نحن نقول لسليماني: يا صُلب الجبين: حين تتركونا بسلام فسنحيا من حيثُ نحتسب، ومن حيثُ لا نحتسب
 

 

لم نسمع يوماً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقائده اللواء قاسم سليماني مأثرةً تُذكر في فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس، لا بل في عزّ صولاته وجولاته الحربية المتنقلة بين سوريا والعراق واليمن أعلن الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل، وقام بنقل سفارة بلاده إليها بتحدٍّ صارخ للعرب والفلسطينيين على السواء. لا بل راح في آخر تصريحٍ له يُفاخر بفوزٍ ساحقٍ ل "حزب الله " في الإنتخابات النيابية اللبنانية، مُحاولاً أن يُعلّمنا "معشر العرب" كيف يكون السّؤدد، ومن يكون السيّدُ الذي لا يُقارع، ويضربُ لنا أمثلة يبدأها بشخص أمين عام "حزب الله"، وينهيها بنائب بيروت الشيعي الذي نال أعلى الأصوات، في حين ما زال العرب حتى يومنا هذا يأخذون بالحديث المرفوع:" من بذل معروفه وكفّ أذاهُ فذلك السيّد" ، ويُقال: لا سُؤدد مع انتقام، والعرب تقول:"سيّدٌ مُعمّم"، يريدون أنّ كلّ جنايةٍ يجنيها أحدٌ من عشيرته معصوبةٌ برأسه، وقيل لابن هُبيرة: من سيّدُ الناس اليوم؟ قال: الفرزدق، هجاني ملكاً ومدحني سُوقةً.

 

إقرأ أيضا : سليماني: حزب الله فاز بـ74 نائباً... وردود من الحريري ومعوض

 

 

إنّما مثلنا مع سليماني كمثل الأصمعي مع أعرابية، قال الأصمعي: رأيتُ أعرابية ذات جمالٍ رائع تسأل بمنىً، فقلتُ: يا أمة الله تسألين ولك هذا الجمال: قالت قدّر اللهُ فما أصنع؟ قلتُ: فمن أين معاشُكم؟ قالت: هذا الحاجُّ نتقمّمُهم ونغسلُ ثيابهم. فقلتُ: فإذا ذهب الحاجُّ فمن أين؟ فنظرت إليّ وقالت: يا صُلب الجبين! لو كُنّا إنّما نعيشُ من حيثُ نعلمُ لما عشنا.

ونحن نقول لسليماني: يا صُلب الجبين: حين تتركونا بسلام فسنحيا من حيثُ نحتسب، ومن حيثُ لا نحتسب.