كشف جبران هزالة القيادة اللبنانية وخاصة القيادات التاريخية منها والتي لا ترضى أن تكون الاّ قيادة من قماشة الكبار الاقليميين
 

ربح تكتل "لبنان القوي" والتيّار الوطني الحرّ وحزب "العهد" وفاز نيابياً ووزارياً وسياسياً وغنم ما غنم من دور داخل المؤسسات بطريقة أيقظت سنوات حكم الطائفة المارونية وأعادت تجربة مارونية يبدو أنها مستعصية على الموت ولا بقدرة التاريخ أن يزيل حكم طائفة ولدت كيّ تحكم لبنان لا أن تكون محكومة فيه وهذا ما جعل منها قوّة فريدة حتى في ظل ضعفها وأيّام هوانها.
أعاد الوزير الصهر أو رئيس التيّار أو رئيس أكبر كتلة نيابية زعامة كانت قد طويت بعد انتكاسات طائفة خاطرت بكل شيء لبقاء الامتيازات وخسرت كل شيء من أجل "مورنة" السلطة في لحظة تاريخية صعبة ونتيجة حروب متعددة خسرت فيها بقاءها في قيادة السلطة وحيدة فريدة بين طوائف مستلحقة و تابعة لرئيس يتولى وحده السلطة الإجرائية.

إقرأ أيضًا: لبنان بين إفطارين سعودي وقطري فمتى الإيراني؟


تحدّى الوزير الرئيس نبيه بري وطاله ورفض الاعتذار منه ولم يخضع لعنتريات الشارع ومازال ملحاً على فتح أبواب من الخلافات مع حركة أمل في حين يأبى القاصي والداني فتح نافذة خلاف مع الرئيس بري وقال ما لم يجرأ أحد على قوله حتى من اتهموا من قبل المقاومة بالعمالة من جماعة 14 آذار عندما وضع العلاقة مع العدو في مكان غير مكان المقاومة وحرص على الأمن والعيش دون المساس بشروط الحدود ولم يتراجع فعلياً عن أقواله رغم الضغوطات الكبيرة عليه وكذلك فعل مع القوّات اللبنانية التي لم يهاب حزبها في يوم من الأيام ودخل مع الحكيم في سجال لا نهاية له باعتباره الدرجة الثانية في سلم القوة المارونية المحتكرة من قبل التيار القوي داخل المسيحيين والأقوى بين اللبنانيين.
وواجه جنبلاط الذي لا يواجه في جبل معتصم به وخاض معه صراع المسيحيين في أرضهم وفي أدوارهم وفي تمثيلهم وحاصص المستقبل في السياسة حتى جعل منه طرفاً في طائفة بعد أن كان تيّاراً كاسحاً وقائداً لمرحلة سياسية احتشدت فيها أكثرية الرموز السياسية من أهل اليمين وأهل الشمال في ثورة أرز ضمّت أغلبية اللبنانيين.
وتبيّن أن الوزير بطلاً عربياً في جامعة الدول العربية يخطب كما يخطب المقاومون القدماء كأبي عمار وجورج حبش من أجل فلسطين كاملة من النهر الى البحر بل إنّ قائد المقاومة يستمع اليه وهو يعيد فلسطين والقدس من الضياع ويجعل منهما حضوراً قوياً في مشهد كلامي خطابي صفق له جمهور المقاومة والممانعة من رؤوس القوم الى من هم في صفوف الجماهير وهكذا لمع اسم الزعيم الماروني الجديد عندما تحدّى المملكة العربية واعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري أسير القصر وتحرّك دولياً لفك أسره من مملكة لا يضغط عليها الضعفاء وحرّك قصر الإليزيه فكان رئيس فرنسا أوّل الواصلين لفتح باب الحريري على الحرية.

إقرأ أيضًا: الحزب يمدّ يده على جيب بري


آنذاك كشف جبران هزالة القيادة اللبنانية وخاصة القيادات التاريخية منها والتي لا ترضى أن تكون الاّ قيادة من قماشة الكبار الاقليميين رغم أن حصيلة زعامتهم قائمة على رأسمال بشري لا يتعدّى الآلاف أي بحجم عدد سكان حيّ في الصين ورغم ذلك لا تقبل بأقل من قيادة  ماو وعبد الناصر وآل نهرو.
جاءت انتخابات أيّار 2018 لتؤكد دور تيّار جارف لتياري المقاومة و الممانعة والمحور الذي يمتد أسطوله من روسيا وينتهي في الغوطتين ولتيّار السيادة الذي يمتد من البيت الأبيض الى بيت الوسط فالمختارة ومعراب وهاهي نتائج اكتساح التيّار في النيابة و السياسة تبدو واضحة وضوح الشمس في أيّار فالحكومة المنتظرة هي حكومة جبران لا حكومة الحريري فحصّة التيّار هي أكبر من حصة رئيس الحكومة وأكبر من حصّة المقاومة التي تزهو على الجميع بقوتها الفارغة والتي لا محلّ لها من الإعراب في النيابة والحكومة بل أنها تكتفي بخطابات رنّانة لا تُطعم جائع ولا تلبي حاجة محتاج بل تخدر المخدرين بأوهام البطولة وهكذا بدا بري الرئيس والزعيم عاجزاً عن مواجهة تيّار جارف لكل أشكال القوّة بحيث أصبح حصّة طائفة بعد أن كان حصّة وطن وقس على ذلك جميع من هم كانوا كباراً و صاروا صغاراً في حكومة كلها في قبضة وزير بإثني  عشرة حقيبة.