تصريحات سليماني تثير الجدل، والوسط اللبناني يرد، ويدعوه إلى تسمية النواب الـ 74
 

أدت التصريحات الأخيرة المنسوبة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، إلى إسنتفار الوسط اللبناني السياسي، خصوصاً بعد أن قال سليماني بحسب شريط فيديو انتشر على موقع «تويتر»، أن "(حزب الله) فاز في الانتخابات النيابية الأخيرة بـ74 مقعداً في البرلمان اللبناني من أصل 128 نائباً"، معتبراً على حد قوله، أن "الانتخابات نقلت الحزب من حزب مقاوم إلى (حكومة مقاومة)". لافتاً إلى أنه "في بيروت وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، فازت شخصية تابعة للحزب وهي شيعية، فيما اكتسب البعض ممن يسمونهم «عملاء ايران» اصواتاً تفوق نسبة اصوات مرشحين آخرين".


وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة "اللواء"، أن "تصريحات سليماني، لم تقتصر على الوسط النيابي والسياسي، بل طاولت الحزب نفسه،  الذي لوحظ انه تجاهل تصريحات سليماني في نشرات تلفزيون «المنار» الناطق بلسانه، فيما لم يشأ أي مصدر في تكتل «لبنان القوي» التعليق، في حين راح النواب يتساءلون عمن قصد سليمان حين عدد نواب الحزب بـ74 نائباً، ومن هم؟".


وفي هذه الناحية، رد رئيس الحكومة سعد الحريري، على تصريحات سليماني من قصر بعبدا، قائلاً: "اذا كان المقصود «كتلة التيار الوطني الحر» هي من ضمن هذه الحسابات، فأعتقد اننا تخطينا هذا الموضوع، ولكن من المؤسف أن يصدر هذا المنطق عن دولة نود أن تربطنا بها علاقات من دولة إلى أخرى، وأن التدخل في الشأن الداخلي اللبناني أمر لا يصب في مصلحة (إيران) ولا لبنان ولا دول المنطقة، كما أنه إذا خسر البعض في العراق، لا يمكنه أن يظهر وكأنه يحقق انتصارات في أماكن أخرى".


وبدوره،  قال عضو كتلة «المستقبل» النائب سامي فتفت نقلاً عن صحيفة "الجمهورية": "أمام صرخات (الشعب الايراني) وأنينه من الجوع بسبب الضائقة الاقتصادية التي تتخبّط فيها بلادهم، نعتقد أنّ المسؤولين والقياديين الايرانيين وجَدوا أنفسَهم مضطرّين للتفتيش عن أيّ ذريعة لكي يبرّروا لشعبهم الذي لا يجد ما يسدّ له جوعَه طريقة صرفِ أمواله"، داعياً سليماني إلى "تسمية النواب الـ 74 الذين قال إنّ الحزب فاز بهم، لمعرفة ما إذا كان نواب التيار الوطني الحر من ضِمنهم"، وقال: "لا أعتقد أنّ جميعهم يتبعون لـ (إيران)".


وكذلك قالت مصادر "القوات اللبنانية" للصحيفة "إنّ أفضل ردّ على ما قاله سليماني هو ما صرَّح به النائب محمد رعد، وبالتالي موقف سليماني من خارج السياق، فضلاً عن أنّه لم يصدر عن الحزب، لا عن أمينِه العام ولا عن كتلة «الوفاء للمقاومة» أي موقف يدّعي بأنّ الحزب يملك 74 نائباً، وأكبر دليل هو موقف النائب رعد، خصوصاً لجهة انّه لا توجد أيّ اكثرية، وإنّ الأولوية في المرحلة السياسية المقبلة هي لاعتماد القانون وتنفيذه".


وكان رعد قد لفتَ إلى "أن وضع المجلس النيابي بتكتلاته وموازين القوى فيه قد تغيّر بعد الانتخابات بنحوٍ واضح وجليّ، ولم يعد هناك فريق يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة لمقاربة القوانين والاقتراحات والمشاريع"، مؤكداً أنّ "الأكثرية أصبحت متجوّلة بحسب أهمّية القوانين والاقتراحات، وهذا ما يتيح لنا فرصة أن نعطّل كثيراً من القوانين التي تضرّ بمصلحة البلاد، وندفع في اتجاه إقرار كثير من القوانين التي تحفظ مصالح العباد والمواطنين".