هذا الوضع العربي يأتي بحكومات صائمة دائماً وعن كل شيء الاً عن ثرثرة وعود إبليس بالجنة وهي من تجعل العيد السعيد تعيساً
 

بعد إعتراض الأردنيين على ضريبة الحكومة كلف الملك تشكيل حكومة جديدة تعيد انتاج الأزمة ذاتها طالما أن الأسباب الموجبة ما زالت قائمة في بلد يعدُ من أوهن البيوت العربية فاقتصاده صعب وأزمته خانقة ولا تفلح فيه المساعدات التي يتلقاها لتصحيح أوضاعه الصعبة.


بعد عراق صدام حسين فقد الملك صواعه وما عادت المساعدات المتحركة تلبي حاجة الأردن الدائمة لرعاية اقتصادية شبه يومية وهذا ما أسهم في إبقاء الأردن داخل دوامة من الأزمات الاقتصادية تكدّست فيها البطالة بشكل جنوني وقد أفقدت المواطن الأردني حياته فقام معترضاً على أزمات لا حلول لها بحلّ الحكومات وتشكيل غيرها ما دامت الحكومة الجديدة نسخة طبق الأصل عن الحكومة القديمة.


تحركت المملكة العربية السعودية لدعم الأردن في أزمته رغم أن الأردن وقف متفرجاً في اليمن ولم يدخل سرب التحالف العربي بقيادة المملكة ولكن ضرورات المرحلة تفرض دائماً تجاوز الخلافات لتحسين صورة العلاقات العربية - العربية باعتبارها الشرط الأساسي و الوحيد للحفاظ على وحدة عربية في مواجهة ما يسميه العرب المشروع الفارسي.


تتأهب مصر لتشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة أخطار التطرف الإسلامي وخاصة من حركة الإخوان المسلمين عدوة النظام والاستقرار في مصر بعد أن فشلت الحكومة السابقة في الأمن والسياسة والاقتصاد وبات النظام المصري برمته في أسوأ حالاته وظروفه وهناك حسرة كبيرة على الفقر القديم في مصر بعد أن جاء الفقر الجديد أكثر إيلاماً ووجعاً ولم تفلح خطوات السيسي في تحسين السياسة والاقتصاد بل أضاف اليهما أزمة الأمن لابتعاده عن معطيات الثورة في تعزيز الديمقراطية والابتعاد عن عسكرة السلطة بعصا الجيش.

 

إقرأ أيضًا: الحكومة بالجملة مش بالمفرق

 

قام العراق من تحت الخراب وأجرى انتخابات نيابية أريد حرقها كونها لم تستجب لطلب الكثيرين من الطامعين ببقاء السلطة في العراق بحوزة التجّار ولكن طبيعة التناقضات القائمة لمّت نتائج الانتخابات بطريقة تعطي الجميع حظوظاً في السلطة من خلال تكديس الكتل النيابية فوق بعضها البعض كرزم لتحاصص بعضها البعض مع حرص شديد على دفع حزب الدعوة الى خارج رئاسة الحكومة.


حتى الآن ينتظر العراق تدخلات الخارج لفكّ الشباك بين المتصارعين على رئاسة الحكومة وقد قال سليماني كلمته في هذا المجال بأن الرئاسة من نصيب أي كتلة شيعية مما يعني أن شيعة العراق في قبضة ايران فهوى أي رئيس حكومة من الكتل الشيعية فارسي أولاً كما أن أميركا ليست ببعيدة عن الكتل الشيعية وهي تنظر اليها نظرة الفارسي ويبدو أن العراقيين مازالواحتى على ما هم عليه من همّة عالية فيد تصافح الصديق و أخرى تصافح العدو.


أمّن الشيخ سعد الحريري رئاسته للحكومة اللبنانية فما عاد على عجلة من أمره وباتت وعود الخير غير مسرعة والالتزامات الدولية من الدول المانحة والداعمة منتظرة على باب السراي ولا ضير في ذلك طالما أن اللبنانيين مصرّين على اختلافاتهم الوزارية في سحب الحقائب بحسب قوّة كل كتلة نيابية وطالما أن رئيس الحكومة ملزم في تشكيل حكومة منسجمة مع من سماه رئيساً لها ولا إمكانية لديه للردّ على من باتوا أقوى منه بعد أن تبيّن ضعفه في الانتخابات النيابية وبات أسير شراكة سياسية مقيدة له وإلاً تم التخلي عنه بسهولة أقل من سهولة إبعاده عن الحكومة وهو في كامل قوته البرلمانية.


هذا الوضع العربي يأتي بحكومات صائمة دائماً وعن كل شيء الاً عن ثرثرة وعود إبليس بالجنة وهي من تجعل العيد السعيد تعيساً.