المطروح حتى الآن في التشكيل الإبقاء على التوزيع القائم بشكل أو بآخر مع توسيع الحكومة بوزراء دولة
 

لايزال الترقب هو سيد الموقف، في ما يتعلق بتشكيل الحكومة ،على الرغم من تأكيد بعض المصادر القريبة من الرئيس المكلف ،على ان مرحلة المشاورات التي اجراها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية كانت ايجابية. مع اهمية الاخذ بعين الاعتبار مسالة العقوبات على" حزب الله" التي ترخي بظلالها على طبيعة المشاورات والاتصالات السياسية ،خصوصاً بعد مرحلة الاستحقاق الانتخابي وما تلاه وسيتلوه من محطات دستورية. رغم ان بعض المصادر الدبلوماسية تتحدث عن وجود هامش لبناني للتحرك من اجل تمرير تشكيل الحكومة بسلاسة ،بالنظر الى حساسية التوازنات اللبنانية بالاضافة الى حماية الاستقرار فيه .وبالتالي إبعاده عن مسألة الصراع الدولي – الاقليمي وخصوصاً لجهة تشكيل الحكومة ،كما ان بعض المصادر تشير الى احتمال أن لا تتوسع الادارة الاميركية في موضوع الضغوطات على لبنان ،لإدراكها للبنية السياسية والشعبية فيه، مع تأكيد المسؤولين في الادارة الاميركية وإصرارهم على عدم زعزعة الاستقرار في لبنان. لكن يبقى الترقب سيد الموقف في ما خص شكل التعامل الخارجي مع مسألة تأليف الحكومة. علماً انه للآن ، لم تطالب اية جهة خارجية باقصاء "حزب الله"، عن التشكيلة الحكومية، ولم يطرح اي طرف اخراجه من الحكومة. مع الاشارة، الى انه في مراحل سابقة تم رفض طرح حكومة تكنوقراط ، بسبب انها تمثل الاقصاء بشكل غير مباشر. لكن مهما كانت المؤشرات الايجابية في هذا المجال مرتفعة، الا ان مواجهة اية مخاطر من انعكاسات القرارات حول الحزب، على لبنان، يحتاج الى مسعى لبناني جدي ومكثف. وتتحدث مصادر اخرى، ان اي طرح متصل بحكومة لا تضم "حزب الله" هو طرح غير واقعي، وان عملية تدوير للزوايا ستتم في هذا الاطار. وفي النتيجة يوجد اتفاق وتفهّم خارجي كبير بأن الحزب على الرغم من التوصيفات التي يتهم بها، فهو يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين ولديه نواب في البرلمان، وانه لا إمكانية في لبنان تشكيل حكومة من دونه. لكن الانظار متجهة الى سلوكه في ظل المعطيات الدولية الجديدة والتي تتقاطع الى حد كبير مع المعطيات الروسية، بحيث أكد كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين للشؤون السورية ، موقف موسكو، بضرورة انسحاب ايران و"حزب الله" من سوريا. وهو الامر الذي ازعج القيادة الايرانية واي تغيير في الوقائع على الارض في سوريا سيؤثر على اداء الحزب في لبنان . علماً ان هناك تركيز من قبل الادارة الاميركية للضغط على إيران لكن من  دون أن يؤثر ذلك على الوضع في لبنان .
فضلاً عن ذلك، اتت نتائج الانتخابات العراقية لتبرز تغيّر اتجاه الوضع الشيعي في العراق، ولا سيّما توجه السيد مقتدى الصدر العروبي الذي عبر عن حالة قوية اثبتت وجودها على المستوى السياسي والشعبي في العراق ، الامر الذي سيؤثر حتماً على النفوذ الايراني.

إقرأ أيضًا: خطاب القسم ضمانة الحكومة الجديدة

 

وتشير المصادر، الى احتمال وجود مرونة لدى الحزب، وان كانت مصادر اخرى، لا تتوقع هذا التوجه داخلياً، ذلك انها تعتبر ان مبدأ الحزب معروف، فإذا خسر في الخارج يعوِّض الخسارة في البلد، وإذا ربح في الخارج يربح في البلد. والحزب سهّل تسمية الرئيس سعد الحريري، بحيث يتبع ذلك ضغوط لكي يحصل على صعيد الحكومة لتحقيق اكبر ضمانات ممكنة في المرحلة المقبلة. وتتوقع تلك المصادر مرحلة صعبة من التأليف، بحيث ان مؤشر الوقت يلعب دوراً، فإذا شُكلت الحكومة بسرعة، فهذا يعني ان العقبات تنحسر، وإذا طال الوقت فيعني ذلك وجود نية للضغط والعرقلة. والمطروح حتى الآن في التشكيل الإبقاء على التوزيع القائم بشكل أو بآخر مع توسيع الحكومة بوزراء دولة. ولا تتوقع المصادر تغييراً كبيراً في سياسته، في مقابل تزايد الضغوط على ايران وتتابع بعض المصادر قولها ان واشنطن عوَّدَت الاطراف في المنطقة على سياسة غير منسجمة احياناً. ويجب الانتظار لمعرفة مدى جدية تطبيق الشروط التي وُضعت على ايران. وهي شروط لاشك انها قاسية، وتنفيذها يعني وجود كسر عظم في المنطقة. وتبدي المصادر نفسها، اعتقادها ان الاميركيين يضخمون الضغوط ليحققوا مصالح تعنيهم، وتعني اسرائيل، في الدرجة الاولى، وليس بالضرورة ان تتلائم ومصالح دول اخرى في المنطقة مثل العرب ولبنان. اي قد تؤدي الضغوط الى ما يخدم اسرائيل، وتتوقف عندما يصبح الامر متجهاً لمصلحة العرب. وبالتالي يجب الانتظار، وليس من السهولة بمكان التكهن بالانعكاسات على لبنان منذ الآن . لكن هناك تأكيد في الوقت نفسه، انه لا يوجد تراجع عن دعم لبنان واستقراره، والسماح بعقد المؤتمرات الثلاثة الدولية الداعمة للبنان يصب في هذا التوجه. ويأتي دعم الجيش اللبناني في هذا السياق أيضاً، ذلك ان مطالبة وزير الخارجية الاميركي "مايك بومبيو" باعادة النظر ببرنامج مساعداته، يقع في اطار الضغوط على الدولة اللبنانية. والموضوع ممكن ان يشكل حالة  قلق لو ذكر انه يجب وقف هذه المساعدات. اي اذا تم إلغاء المساعدات، في هذه الحال يكون هناك تراجع، اما اذا جرى خفضها، فيكون ذلك من اجل الضغط لتوجيه رسالة الى الحكومة، والى الحزب بأن الموقف من كل شيء هو جدي، وبالتالي، هذا تحذير حتى الآن، لان واشنطن داعمة للجيش لتقويته لكي يتمكن من بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.