حبسَ المصريون أنفاسَهم عند تعرّضِ نجمِهم الأبرز محمد صلاح لإصابةٍ قوية في نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بين ناديه ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، قد تهدّد مشاركته في مونديال 2018.
وقد تعرّضَ النجم المصري البالغ 25 عاماً لإصابة قوية في الكتف إثر احتكاك مع قائد ريال المدافع سيرجيو راموس، بعد نِصف ساعة من انطلاق المباراة التي فاز بها النادي الملكي 3-1.


وغادر صلاح أرضَ الملعب الأولمبي في كييف متألّماً وباكياً، ما أثار عاصفةً من الانتقادات الحادّة بحقّ راموس على مواقع التواصل الاجتماعي، وقلقاً في أوساط المصريين حول جاهزية صلاح لخوضِ غمار المونديال (14 حزيران - 15 تمّوز).


ويشكّل صلاح، الذي قدّم موسماً لافتاً مع ناديه الإنكليزي هذا الموسم، أبرزَ أملٍ لمنتخب «الفراعنة» في نهائيات مونديال روسيا 2018، والتي ستكون الثالثة في تاريخهم، والأولى منذ 28 عاماً.


وبحسب رئيس تحرير موقع «يلا كورة» المتخصّص بكرة القدم كريم سعد، فإنّ فرَص المنتخب في نيل إحدى بطاقتَي التأهّل عن المجموعة الأولى في المونديال (تضمّ روسيا والأوروغواي والسعودية) «هي شِبه معدومة» في غياب صلاح الذي يشكّل العمود الفقري للخط الأمامي للمنتخب.


وعلى رغم الصدمة الواضحة التي هيمنت على المصريين الذين تابعوا المباراة ليل السبت في المقاهي والساحات، سعت إدارة المنتخب إلى تطمينِ أكثر من 100 مليون مشجّع كانوا يعوّلون على مهارة اللاعب الذي تُوّج هذا الموسم هدّافاً للدوري الإنكليزي الممتاز وأفضل لاعبٍ فيه.


وأورَد الاتّحاد المصري في حسابه عبر فيسبوك: «أفاد المسؤولون في النادي الإنكليزي في آخر اتّصال أنه تمّ إجراء الأشعة على كتِف صلاح وأظهَرت نتيجتها أنّ اللاعب أُصيبَ بجزع في أربطة مفصل الكتف».


ونُقل عن طبيب المنتخب محمد أبو العلا «تفاؤله بأن يلحق صلاح بمباريات كأس العالم وفق هذا التشخيص».


وأتى الموقف المصري، على رغم إعلان مدرّب ليفربول الألماني يورغن كلوب بعد المباراة، أنّ إصابة صلاح «خطِرة، خطِرة فعلاً».


وأضاف: «هناك أمرٌ ما في الكتف أو عظمة الترقوة. هو في المستشفى الآن ويخضع لفحوص بالأشعة»، مُضيفاً: «الأمور لا تبدو جيّدة... خسرنا لاعباً هاماً وربّما منتخبُ مصر خسر لاعباً مهمّاً في كأس العالم».

 

«جريمة» راموس


وأظهَرت اللقطات التلفزيونية لِما بعد نهاية المباراة، خروجَ صلاح من غرف تبديل الملابس وقد رَبط كتفه الأيسر.


وكان اللاعب قد سقط بدايةً إثر الاحتكاك مع راموس، قبل أن يقفَ ويحاول اللعب من دون جدوى، ليعاود السقوط أرضاً والدموع تنهمر من عينيه.


وانتقد كلوب تدخّلَ راموس العنيف قائلاً: «بالنسبة إليّ، كان التدخل قاسياً ويشبه إلى حدٍّ بعيد المصارعة».


ووَجد اللاعب الإسباني نفسَه في خضمّ حملةٍ شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبَل المستخدمين في مصر والعالم العربي. وانتشر ليل السبت على نطاق واسع وسم «#إبن_الوسخة» على موقع «تويتر»، حيث استُخدمت عبارات لاذعة لوصف اللاعب، منها «كلب» و»حيوان».


كما دعا مستخدمون إلى حرمان راموس من مزاولة كرة القدم، بينما أطلق آخرون عريضةً إلكترونية تُطالب الاتّحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) بتغريم اللاعب على ما قام به.


وحتى منتصف يوم الأحد، نالت العريضة أكثر من 80 ألف توقيع.


وعلّق راموس فجر الأحد على ما جرى بينه وبين صلاح، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» باللغتين الإنكليزية والإسبانية.


وقال: «أحياناً تُرينا كرة القدم جانبَها الجيّد، وفي أحيان أخرى (تُرينا الجانب) السيّئ. قبل كلّ شيء، نحن زملاء محترفون»، متمنّياً للنجم المصري الشفاء العاجل، ومُضيفاً أنّ «المستقبل ينتظرك».


وبدا خلال الاحتكاك وكأنّ راموس تعمَّد لفَّ ذراعِه حول ذراع صلاح، قبل أن يقوم بإسقاطه أرضاً والسقوط فوقه بكلّ ثِقل جسمه. ولم يحتسب حَكم المباراة الصربي ميلوراد مازيتش أيَّ خطأ في الاحتكاك.


ورأى النجم المصري السابق محمد أبو تريكة الذي يعمل حالياً كمعلّق لشبكة «بي إن سبورتس» القطرية، أنّ ما قام به راموس هو «جريمة».


وقدّم صلاح موسماً رائعاً سجَّل خلاله 44 هدفاً في مختلف المسابقات، وتصدَّر هدّافي الدوري الإنكليزي الممتاز مع 32 هدفاً، محطِّماً بذلك الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم من 38 مباراة. كما اختير أفضلَ لاعب في «البريميرليغ» من قبَل رابطة اللاعبين ورابطة الدوري ومحرّري كرة القدم.

 

رونالدو خارج مدريد؟


من جهةٍ أخرى، أحرَز البرتغالي كريستيانو رونالدو لقبَ دوري الأبطال للمرّة الخامسة في مسيرته والرابعة مع ناديه الحالي ريال مدريد الإسباني، إلّا أنّ كلامه أثار شكوكاً حول مستقبله، وبدا بمثابة تصويبٍ على إدارة النادي ورئيسه فلورنتينو بيريز.


وفاجأ الدولي البرتغالي (33 عاماً) الجميعَ بتصريحات بعد المباراة، ألمح فيها إلى أنه سيعلن في الأيام المقبلة قراراً بشأن مستقبله مع النادي الذي يُدافع عن ألوانه منذ صيف العام 2009. وقال أفضل لاعب في العالم خمس مرّات: «كان الأمر جيّداً أن ألعب في صفوف ريال مدريد»، مُضيفاً: «سأتحدّث في الأيام المقبلة لكي أعطيَ جواباً لأنصار الفريق الذين كانوا دائماً إلى جانبي»، من دون أن يتطرّق بأيّ شكل من الأشكال إلى رئيس النادي بيريز أو الإدارة.


ويخوض اللاعب البرتغالي وممثّلوه منذ أشهر في مفاوضات مع إدارة النادي حول تجديد عقدِه. وبحسب التقارير الصحافية، يسعى رونالدو إلى زيادة راتبه السنوي بشكلٍ يَجعل منه أعلى لاعبٍ أجراً في كرة القدم، ويتيح له التفوّق على غريمه الأرجنتيني في برشلونة ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار الذي أصبح في صيف 2017 أغلى لاعب في العالم، بانتقاله من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو.


إلّا أنّ التقارير نفسَها تُشير إلى أنّ بيريز لا يحبّذ التجاوبَ مع مطالب رونالدو بالكامل، علماً أنّ اللاعب ألمحَ أكثر من مرّة إلى أنّ علاقته مع رئيس النادي ليست في أفضل حال.


وبدا أنّ تصريحات رونالدو لم تلقَ استحسانَ بيريز الذي كان حاضراً في الملعب الأولمبي في كييف السبت لمتابعة تتويج فريقه باللقب الأغلى، الثالث له في إشراف المدرّب الفرنسي زين الدين زيدان. وكان هذا اللقب الخامس لريال في عهد بيريز، رَجل الأعمال الثري الذي تولّى رئاسة النادي على مرحلتين (2000-2006، ومنذ 2009 حتى الآن).


وقال بيريز ردّاً على سؤال السبت عن احتمال رحيل رونالدو عن النادي: «لا تسألوني عن هذه الأمور في يوم احتفالنا بلقب دوري أبطال أوروبا».


وأضاف: «للجميع الحقّ بالتكلم لكن هنا الأهم هو النادي، إنّنا نحتفل باللقب. كريستيانو كان سعيداً، هو سعيد وسيبقى سعيداً. هو مرتبط بعقد».

 

«عليه أن يبقى»


وفضّل زيدان، الذي بات أوّلَ مدرّب في تاريخ المسابقة القارّية يُحرز اللقبَ ثلاث مرّات توالياً، عدمَ التعليق على ما أدلى به رونالدو.


وقال: «أنا لا أفكّر بذلك... أفكّر بما نقوم به حالياً، بالمباراة، بما حقّقناه. في ما يتعلق بكريستيانو، سنرى لاحقاً. عليه أن يبقى».


ولم يقدّم رونالدو في مباراة السبت الأداء اللافت الذي قدّمه في المراحل الإقصائية في دوري الأبطال هذا الموسم، والذي سجّل خلاله 15 هدفاً.


واكتفى البرتغالي برؤية بايل يسجّل مرّتين، علماً أنّ الفرنسي كريم بنزيمة افتتح التسجيل بعد هفوةٍ لحارس ليفربول الألماني لوريس كاريوس.