بعد مسيرة مهنية تكاد تطاول سنتها العاشرة ورصيد كبير من الاعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية البارزة، يرى الممثل اللبناني عبدو شاهين الذي أبدع بأدائه لدور «شاهين» في مسلسل «الهيبة» بجزءيه، أنّ التمثيل مهنة غير سهلة وأنّ لذة التمثيل تكمن في وجعه. وأشار إلى أنه ليصبح الانسان ممثلاً في لبنان يكون أمامه مشوار طويل من التعب، مستغرباً كيف يُمكن أن يدخل أحدهم مجال التمثيل من أجل الشهرة فقط. وإذ أعرب عن رأيه بالدراما المحلّية، تحدّث بصراحة مطلقة عن الأعمال التي استوقفته هذا العام مُفصحاً عن إعجابه بعدد من الممثلين العرب والعالميين.
 

يعتبر الممثل اللبناني عبدو شاهين أنّ دور شاهين في «الهيبة» هو الدور الدرامي الفعلي الأول له، وأوضح أنه شعر في «الهيبة» الجزء الأول كأنه أمام دور مسرحي بسبب بنيته وأبعاده. وقال إنّ هذا المسلسل وضعه أمام مسؤولية، وشكّل له الدور لذةً في العمل عليه. وأكّد أنه لا يتبرّأ من الأدوار السابقة التي قدّمها حتى لو أنّ بعضها غير جيد بالنسبة إليه، موضحاً: «هي التي جعلتني أنضج».


وأكّد النجم اللبناني، خلال حلوله ضيفاً على «إذاعة لبنان»، انه بكى حقيقة في «الهيبة العودة» في مشهد الوداع الشهير الذي جمعه بالممثلة روزينا لاذقاني، وقال: «إذا شَعر المشاهد بـ10 في المئة من المشهد، فأنا عشته على مدار وقتٍ طويل». وأشار إلى أنّه عمل طيلة عام على هدوء شخصية شاهين، وعلى أن يقدّم أكثر ممّا قدّمه في الجزء الأول.


الممثل الذي شارك الى اليوم بما يفوق الـ 12 عملاً مسرحياً، رأى أنّ المسرح هو المختبر الوحيد الذي يزوّد الممثل بأدوات العمل، وقال: «المسرح ليس فقط العرض والجمهور، هو العقلية والبحث والبروفا يومياً لأشهر طويلة، وهو الفشل والنجاح والتراكم».


المسلسل تحفة


وعن الدراما المحلية قال إنه لا يحب الأعمال ان كانت لا تحاكي الواقع أو الانسان. وعن الأعمال الرمضانية التي تُعرض حالياً، شاهد شاهين مسلسلي «طريق» و»تانغو». وقال: «أحببتُ «طريق» ومسلسل «تانغو» تحفة جميلة». وأشاد بأداء الممثلة السورية دانا مارديني في «تانغو»، وقال انه يستمتع بمشاهدة هذا العمل وبأداء جميع الممثلين المشاركين فيه، الذين يؤدون ادوارهم وكأنهم يلعبون الموسيقى بأداء أجسادهم، مثل مارديني وباسل خياط. وقال: «المسلسل غير مبنيّ على الممثلين فقط بل على نص وإخراج وإدارة ممثلين أيضاً». ورأى أنّ عابد فهد يتميّز في «طريق» ونادين نسيب نجيم «بِتعَقِّد وطبيعيه».


وقال إنّ المخرج إيلي حبيب يقدّم مسلسل «جوليا»، العمل اللايت كوميدي، وكأنه حبة حلوى لذيذة في رمضان.


ممثلون كبار


وأشار إلى أنّ «الهيبة العودة» أعاد إلى الشاشة ممثلين كباراً من لبنان «لم أكن أتخايل أنني سأقف أمامهم يوماً ما في عمل درامي، مثل عبد المجيد مجذوب وأحمد الزين».


وعدّد أسماء ممثلين مسرحيين يرى أنهم يملكون طاقات كبيرة وهو يفتخر بهم، ومنهم: فادي أبي سمرا الذي يشارك في «الهيبة العودة»، كارول عبود، ندى أبو فرحات وديامان بو عبود.


وأكّد أن البطولة المطلقة ليست هي الأساس والأهم، بل الدور بحد ذاته. وقال: «أحياناً يلعب أحد الممثلين دوراً مُطلقاً فيما لا يوجد أي شيء جيد في المسلسل بالمطلق، ولا يحاكي المشاهد بشيء، فماذا تنفع البطولة؟ وأحياناً يستطيع الممثل بمشاهد معدودة أن يعلق في أذهان المشاهدين». وأشار إلى أنه لا ينسى المشهد القصير الذي لعب فيه الممثل السوري بسام كوسا دور شخص متوحّد في مسلسل «وراء الشمس».

 

أثّروا بي


وعن الممثلين الذين أثّروا بعبدو شاهين شخصياً، قال: «يوجد في العالم العربي بالنسبة إليّ ثلاثة ممثلين، وهم رجال استثنائيون: أحمد زكي، محمود عبد العزيز وبسام كوسا». وأشار إلى أنّ الممثل خالد تاجا يحاكي بيئته أيضاً. وعبّر عن إعجابه الكبير بالممثل اللبناني الكبير الراحل نبيه أبو الحسن «الفظيع».
وعلى الصعيد العالمي أبدى انبهاراً بالممثّل البريطاني دانيال دي لويس Daniel Day-Lewis، والممثل الاسباني خافيير باردم Javier Bardem والممثل الأميركي أدريان برودي Adrien Brody.