حضور شاكيرا يُطمئن بال اللبنانيين ويجعلهم يثقون أكثر بسلطة لا تسهو وهي يقظة على وطن وعلى مواطن تؤمن له فرص الإستلقاء والإسترخاء
 

أن تحضر النجمة العالمية الأكثر شهرة في الاستعراض الغنائي شاكيرا الى لبنان لتحيي مناسبات الأرز السنوية يعني أن لبنان بلد لا يعاني أهله من فقر مُزمن وان الوضع الاقتصادي في لبنان مريح جداً وهو في أوج أدواره التي منحت لبنان راحة البحبوحة المالية وجنّة الحياة فبات لبنان مسكناً وملاذاً لحور الأرض يأتين اليه من كل فج عميق.


حضور شاكيرا يطمئن بال اللبنانيين ويجعلهم يثقون أكثر بسلطة لا تسهو وهي يقظة على وطن وعلى مواطن تؤمن له فرص الإستلقاء والإسترخاء ليبقى مبسوطاً وعلى درجة عالية من الكيف والسهر لليال من صيف الأنس في لبنان.

إقرأ أيضًا: حكومة باسيل لا حكومة الحريري


كل الشعوب العربية تتمنى زيارة شاكيرا لها وأن تراها وهي تبسط جسمها على ألحان صوتها لتوقظ فيهم إحساس الوجود في دول ذكورية أعدمت فيهم أحاسيس النساء. وهم يتمنون في هذه اللحظة التاريخية أن يكونوا لبنانيين لإحتضان شاكيرا ورؤية ما فيها من لؤلؤ و مرجان وأباريق من ذهب وفضة وسُرر وآرائك وكاعبين من طين وآيات أخرى في سورة امرأة نحتتها يدّ الله كرمى لعيون المؤمنين والشهداء.


حتى أهل السياسة رعاهم الله وأطال بأعمارهم يفتخرون بما يُنجز وشاكيرا أحد هذه الإنجازات الكبرى كونها تضع لبنان في مصافي الدول المتقدمة فشاكيرا الأغلى ثمناً لا تحضر الى الدول الفقيرة ولا تغني في الصومال والسودان مثلاً بل تأتي بلداناً متقدمة اقتصادياً وثقافياً ولبنان مشهور بثقافته وبغناه وهذا ما جعل منه على الدوام دولة حضرية بين دول غير حضرية ومازالت تأكل من نبات البداوة.


هذا أقل ما يمكن تقديمه من روّاد الفنّ السياسي في لبنان بعد أن اختارتهم صناديق الناس الممتلئة بأصواتهم المبحوحة بعد أن هتفت لأصنام السياسة وهذه بدايات الوعود المنتظرة والمرتقبة فأمل الناس لا يخيب بسلطة قادرة على ركوب الصعاب لتسهيل حياة اللبنانيين وجعلهم يتلذذون بمفاتن الدنيا من خلال ازدهار يعيدنا نحن العرب الى زمن هارون الرشيد حيث الحسان والليالي الملاح ورغد الدولة وهناءة الرعية على بساط الأنس. 


الحمد لله الذي جعلنا من اللبنانيين وأنعم علينا بفردوسه ليُرينا ما لا يُرى في وطن آخر يغبطنا عليه من لم تلدهم أرحام اللبنانيّات وقد فاتهم ما فاتهم من حُسن السياسة والرعاية على أشهر أهل الأرض خبرة فلا يوجد في ديارنا نحن بني عبس وقيس و تيس الاّ من هم فوق رتب الأنبياء من أهل النُسك والتصوّف ممن تنسّكوا وتصومعوا في مغاور النيابة وكهوف الوزارة ورفضوا الدنيا الزائلة ورفسوا نعمها طمعاً بجنة عرضها السموات والأرض أعدّت لهم وفصّلت على قياس قاماتهم النورانية المُشعة من جُدر العبادة.

إقرأ أيضًا: بري نقطة نصرالله على سطر باسيل


لا نستطيع الاّ أن نشكر الله على بديع ما أرانا من صفوة خلقه ولا نستطيع الشكر الاّ لمن امُتحن في السلطة ونجح بها فمكث بها وقرر عدم الخروج منها الاّ محمولاً على راحات الناس ليغادر مطمئناً الى عالم ينتظره ليكسب نصيباً منه بعد أن أحسن الرعاية في الرعية التي وقد وفّر لها كل شيء يحلم به الانسان من المأوى الى المأكل والمشرب والصحة والتعليم والعمل حتى شاكيرا هذه النعمة الغالية الثمن حصل عليها اللبناني كزيادة في الرغد.


ماذا يعني أن تغني شاكيرا في لبنان المديون من رأسه الى أخمص قدميه؟ هل لبنان الفقير والمديون كذبة؟ عندما سعت السلطة في لبنان كعادتها الى تأمين مساعدات مالية للحكومة نتيجة سوء الوضع الاقتصادي والمزري في أكثر من اجتماع عربي للملمة الوضع المعيشي الصعب في لبنان قال الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك للحكومة اللبنانية وعلى طريقة المصريين في نكاتهم الجميلة تريدون دعماً مالياً لبلد استضاف لليلة واحدة الود عمر دياب بمئات الآلاف من الدولارات ثمناً لرؤيته وسماع أغنيته.