هل سيبقى لحزب الله مبررات للإحتفاظ بسلاحه بعد خطة ترسيم الحدود البرية والبحرية ؟
 

 

منذ فترة طويلة لم يرد على لسان أحد من المسؤولين في لبنان، موضوع الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان والعدو الاسرائيلي.

وليس بالصدفة ابداً أن يجتمع الرؤساء الثلاثة من اجل مناقشة العرض الذي قدمه موفد اميركي ،تشير بعض الاوساط القريبة من دائرة القرار بانه حمل عرضاً جدياً، يفضي الى ترسيم الحدود البرية والبحرية ،خصوصاً تلك المتنازع عليها بين لبنان والعدو الاسرائيلي. وتؤكد بعض المصادر القريبة من أن العرض الاميركي جدي ،وانه سيكون في طريقه الى التنفيذ بوقت قريب وباشراف الامم المتحدة خصوصاً ان هذا الامر مرتبط بالعديد من القرارات الدولية كانت قد صدرت سابقاً عن مجلس الامن الدولي لم يستطع لبنان تنفيذها وذلك بالنظر لموقف نظام الوصاية السورية الهادف الى عرقلة ومنع ترسيم الحدود اللبنانية – السورية وتقديم الوثائق الرسمية للامم المتحدة التي تؤكد لبنانية مزارع شبعا ،فاسحاً في المجال امام "حزب الله " للاحتفاظ بسلاحه بذريعة تحرير مزارع شبعا . وتشير المعلومات الى ان لبنان يأخذ العرض الأميركي على محمل الجد ،ومن الممكن جداً أن يكون القرار اللبناني إيجابياً وتأخذ عملية الترسيم طريقها إلى التنفيذ. لكن الملفت للنظر ان العرض الاميركي تزامن مع إستطلاع للقوات الروسية على طول الحدود اللبنانية السورية . وهذه القوات تتحضر للانتشار على كامل الحدود، على الرغم من اعتراض وامتعاض "حزب الله "، ما يعني من الناحية العملية تأكيد الالتزام الروسي بالطلب الاسرائيلي بوقف توريد الاسلحة والمقاتلين بين لبنان وسوريا . المعلومات تضيف ان تحريك المسارين الجنوبي مع اسرائيل والشرقي الشمالي مع الجانب الروسي، سيعني ضبط الحدود اللبنانية من كل الجهات البرية، علما ان الحدود البحرية خاضعة للمراقبة الدولية بموجب القرار الدولي 1701 الذي اوقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في اعقاب حرب العام 2006.

 

إقرأ أيضا : الحكومة بالجملة مش بالمفرق

 

 

ففي حال اخذ العرض الاميركي طريقه الى التنفيذ ،واستلمت القوات الروسية الحدود الشرقية مع لبنان بموازاة مواقع الجيش اللبناني المنتشرة على طول الحدود هل سيبقى ل"حزب الله "مبررات للإحتفاظ بسلاحه  ، ام تشير هذه المعطيات الى قرب انتهاء دور الحزب ؟و هل ستستجيب إيران والحزب الى الطلبات بانسحابهما من سورية؟ الأجوبة الصادرة عن القيادات الإيرانية بالاضافة الى خطاب الامين العام ل "حزب الله "الذي رفض أي انسحاب من سورية، والطرفان يعتبران  وجودهما شرعياً، وأن إيران استثمرت بمئات البلايين في الأراضي السورية، ودفعت آلاف القتلى دفاعاً عن النظام. لم ترد روسيا حتى الآن بأي موقف عملي على الرفض الإيراني، فيما تعلن الميليشيات الاخرى أنها تنسحب فقط بناء لطلبات النظام بما فيها "حزب الله"، وهو موقف عملي يشي بقرب هذا الانسحاب، لأن النظام السوري يصعب عليه رد الطلب الروسي له بإعطاء قرار الانسحاب لهذه الميليشيات الإيرانية. فما الذي يمكن أن يحصل لتنسحب إيران؟ 

 

إقرأ أيضا : ويبقى الإنتظار سيد الموقف

 

لا شك في أن دخول القوات الروسية في صدام مسلح مع قوات الحرس الثوري الإيراني هو أمر مستبعد. فالبديل الروسي جاهز من خلال الاتفاقات المعقودة بين روسيا وإسرائيل حول السماح للقوات الإسرائيلية بقصف المراكز الإيرانية في سورية، مع تجنب قصف مواقع النظام السوري. وليس من قبيل المصادفة أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن بزيارة فلاديمير بوتين ثماني مرات خلال العامين الماضيين. أجل، لقد هدفت هذه الزيارات إلى تفادي الصراع مع القوات الروسية، ولكن أيضاً إلى محاولة إقناع بوتين باحتواء الإيرانيين في سوريا. وقد نجح نتنياهو إلى حد كبير في المسألة الأولى. ولكنه لم يفلح في الثانية. فقد منحت روسيا للإسرائيليين والإيرانيين حرية التصرف الكاملة – وهي حقيقة تجعل التصادم الذي يلوح في الأفق أكثر احتمالاً. 

هذا التصادم لم يعد احتمالاً، فتنفيذه قائم منذ فترة، من دون أن يرد نظام طهران على الانتهاكات المتوالية لمراكزه. فإذا كانت الحرب الروسية- الإيرانية المباشرة مستبعدة، فإن حرباً أخرى إسرائيلية إيرانية مندلعة بشكل فعلي، والاحتمالات في شأن تطورها تبقى رهن المستقبل. وهل لكل هذه المعطيات دوراً في عملية التباطؤ في تشكيل الحكومة العتيدة

هذه المعطيات وتلك التساؤلات ستكون أمام اختبار تطورات الوضع الاقليمي على مستوى المنطقة بشكل عام .