ترامب أعطى الشرعية للزعيم الكوري كما وعد بإنهاء المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية التي كانت تُجرى قرب الحدود الكورية الشمالية وتشكل مصدر لقلقها
 

 

إنعقدت القمة الأمريكية - الكورية الشمالية التي هي فعلا لقاء تاريخي وإنجاز كبير لكوريا الشمالية التي فرضت نفسها على أقوى دولة في العالم واجبرتها على التنازل عن جميع شعاراتها الرنانة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية. 

ان القنبلة النووية التي تملها كوريا الشمالية هي التي جعلت الرئيس دونالد ترامب يتنازل عن مبادئه الديمقراطية التي كان يتحدث عنها ويتهم الزعيم الكوري بالديكتاتورية أو انه كلب مريض. 

 الرئيس ترامب أثبت بأنه رجل الصفقات والمفاوضات والمناورات الإعلامية  وعقليته انما هي عقلية تاجر وليس سياسي مؤمن بالمبادئ الديمقراطية. فكيف يمكن أن يصبح مستبد الأمس، مصلح اليوم؟! 

والأنكى من ذلك أن ترامب يوكد لشعبه بأنه لم يعط أي امتياز للطرف الآخر بينما اللقاء نفسه كان اكبر امتياز اعطاه ترامب للزعيم الكوري الشمالي. انه أعطى الشرعية للزعيم الكوري كما وعد بإنهاء المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية التي كانت تُجرى قرب الحدود الكورية الشمالية وتشكل مصدر لقلقها.

حتى عند تعليقه على موضوع إيقاف المناورات العسكرية يظهر ترامب عقليته التجارية البحتة قائلا: " سنوقف المناورات ما سيوفر علينا مبالغ طائلة. "

نعم تعهدت كوريا الشمالية بإزالة الأسلحة النووية ولكنها تحتاج الى وقت طويل قد يصل الى 15 عاما. 

 

إقرأ أيضا : هذا ما أسفرت عنه قمة سنغافورة التاريخية!

 

 

تلك معجزة القنبلة النووية التي حصلت عليها كوريا الشمالية، وبعد اختبارها اخطر انواع الصواريخ الباليستية النووية، أبدت عن استعدادها للتفاوض والتصالح وأجبرت ترامب على الجلوس على طاولة الحوار. 

أما إيران اجبرتها العقوبات النووية على المفاوضات النووية والوصول الى الاتفاق مع الدول الست. ولهذا يرى الكثير من الإيرانيين وأغلبهم من المحافظين أن طريق النجاح هو الطريق الذي سلكته كوريا الشمالية وهو إنتاج القنبلة النووية. ولكن يبدو ان المجتمع الإيراني يختلف كثيرا عن المجتمع الكوري الشمالي حيث ان المجتمع الإيراني لا يمكن التحكم عليه ولو بشق الأنفس وأنه لا يطيق الحكم الديكتاتوري الشامل الذي على غرار كوريا الشمالية ، يجمد جميع المشاريع من اجل انتاج السلاح النووي. ثم ان هناك حظر شرعي يمنع من انتاج السلاح النووي كما افتى آية الله خامنئي به. 

وهناك دروس وعبر إيرانية يمكن لكوريا الشمالية الإستفادة منها وعلى رأسها عدم الثقة بالولايات المتحدة حيث أنها لا تحترم قراراتها حيثما تريد. 

وكان رد الناطق الرسمي لحكومة الرئيس حسن روحاني لافتا عندما علق على القمة الأمريكية الكورية الشمالية متهكما: " يبدو أن زعيم كوريا الشمالية لا يعرف مع من يتفاوض! إنه يتفاوض مع شخص يسحب توقيعه وهو على متن الطائرة!"