90% من مجموع المشاريع في القطاع الخاص في لبنان تقوم بها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي توفر حوالي 50% من مجموع فرص العمل. ومن الطبيعي أن يكون حلم أصحاب هذه المؤسسات أن تزدهر أكثر وتكبر. انه حلم قد يكون مخيفاً في هذه الأيام نظراً للأوضاع الصعبة، ولذلك صمم بنك بيبلوس استراتيجيّة تركّز على طموحات هذه المؤسسات، وعلى تقديم كافة أشكال المساعدة والخدمات والتسهيلات لها كي يشجعها على النمو والتطور.
مديرة وحدة القروض الاستهلاكية للأفراد وقروض كفالات والمؤسسات الصغيرة في مجموعة بنك بيبلوس السيدة جورجينا عيد دينار، تحدثت عن ملف القروض المخصصة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة:

 

• ما هي المعطيات والمغريات التي تدفع مصرفكم إلى إيلاء الاهتمام الكبير لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟


- تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دوراً أساسياً في الاقتصاد اللبناني، خاصة على مستوى مساهمة الأعمال الصغيرة في الناتج المحلي الاجمالي. ويولي بنك بيبلوس الاهتمام الكبير لهذه المؤسسات بما أن المشاريع الصغيرة تستوعب نسبة كبيرة من اليد العاملة المحلية، خاصة الخريجين الجامعيين. كما ويرى المصرف أن هذه المشروعات تشكل فرصة لذوي الدخل المحدود للاستفادة من مصدر دخل جديد لهم. في الوقت نفسه، تغطي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جزءاً كبيراً من احتياجات السوق المحلي، خاصة من حيث الخدمات والمواد الأولية والسلع الوسيطة. كما وتعدّ المشروعات الصغيرة واحدة من أدوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأحد أهم العناصر الاستراتيجية في عمليات التنمية والتطوير والتنويع الاقتصادي. فهي تمثل العمود الفقري بالنسبة للقطاع الخاص، وتُشَكِّلُ ما يزيد على نسبة 90% من مجموع المشاريع، وتُساهم بنسبة حوالي 50% من مجموع فرص العمل.

 

• هل تختلف نسبة المخاطر في هذا النوع من القروض عن القروض المُخصّصة للشركات الكبيرة؟


- بالطبع تختلف، لا بل تتفاوت نسبة المخاطر بين القروض المقدمة إلى الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم والقروض المُخصّصة للشركات الكبيرة. فمن وجهة نظر المصرف، إن مخاطر القروض الممنوحة إلى الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم مقبولة بما أنها موزعة على عدد كبير من المؤسسات، بالإضافة لكون قيمتها صغيرة نسبياً، خاصة إذا قورنت بقيمة القروض الممنوحة إلى الشركات الكبيرة.


لكن في الوقت عينه، إن نظام المحاسبة في الشركات الكبيرة وميزان المشتريات والمدفوعات منظّم ومضبوط بشكل أفضل من تلك المتوسطة والصغيرة الحجم، حيث يمكن أن تكون فيها المسؤوليات والمهام مناطة بشخص واحد، الأمر الذي من شأنه أن يزيد المخاطر في التعامل مع هذه الشركات خاصة من ناحية عدم القدرة على إدارة التدفقات النقدية. وبينما تتمتع الشركات الكبيرة بمجالس إدارة وأسلوب عمل منتظم تفتقد إليه بعض المؤسّسات المتوسطة والصغيرة الحجم، ما يزيد المخاطر بالنسبة الى القروض. وأحياناً لا تتوافر كلّ الميزانيّات والتنظيم المالي الكافي للتأكّد من أنّ المخاطر ستبقى تحت السيطرة.

 

• لماذا يحظى هذا النوع من القروض بدعم ورعاية عدد من المؤسسات الدولية؟


- تلعب القروض إلى المؤسسات المتوسطة والصغيرة الحجم دوراً أساسياً في دفع النشاط الاقتصادي من ناحية توفير فرص عمل وخدمات أساسية للسوق المحلي. كما وأنها تساهم في تنمية الصادرات الى بلدان متقدمة من خلال تهيئة السلع الوسيطة التي تحتاجها المشاريع الكبيرة في الخارج وفي لبنان، ما يحفّز دعم المؤسسات الدولية لها.


والمؤسسات الدولية تهتم أيضاً بتأمين حوافز تشجيعية لجذب رؤوس الأموال لهذه المشاريع وإيجاد بيئة حاضنة لها من حيث إصدار التشريعات الخاصة بها وتسهيل أمور تمويلها وإدارتها وتسويق منتجاتها.

 

• ما هو تقييمكم لتجربة زيادة حجم القروض الى هذه المؤسسات؟


- من الممكن تقديم المزيد من الخدمات والدعم لهذه المؤسسات، خاصة بعدما أظهرت الدراسات أنّ لبنان سجل تقدماً ملحوظاً في توفير القروض لهذه الفئة من الأعمال مقارنةً مع بلدان أخرى. فنسبة التسليف الممنوحة لهذه المؤسسات أصبحت تناهز 18% من إجمالي التسليفات المصرفيّة في لبنان، وهذه النسبة توازي ضعف المتوسّط الإقليمي علماً أنّها أقلّ من متوسّط الدول المتقدّمة والذي يناهز الـ 27%، ما يدلّ على الحاجة إلى دعم إضافي لهذه المؤسّسات لمساعدتها في تطوير أعمالها وضمان استمراريّتها.

 

• ما هي خططكم المستقبلية لتمويل هذا القطاع؟


- نجح بنك بيبلوس في فرض نفسه داعماً أساسياً وفعّالاً لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لبنان ليتخطّى عدد المستفيدين عتبة الـ 12 ألف شركة في كل المناطق اللبنانية.


فصمّمنا قروضاً قصيرة الأجل لتمويل الرأسمال التشغيلي، وقروضاً طويلة الأجل لشراء أو تجديد مكان العمل، أو شراء معدّات أو آلات جديدة، أو الحصول على حقوق امتياز. وتمّت هيكلة هذه القروض بطريقة تمكّن العميل من جدولة وتنظيم الدفعات المتوجّبة عليه، وعملنا أيضاً على تسريع وتسهيل إجراءات الحصول على القروض قدر الإمكان.

 

كما وأطلقنا مؤخراً حزمة بنك بيبلوس للأعمال التي تتضمّن مجموعة كاملة من المنتجات المميزة كالحسابات والبطاقات والتسهيلات التمويلية وحلول إدارة النقد. ويقدم بنك بيبلوس هذه الخدمات في كلّ فروعه، حتّى في المناطق النائية، فقمنا بتأسيس مركز للأعمال يخدم المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة عبر اتباع لامركزية إدارية وتكوين فريق عمل من أبناء المناطق، يعرفون طبيعة المنطقة وبيئتها واحتياجات أبنائها ويستطيعون تلبيتها بشكل ملائم.