لا يوجد أي نور في آخر النفق يُوحي بأن الحكومة ستتشكل قريباً أو قبل عيد الفطر
 

 

 

على عكس الإيجابية التي سادت الأجواء السياسية بعد نيل الرئيس سعد الحريري ١١١ صوتاً لتكليفه تشكيل حكومته الثالثة ، بدأت تظهر العراقيل بالجملة ما جعل أمر ولادة الحكومة الجديدة قبل عيد الفطر مستحيلاً.

فالعقد لتشكيل هذه الحكومة تزداد يوماً بعد يوم ، وهي تُوحي بأن مفتاح تشكيلها ما زال معطّلاً حتى الآن بسبب غياب التوافق الوطني وكثرة مطالب الكتل النيابية التي أفرزتها الإنتخابات النيابية الأخيرة .

مطالب القوات اللبنانية مثلاً بحصّة وزارية تُوازي حصّة التيار الوطني الحر إحدى هذه العراقيل ، فالقوات لن تكون زاهدة بعد اليوم ولن تبيع بالرخيص ، وهي تُرِيد حصّة وازنة تعكس تمثيلها النيابي الجديد .

فيما يُصّر التيار على عدم إعطائها هكذا هدية ، هو يُدرك أنها ستكون بمثابة الكارثة عليه ، شعبياً وسياسياً ، وسيُقوّي من دور القوات في المعادلة الداخلية .

أما العقدة الدرزية فما زالت كما هي ، حيث يُصّر الحزب التقدمي الإشتراكي على عدم إعطاء حصّة للنائب طلال أرسلان من الحصّة الدرزية ، فيما يُطالب الأخير بتوزيره وعينه على وزارة الدفاع .

لكن الأهم من كل ذلك ، هو البيان الوزاري المقبل ، حيث بدأت بعض الأوساط بالربط بين البيان وذكره أو عدم ذكره للمعادلة الثلاثية " شعب وجيش ومقاومة " وتأخير تشكيل الحكومة .

 

إقرأ أيضا : تشكيل الحكومة بانتظار كلمة السر

 

 

وهذا ما بدأ يُلمّح إليه نواب " حزب الله " حيث إتهموا المملكة العربية السعودية بأنّها تريد إخراج الحزب من الحكومة المقبلة والضغط على بعض القوى السياسية اللبنانية .

هذه التطورات تأتي متزامنة مع زيارتين للسعودية قام بهما الرئيس سعد الحريري الذي حرص على وضعها في السياق العائلي ، والنائب السابق وليد جنبلاط لترميم العلاقة مع المملكة .

لكن جنبلاط أراد إراحة الحزب اليوم وعدم تخويفه من الزيارة ، فأدلى النائب السابق غازي العريضي بتصريح أكّد فيه أن الجميع يعترفون بضرورة مشاركة الحزب في الحكومة .

ورغم هذا الجو السائد ، فإنه لا يوجد أي نور في آخر النفق يُوحي بأن الحكومة ستتشكل قريباً أو قبل عيد الفطر ، فالتصعيد الإقليمي على أشدّه ويتزامن مع أزمة جديدة بدأت تلوح في الأفق بين حركة أمل والتيار الوطني الحر على خلفية مرسوم تعيين القناصل الفخريين .

كل هذا الجو المعقَّد ، يؤكد أن أمام الحريري العديد من العراقيل التي بحاجة إلى حلّ.