العناوين الأساسية اليوم تكمن في تأمين الخروج الإيراني من المعادلة السورية بضغط إسرائيلي وتأييد روسي وأميركي
 

تتسارع الأحداث السياسية في سوريا، وعلى ما يبدو فإنها الترتيبات النهائية لحقبة طويلة من الحرب، هذه الحرب التي جعلت من سوريا ساحة صراع دولي وإقليمي دفع ثمنه الشعب السوري وحده بكل أطيافه وفئاته، وأدى إلى تدمير سوريا تحت عناوين ومسميات متعددة كانت كفيلة بتغيير معالم كثيرة ليس في سوريا وحدها بل في كل المنطقة.


المشهد السوري اليوم يُنبىء بأن ثمة واقع جديد على الأرض وبات الصراع الأخير بين اللاعبين على الأرض السورية على توزيع الحصص والمغانم وفق المصالح المرتبطة بكل دولة.


العناوين الأساسية اليوم تكمن في تأمين الخروج الإيراني من المعادلة السورية بضغط إسرائيلي وتأييد روسي وأميركي بعد تكريس مبدأ جديد أن المعادلة الجديدة في سوريا هي بدون إيران، وثمة تفاهمات أميركية اسرائيلية روسية لتكريس واقع سوري جديد خالٍ من الوجود الإيراني وارتباطاته، وهذا ما أكدته مواقع إيرانية عدة أشارت إلى الإنقلاب الروسي على إيران حيث وصفت هذا الإنقلاب بالخيانة.


من جهة ثانية فإن قراءة متأنية بخطاب الأمين العام لـ "حزب الله" الأخير حول الأزمة السورية وما انتهت إليه، وحول وجود الحزب في سوريا، تقود إلى أن لدى الحزب قراءة جديدة للأحداث في سوريا وأن النقاشات في انسحاب الحزب باتت على الطاولة بشكل جدي وهو الأمر الذي تفرضه كل المعطيات الجارية على الارض السورية سياسيًا وعسكريًا.

 

إقرأ أيضًا: العرض الأميركي: العقوبات أو ترسيم الحدود

 


أشار الأمين العام السيد "حسن نصر الله" إلى المرحلة الأولى للأزمة السورية والتي أدت إلى مشاركة الحزب في الحرب السورية وأن وجود الحزب كان ولم يزل برغبة من القيادة السورية، وبالتالي فإن الإنسحاب من سوريا مرهون بموقف هذه القيادة ليشير بذلك ولأول مرة إلى أن الإنسحاب أصبح أمراً وارداً جداً وأن النقاش في مبدأ البقاء وعدمه بات من العناوين المطروحة على جدول أعمال القيادة.


السيد "نصر الله" في الموضوع السوري بدا واضحا بالإشارة إلى أن ثمة معطيات جديدة ستنتهي بالقريب العاجل إلى الإنسحاب من سوريا مع الإعتقاد السائد لدى السيد "نصر الله" وربما معلومات أن هناك استجابة إيرانية للتعاون وأن إيران اليوم لم تعد اللاعب الأقوى حسب الترتيبات الأخيرة، وبالتالي فإن على "حزب الله" أن يكون أكثر واقعية.


سيخرج "حزب الله "من سوريا في سياق الترتيبات الجديدة ولكن يبقى سؤال المرحلة الجديدة ماذا ربح "حزب الله" في سوريا وماذا خسر؟ ما هي الإنتصارات التي تحققت للحزب وما هي موازين الانتصار والهزيمة؟ هل كان الدخول إلى سوريا قراراً صائبا بالنظر الى التداعيات التي حصلت شيعياً ولبنانياً وسورياً وبالنظر إلى هذه النهاية؟ ما هو دور "حزب الله" بعد سوريا؟ هل سيكون الحزب لبنانياً أكثر؟ 


أسئلة كثير ينتظر اللبنانيون الإجابة عليها وينتظرون تفسيرا جديداً لكل ما حصل وكل الإجابات رهن الأيام القادمة.