تم استدراج عدد من الفنانين ممَن يمتلكون تاريخا فنيا إلى تظاهرات، كان الغرض منها تحقيق مكاسب معنوية ومادية لا علاقة لها بالفن.
 

يحتاج الفنان العربي إلى من يشفق عليه على طريقة “ارحموا عزيز قوم ذل”، متعهدو اللقاءات الفنية التي يتم تمويلها من قبل مصارف ومؤسسات فندقية ومطاعم، صاروا يزجون بشخصيات فنية لها تاريخها المشهود في نشاطاتهم العبثية من أجل إضفاء نوع من الأهمية عليها، وأيضا من أجل إبعاد شبح الشبهات عنها.

لقد رأيت الكثير من المشاهد المحزنة التي تعبر عن امتهان سوقي رخيص لكرامة ومكانة فنانين، كان من الواجب أن يتم التعبير عن احترامهم بطريقة لائقة. لا أن يُدخلوا في خلطة، استعان واضعوها بـ”فيسبوك” من أجل استدعاء فنانين وفنانات للمشاركة في نشاط جماعي هو أشبه بمعسكرات الكشافة.

من المؤكد أن الفنان الحقيقي الذي يقبل أن يُذل بتلك الطريقة، هو من يُلام، ذلك لأنني أعرف أن هناك فنانين يتعففون عن المشاركة في تلك النشاطات، شعورا منهم بأن تلك المشاركة ستسيء إليهم ولن تخدمهم في شيء.

لكن واجبي النقدي يحتم عليّ أن أقوم بتحذير الفنانين من تلك الظاهرة التي استشرت، وصار المستفيدون منها يتفننون في وسائل الخداع والتضليل التي يمارسونها من أجل إقناع اسم كبير للمشاركة في نشاط فني لا قيمة له.

وإذا ما عرفنا أن ذلك النشاط لا يُقام إلاّ من أجل غايات الربح المادي، فإن الكارثة الأخلاقية هي أكبر من أن يقوى فرد واحد هو الفنان المضلل على تحملها، أعتقد أن في إمكان تلك الكارثة أن تصيب مجتمع الفن بالشلل والعجز التام.

لقد تم استدراج عدد من الفنانين ممَن يمتلكون تاريخا فنيا إلى تظاهرات، كان الغرض منها تحقيق مكاسب معنوية ومادية لا علاقة لها بالفن. وسبق لي أن حذرت من ظاهرة الـ”سمبوزيوم” وهي كذبة يُراد من خلالها جني الأموال والاحتيال باسم الفن على المؤسسات الداعمة.

لا أعترض على نشاط متعهدي وسماسرة الحفلات التشكيلية، لكني أعترض أن يتم إذلال فنانين كبار من خلال استدراجهم باسم التكريم إلى مواقع رخيصة لا تليق بهم.