أوّل بركات الغيث حكومة بثلاثين وزيراً ممن أفاض الله علينا بهم واجتباهم كزمرة من عصابته الأبرار
 

حتى تتسع الحكومة للفائزين بالانتخابات النيابية ينكبّ الرئيس المكلف على تشكيل حكومة نيابية لا تُسقط أحداً ولا تنسى نائباً أو كتلة وتضمن سلامة التمثيل لقوى وشخصيات باركها اللبنانيّون في قداديس الآحاد وصلوات الجماعة والجُمعة وعمّدوها بدمائهم وباركوها بالبخور الخليجي والعجمي فطهروها من رجس السنين وأصبحت طاهرة مطهرة كولادة أهل التقوى والإيمان.


أوّل بركات الغيث حكومة بثلاثين وزيراً ممن أفاض الله علينا بهم واجتباهم كزمرة من عصابته الأبرار والأخيار وهم من أهل الكرامات وقد امتحنهم إله الحزب والطائفة فكانوا من الناجحين بامتحانات الطاعة العمياء ومن المتعبدين له دون غيره من الآلهة التي تتكاثر مع كل ثورة مثل البعوض وتنتشر في نفوس المرض لعلاج ما بهم من أمراض نفسية وعاهات جسدية من ذوي النزعة الجماهيرية التي لا تسمع ولا تبصر ولكنها تهتف دوماً وتصفق وتدعو على نفسها كيّ يبقى سيّد الرعية في خير وعافية هو و كل فرد من أفراد عائلته التي فضلها الله على الناس أجمعين.

 

إقرأ أيضًا: حكومة شاكيرا...

 


من المنتظر أن ينتهي الرئيس المكلف من تشكيل حكومته وتكون عيدية العيد السعيد للبنانيين ممن تمرضنوا أو لم يتمرضنوا في هذا الشهر الفضيل من أهل الملّة الأخرى أو الضفة الأخرى فحكاية الصوم قديمة وهي مواسم مختلفة في الأديان المعتمدة على الصوم لدفع كفّارة البدن وجزية الإيمان لتحسين صورة النفس على شكل خالقها. ريثما يزلل الحريري العقبات الموضوعة أمام حكومة التأليف والآتية من كل حدب وصوب لا يبدو الانتظار صعباً اذ لا رهان على رهانات خاسرة وهي لم تفلح سابقاً في أي سبق حكومي وتجربة أحزاب الحكومات صادمة ولا مجال لإعادة الثقة فيها طالما أنها تعمل بنفس العقلية وخاصة من جهات غير مؤمنة أصلاً بنظافة العمل السياسي ولا ترتكز على معايير وطنية بمعنى أنها فاقدة لشرعية العمل الوطني الذي يتطلب مساراً سياسياً صحيحاً داخل ورش الأحزاب والطوائف اذا كانت الحريات معطلة داخل الأطر التنظيمية فكيف يمكن لهذه الأحزاب السماح بالحرية داخل العمل العام واذا كان القمع الداخلي هو عصا إمام الجماعة والطائفة فكيف يمكن التطلع الى حرية وطنية على يدّ أهل الحكم واذا كان إله الحزب أو الطائفة لا يتغيّر فكيف يمكن الإيمان بديمقراطية الاستحقاقات وبالمؤسسات وهل فاقد الشيء يعطيه؟

 

إقرأ أيضًا: دولة الهيبة

 

ينصت اللبنانيون الى الواعظين من رهبان السلطة وباهتمام بالغ للحصول على وعودهم المتكررة بجنة النفط ونعيم المساعدات والانفراجات القادمة على يدّ وزراء جُدد بعد أن تمّ إعادة تدويرهم في مصانع خاصة عائدة للطائفة ليحسنوا استعمال الوزارة بطريقة نظيفة لا فساد فيها. فيطمئن بالهم وتستريح أحوالهم المضطربة وينتظرون أملاً قادماً ووفاءً مقطوعاً وقوّة ضائعة وبلداً مفلساً.


لا شيء غير الانتظار يريح سكينة النائمين بين البأس والبؤس لعلَ فأس السلطة يأتي فيقطع رأس الناس يوماً فيقتل ما فيه من أحلام الكنائس والمساجد ليصحو من وهن الطين مارد عنيد غير مخدوع بعسل السُم الذي تشربه هنيئًا جماهير غفيرة أكلت من رؤوسها طيور القائد المنصور والزعيم الفذ.


لا شماتة ولا تشاؤم فمركب الغرق واحد ولا ينجو منه أحد من البسطاء وحده القبطان لا يغرق فوسائل الإنقاذ متاحة له وهو لا يموت انظروا الى كل الحروب التي طحنت برحاها الناس هل مات فيها قائد أو زعيم من حبيب الجماهير؟ لماذا لا يموت القائد في المعركة؟ لماذا يبقى حيّاً في حين أن الناس تفنى لأجله؟ لماذا لا يموت الاً على تبوت العمر الطويل ؟ اليست ساحات الحروب توابيت له؟ أم انه يشعلها فقط بلسان كبريته ويهرب الى جحره خوفاً من  لظى لظاها .