بعد سنوات من استقرار أسعار الفائدة عند ادنى مستوياتها التاريخية، وحتى تراجعها دون الصفر في المئة في بعض الدول، تعود قرارات رفعها لتقضّ مضاجع الدول والافراد في مختلف انحاء العالم وخصوصاً الاسواق الناشئة المثقلة بالديون والمفتقرة لرؤوس الاموال.
 

يقلق رفع الفائدة الاميركية من جهة واسعار الفائدة في عدة دول اخرى الأسواق المالية العالمية، اذ يأتي بعد سنوات طويلة من الفائدة المنخفضة. والمثير للتساؤل هو من سيرفع اكثر منسوب الفائدة والقلق في الاسواق: الاسباب الاقتصادية ام الاضطرابات السياسية؟


وأدّت الاضطرابات السياسية في إيطاليا في الآونة الأخيرة الى رفع عائد السندات إلى مستويات لم يصل لها منذ 4 أعوام. وارتفع العائد على الدين السيادي استحقاق 10 سنوات بمقدار نقطة مئوية كاملة ليصبح 3.388%. وقَلقَ المستثمرون من احتمال خروج إيطاليا هي الأخرى من منطقة اليورو.


وعلى الرغم من بعد العائد عن 7% الذي بلغته خلال أزمة منطقة اليورو في 2011، إلّا أنّ التوترات السياسية قادرة على رفع حدة التقلبات في الأسواق الإيطالية. لكنّ الشعور بالارتياح هذا الأسبوع، بعد تصريح إيطالي عن عدم الرغبة بترك الاتحاد الأوروبي خفض عائد السندات إلى أدنى من 2.6% قبل ان يعود للارتفاع الى 3% مجدداً.


كما عانت إسبانيا هي الأخرى من عدم الاستقرار السياسي، عندما أُطيح برئيس الوزراء مما انعكس على عائد السندات، ليرتفع الى مستويات لم تسجل منذ تشرين الاول 2017. لكنه لم يستمر طويلاً مع انحسار التوترات.


ولا تؤثر الاضطرابات وحدها على الفائدة. فالسياسات النقدية المتشددة ترفع هي الأخرى الاسعار. فقد قرر البنك المركزي التركي في 23 ايار رفع معدل الفائدة بمقدار 300 نقطة أساسية الى 16.5%، في إجراء حاد لوقف انزلاق الليرة التركية، والتي تراجعت بنسبة 20% مقابل الدولار الأميركي.


ووصل التضخم السنوي التركي الى مستويات مقلقة عند 12.15%، ومن المتوقع أن يعلن المركزي التركي المزيد من رفع الفائدة.


ولم ينته الأمر هنا، فرفع البنك المركزي الأرجنتيني الفائدة ثلاث مرات في 8 أيام فقط. ليرتفع معدل الفائدة في نهاية نيسان من 27.25% إلى 40%، وهو أعلى معدل في العالم. ويحاول البنك المركزي دعم العملة المحلية وتخفيض التضخم في الميزانية الجديدة ليصل إلى 15%.


من جهة اخرى تواجه الأسواق الناشئة تهديداً من الاحتياطي الاتحادي الاميركي المستمر في رفع اسعار الفائدة. ودفع ذلك محافظ البنك المركزي الهندي للطلب من الاحتياطي الفدرالي أن يبطء في رفع الفائدة، للحدّ من خروج الدولارات من الأسواق الناشئة.


ومع توقّع المزيد من رفع الفائدة الاميركية في حزيران وايلول واحتمال مرة ثالثة في كانون الاول ايضاً، يتوجّب على الجميع التحضّر للأسوأ من دون تأمل اي تجاوب يذكر من الاحتياطي الفيدرالي.

بورصة بيروت
إنحسر نشاط البورصة المحلية امس، لكن الاتجاه الغالب للاسعار بقي سلبياً. وسجّل امس تداول 82312 سهماً بقيمة 0.40 مليون دولار في بورصة بيروت الرسمية. وذلك من خلال 30 عملية بيع وشراء لسبعة انواع من الاسهم. والتي ارتفع سهم منها وتراجعت الاسهم الاخرى.
وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.22% 10.846 مليارات دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:


-1 اسهم بنك بيبلوس العادية التي تراجعت 0.67% الى 1.47 دولار مع تبادل 48700 سهم
-2 شهادات ايداع عودة التي تراجعت 0.35% الى 5.58 دولارات مع تبادل 21550 سهماً.
-3 شهادات ايداع بلوم التي تراجعت 0.92% الى 10.70 دولارات مع تبادل 5000 سهم
-4 اسهم شركة هولسيم وتراجعت 0.32% الى 15.15 دولاراً مع تبادل 4725 سهماً
-5 اسهم سوليدير الفئة أ التي تراجعت 0.97% الى 8.12 دولارات مع تبادل 1647 سهماً

اسواق العملات
صعد اليورو لأعلى مستوى في أسبوعين، حيث زاد المستثمرون مراهناتهم على أنّ البنك المركزي الأوروبي سيلمّح في اجتماعه الأسبوع المقبل إلى إنهاء برنامجه الضخم لشراء السندات تدريجاً بحلول نهاية العام الحالي. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في المركزي الأوروبي بيتر برايت، المقرّب من رئيس البنك ماريو دراجي، أمس، إنّ البنك المركزي سيناقش في الأسبوع المقبل ما إذا كان سينهي شراء السندات في وقت لاحق من العام الحالي.


وقال رئيس البنك المركزي الألماني ينس فايدمان إنّ التوقعات بإنهاء برنامج شراء السندات تدريجاً بحلول نهاية العام منطقية، بينما قال كلاس نوت رئيس البنك المركزي الهولندي إنه لا يوجد سبب لمواصلة برنامج التسهيل الكمي.


ودفعت هذه التعليقات اليورو إلى الارتفاع لأعلى مستوى خلال أسبوعين مقابل الدولار الأميركي عند 1.1828 دولار ليزيد 0.5% خلال اليوم.
وانخفض مؤشر الدولار 0.4% لأقل مستوى منذ 22 أيار، مما ساهم في تعويض عملات أخرى منها الجنيه الاسترليني والين الياباني بعض الخسائر التي تكبدتها مقابل الدولار في الآونة الأخيرة.

الأسهم العالمية
صعدت الأسهم الأوروبية بعد عودة الإقبال على المخاطرة في التعاملات المبكرة، لتلحق بموجة الارتفاع التي شهدتها «وول ستريت» وبورصات آسيا الليلة الماضية، مع تحقيق قطاع البنوك أفضل أداء في ظل توقعات بأنّ البنك المركزي الأوروبي ربما يبدأ قريباً في إنهاء برنامجه التحفيزي تدريجاً.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4%، فيما صعد مؤشر داكس الألماني 0.6%.


وارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2% في مستهل التعاملات، حيث فتح المؤشر متأخراً بسبب ما وصفه متحدث بأنه تأخير في مزاد الافتتاح.
وصعد مؤشر قطاع البنوك 1.4% في الوقت الذي قبع اليورو قرب أعلى مستوى في أسبوعين، وارتفع فيه العائد على السندات القياسية الألمانية لأجل عشر سنوات لأعلى مستوى في أسبوعين.


وارتفع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية لأعلى مستوى في أكثر من أسبوعين عند الإغلاق، ليظل فوق مستوى فني رئيسي مع اقتفائه أثر المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة الماضية، فيما دخلت أسهم الشركات العاملة في المعادن غير الحديدية في موجة ارتفاع بعد صعود أسعار النحاس.


وكان سهم شيسيدو لإنتاج مستحضرات التجميل في بؤرة الاهتمام بعد أن قفز 5.6%، وكان رابع أكبر الأسهم الرابحة من حيث قيمة التداولات، بعد أن رفعت ميتسوبيشي يو.إف.جيه مورغان ستانلي للأوراق المالية تصنيفها للسهم إلى توصية «بزيادة الوزن النسبي» في المحافظ من «محايد»، وعَزت ذلك إلى قوة طلب السائحين الزائرين للبلاد على مستحضرات التجميل اليابانية.


وربح مؤشر نيكي القياسي 0.9% ليغلق عند 22823.26 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ 22 أيار، ليرتفع عن متوسطه المتحرك في 25 يوماً البالغ 22580.76 نقطة.


وصعدت الأسهم الأميركية الليلة الماضية بدعم من القطاع المالي، في الوقت الذي يركز المستثمرون على بيانات اقتصادية قوية، فيما ارتفع ناسداك ليسجل ثالث إغلاق عند مستوى قياسي على التوالي.


وارتفع مؤشر قطاع المعادن غير الحديدية 1.6% بعد أن بلغ النحاس أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر يوم الأربعاء، مع استمرار المخاوف بشأن تعطّل محتمل للإمدادات في تشيلي.


وتراجعت أسواق الأسهم الخليجية في التعاملات المبكرة امس، بفعل أسهم الطاقة والبتروكيماويات، ولم تستفد بورصة دبي من الإعلان عن خطوات جديدة للتحفيز الاقتصادي.


ونزل مؤشر بورصة دبي 0.4% مع هبوط سهم دي.اكس.بي انترتينمنتس لإدارة المتنزهات الترفيهية 2.9%، وكان الأكثر تداولاً في السوق.

النفط
عادت اسعار نفط برنت الخام للتراجع امس بنسبة 0.58% الى 74.93 دولاراً للبرميل والنفط الأميركي للانخفاض بنسبة 0.67% الى 65.08 دولاراً، بالرغم من إعلان مصادر مطلعة أنّ فنزويلا أثارت احتمال وقف بعض صادراتها النفطية، في ظل تقارير بأنّ الحكومة الأميركية طلبت من السعودية وبعض المنتجين الآخرين في أوبك زيادة الإنتاج.


وساهم انخفاض الإنتاج من فنزويلا في موجة صعود لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت إلى نحو 80 دولاراً للبرميل.

الذهب
إرتفعت أسعار الذهب في الوقت الذي صعد اليورو لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل الدولار الأميركي، مع ترقّب المستثمرين لاجتماعات بنوك مركزية رئيسية والقمة الأميركية الكورية الشمالية، والمقرر أن تنعقد جميعها الأسبوع القادم. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1297.46 دولارا للأونصة، فيما استقر في العقود الأميركية الآجلة تسليم آب من دون تغيّر يذكر عند 1301.50 دولار للأونصة.


وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.3% إلى 93.388.
وارتفع اليورو لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل الكثير من العملات المنافسة له أمس، بفعل تزايد المراهنات على أنّ البنك المركزي الأوروبي قد يعلن الأسبوع القادم أنه سينهي برنامجه التحفيزي تدريجاً بحلول نهاية العام.