مع انطلاق موسم مباريات كأس العالم وحلول عيد الفطر والدخول رسمياً بموسم الصيف المفترض «سياحي»، يتوقع وزير السياحة ان يكون الموسم واعداً، رغم ان المعنيّين في القطاع لم يلمسوا بعد أي مؤشرات على ذلك، ولو ان آمالهم تبقى كبيرة.
 

تعوّل المؤسسات السياحية على انطلاق موسم الصيف وتزامنه مع حلول عيد الفطر وبدء مباريات كأس العالم، لتتلمّس حركة سياحية نشطة طال انتظارها، في ظلّ مقاطعة السياح الخليجيين للبنان منذ اعوام، واقتصار السياحة في لبنان على جزء من المغتربين بالاضافة الى العراقيين والسوريين والاردنيين.


لكنّ وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال أواديس كيدانيان أكد أمس للبنانيين، «ان لبنان على أبواب موسم سياحي واعد في ظل الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد».


واشار الى «إن هذا الصيف سيكون مميزا، ومن المتوقع أن تكون هذه السنة من أفضل السنوات على صعيد عدد السياح، كيف لا، ولبنان يعتبر من أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والمنطقة، ونحن نعمل جاهدين على تسليط الضوء على الكثير من المناطق التي تنعم بطبيعة خلابة وتستحق أن تكون من أبرز الوجهات الواعدة، فضلا عن الترويج لمعالم سياحية تمتد من شمال لبنان إلى جنوبه، تجذب عددا كبيرا من الزوار من كل أنحاء العالم».


كما اعلن كيدانيان «ان وزارة السياحة تتحضر لرعاية وإفتتاح العديد من المهرجانات الدولية والنشاطات الترفيهية التي تقدم مستوى عاليا من الأعمال الفنية التي يحييها كبار الفنانين اللبنانيين والعالميين».

 

فنادق


في هذا الاطار، أكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر لـ«الجمهورية» ان الحركة في عيد الفطر بطيئة لغاية الآن، «ولم يتحقق شيئا بعد من أحلامنا بالنسبة للموسم السياحي، كما لم نلمس أي تحسّن بعد في نسب الإشغال الفندقي».


وأكد انه «لا يوجد هذا الزخم في الحجوزات، والذي من المفترض ان نشهده عشية عيد الفطر. فالوضع ما زال على حاله مقارنة بالعام الماضي».


وفيما لفت الاشقر الى ان الارقام قد تتبدّل بين ليلة وضحاها، قال ان الوضع لغاية الآن ليس على قدر التوقعات والتطلعات والقدرات، خصوصا في ظل وجود استقرار أمني في البلاد.


وأمل الاشقر في ان يكون موسم الصيف واعداً ومميّزا، لكنه نفى في الوقت نفسه وجود بوادر او مؤشرات منذ الآن تؤكد ذلك.


واعتبر ان انطلاق موسم الصيف يبدأ مع حلول عيد الفطر، وبالتالي فان كانت مؤشرات العيد جيّدة، تكون مؤشرات موسم الصيف جيّدة أيضاً.


من ناحية اخرى، لفت الاشقر الى المهرجانات السياحية تعمّ البلاد وعددها كبير، كما ان السياحة الداخلية نشطة جدّاً، إلا ان المشكلة تكمن في استقطاب سياح من الخارج يشغلون فنادق لبنان.


أضاف: يمكن ان يزيد عدد الوافدين الى مطار بيروت، كما يمكن ان يدخل مليون مسافر إضافي الى لبنان لكنّ يمكثون في المخيّمات أو في منازلهم، وبالتالي فان الفنادق لن تتأثر إيجاباً بهذه الزيادة في عدد الوافدين.

 

مطاعم


أما بالنسبة للمطاعم التي تواكب بزخم كأس العالم نظرا لمساهمته الكبيرة في تفعيل الحركة الاقتصادية، أعلن نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري طوني الرامي في بيان، أن «النقابة تحولت إلى خلية نحل مواكبة لبدء مباريات كأس العالم التي تقام في روسيا ضمن أجواء حماسية رياضية تنافسية حيث تزينت المطاعم والملاهي وتألقت واستعدت لاستقبال روادها الذين سيتابعون هذه المباريات فيها بكل شغف وحماس».


وأكد أن «كلفة البث والتجهيزات والتسويق باهظة ولكن أصحاب المؤسسات السياحية على وعي وإدراك كاملين بأن ليس هناك أي إمكانية لزيادة الأسعار في المطاعم والمقاهي التي تبث هذه المباريات في ظل الظروف الإقتصادية التي يعيشها البلد والقدرة الشرائية المحدودة».


وأعلن الرامي أنه «تم الإتفاق بين وزارة السياحة والنقابة على عدم وجود حد أدنى للفاتورة أو minimum charge وتعرفة فوبتول football charge، ولكن على المؤسسات الراغبة في وضع لائحة طعام خاصة بالمونديال Set Menu، التصديق عليها من قبل وزارة السياحة وأن يكون الرواد على علم بها عند دخولهم إلى المطعم أو المقهى أو عند حجزهم فيهما، لأنه بالنتيجة يهمنا الزبائن الذين نعتبرهم الحسيب والرقيب الاول والأخير».


وقال: «اللبنانيون يراهنون على كأس العالم في كرة القدم من جهة وعلى ولادة الحكومة العتيدة، حكومة نموذجية شبابية إقتصادية تلبي طموحاتهم لأن القطاع السياحي، كسائر القطاعات الإقتصادية، لم يعد يحتمل المزيد من الركود خصوصا وأن حركة المبيعات لم تطابق توقعاتنا المتفائلة بالرغم من كل الجهود المبذولة».