى اليوم.

 

إقرأ أيضا : الحكومات الصائمة وتعاسة العيد السعيد

 

والإمام الخليفة عليُّ بن أبي طالب قُتل غدراً، فنعاهُ ابنُه الحسن فقال: ما ترك إلاّ ثلاثمائة درهم، والخليفة أبو بكر الصّديق لم يكن يأخذ من بيت المال شيئاً، ولا يُجري عليه من الفيئ درهماً، وكان الخليفة عمر بن الخطاب يُجري على نفسه درهمين كلّ يوم، فلمّا ولي الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز قيل له: لو أخذت ما كان يأخذ عمر بن الخطاب؛ فقال: كان عمر لا مال له، وأنا مالي يُغنيني، ولم يأخذ شيئاً، ولئلاّ يطول المقام والمقال نقول: أحزابٌ وتنظيمات، تُبادر أوّل ما تُبادر بالسؤال عن حُصّتها من الغنيمة! تحت مُسمّى المصلحة الحزبية، أو الطائفية أو المذهبية أو العصبية، فإذا شُكّلت حكومة يبلغ "تناتش" الحصص مداه، حتى إذا شُكّلت بلدية، سألوا عن حصّتهم، وإذا عُيّن مختار، قالوا: منّا مختار ومنكم مختار، على منوال: منّا أمير ومنكم أمير، حتى إذا أزمع القوم على انتخاب هيئة لإدارة جمعية خيرية، قالوا: أين حصّتنا؟ وإذا جاءت مساعدة خيرية للفقراء والمحتاجين استأثروا بها كأنّها غنيمة حرب، حتى أثروا وظهر ذلك للعيان، وأرقامُ حساباتهم خيالية لا يعلم بها إلاّ الخبير علاّم الغيوب.وفوق هذا وذاك، يتحكمون برقاب العباد ومصالح البلاد، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم، والعاقبةُ للمُتّقين.