لم يبق أمام اللبنانيين سوى التّصبُر وانتظار عودة رئيس الحكومة من زيارته العائلية للمملكة السعودية
 

أولاً: وزير العدل يُبشّر بمراسيم قادمة


يحاول بعض المقرّبين من دوائر القصر الجمهوري التّخفيف من وطأة مرسوم التجنيس الممنوع الاطلاع عليه، كما ردّت الإدارة المعنية في القصر على طلب النائب سامي الجميل بالحصول على نسخة منه، أمّا وزير العدل السيد سليم جريصاتي فقد شاء جرياً على عادته أن يدعم رئيس الجمهورية، وبدل أن "يُكحّلها عماها"، فهذا المرسوم موضع الاعتراض والاستنكار، ماهو إلاّ باكورة مراسيم ستتبعُه، وبدل أن يُهوّن من مُصاب اللبنانيين، (تجنيس شخصيات سورية مقرّبة من النظام السوري) إذ به يُبشّرهم بأيامٍ عصيبة قادمة، فالمرسوم الحالي هو أولُّ الغيث، وعلى اللبنانيين أن يتوقّعوا ما هو أدهى وأمرّ، وأن يصبروا على ما آتاهم، فما زال العهد في بدايته، والخيل تجري على مساويها، أي أنّها وإن كانت لها عيوب، فإنّ كرمها يحملها على الجري .

 

إقرأ أيضا : أسماء شخصيات مقرّبة من النظام السوري شملها مرسوم التجنيس


ثانياً: معاوية وأهل المدينة


لم يبق أمام اللبنانيين سوى التّصبُر وانتظار عودة رئيس الحكومة من زيارته "العائلية" للمملكة السعودية، علّهُ يحمل حلولاً ناجعة للمعظلة الحكومية، ذلك أنّه بعد أيامٍ معدودات سيصبح المرسوم خلف ظهورنا، ويطويه النسيان، ويحُقُّ بعدها لحاشية الرئيس أن تُردّد على مسامعنا ما سبق أن خاطب به معاوية بن أبي سفيان أهل المدينة: اقبلونا بما فينا، فإنّ ما وراءنا شرٌّ لكم، وإنّ معروف زماننا هذا مُنكرُ زمانٍ قد مضى، ومنكرُ زماننا معروف زمانٍ لم يأت، ولو قد أتى فالرّتقُ خيرٌ من الفتق، وفي كلٍّ بلاغ، ولا مقام على الرّزية.