بدأت ورشة العمل بالنشيد الوطني اللبناني .
وشدّد وزير الصحة العامة غسان حاصباني على أن ورشة العمل هذه تأتي حرصًا من وزارة الصحة على أن يمر شهر رمضان الكريم على الصائمين بأفضل الظروف ولمساعدة الصائمين على الصوم في هذا الشهر بطريقة صحية لا تؤدي إلى مضاعفات سلبية على صحتهم. وقال حاصباني إنه يجب المحافظة على الكثير من العادات في شهر رمضان المبارك إنما هناك أمور يجب تجنبها لأنها قد تضر بالصحة خصوصًا لمن لديهم حالات صحية معينة مثل المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتمنى وزير الصحة العامة أن تؤدي ورشة العمل هذه الهدف المرجو منها لتنوير الرأي العام على الصوم الصحي والإفطار الصحي خلال هذا الشهر الكريم شاكرًا لكل المشاركين في ورشة العمل جهودهم لتقديم النصائح الفعالة والدعم التوعوي للصائمين.
 
عاقوري: ورشةٌ غير مسبوقة
 
 ثم ألقى المستشار الإعلامي لوزير الصحة العامة جورج عاقوري كلمة لفت فيها إلى أن ورشة العمل هذه هي الأولى من نوعها في وزارة الصحة وتأتي في سياق العمل التوعوي الذي تحرص الوزارة على تكثيفه لتوفير المعاناة على المريض. كما أن هكذا نوعًا من النشاطات يعكس حقيقة لبنان التعددية وطبيعته في احترام خصوصية الآخر والتفاعل معه بشراكة ومواطنية. ولفت إلى الدور الإيجابي للإعلام في لبنان في نشر الحلقات التوعوية والمساهمة في خدمة الإنسان في لبنان.
 
 
حمود: التوعية خير من العلاج
 
ثم تحدث السيد عامر حمود لافتًا إلى أن مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم يشكلان عبئاً كبيراً على المصابين بهما كما على ميزانية وزارة الصحة، لذا ترتدي حملة التوعية أهمية كبيرة لتقليص العوارض المرضية. ونوه بأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الخدمة الأفضل للمواطن مؤكدا ان شركة نوفارتس إلى جانب وزارة الصحة وأطباء الإختصاص لمواجهة الأمراض وتخفيف الأعباء.
 
شتي: توعية الصائمين لتحصينهم صحياً
 
بعد ذلك، أوضح الدكتور شتي أن الهدف من ورشة العمل التي تضم أطباء اختصاصيين وإعلاميين هو عرض ومناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالصيام في شهر رمضان لدى المرضى المصابين بأمراض السكري والكلى وارتفاع ضغط الدم نظرًا للنسب العالية لعدد المرضى المصابين بهذه الأمراض ولتحديد الحالات التي يمكن للمريض فيها أداء فريضة الصيام مع عرض للإرشادات والتعليمات الطبية التي يتوجب عليه أن يتقيد بها والحالات التي يمنع على المريض في حال وجودها أن يصوم، تجنبًا للمضاعفات والتأثيرات السلبية على صحته وحياته. وشدد على ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل وخلال شهر رمضان المبارك لأنه الأعلم بحالة المريض وله وحده الرأي الأول والأخير في هذا الموضوع، وهو الذي سيقدم الإرشادات والتعليمات العلاجية والغذائية اللازمة وبما يتوافق مع حالة المريض الطبية.
 
الصوم عند مرضى السكري
 
ثم قدم الدكتور سامي عازار عرضًا لمرض السكري وتأثيراته على الصائم المصاب به. ولفت إلى أن غالبية المصابين بالسكري لا يلتزمون الحذر علمًا أن حوالى ثمانين في المئة من هؤلاء يصومون في شهر رمضان المبارك، وهم يواجهون خطر هبوط السكري أو ارتفاعه أو الجفاف.
 
وشدد الدكتور عازار على ضرورة فحص السكري خلال فترة الصوم، مؤكدًا أن هذا الفحص لا يفطّر وهذا الأمر ليس رأيًا شخصيا بل هو محسوم عند كل المرجعيات الدينية في كل مذاهب الدين الإسلامي. ونبه إلى أن الدراسات أظهرت أن المرضى المصابين بالسكري والذين يتبعون الإرشادات التثقيفية بطريقة جدية لا يعانون من أي مضاعفات خلال فترة الصوم.
وقال إن الحالات الطبية التي ينصح في حال وجودها بعدم الصوم هي التالية: مرض السكري من النوع الأول، الارتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم، الانخفاض المتكرر لمستوى السكر في الدم، عدم الإحساس والتنبؤ بانخفاض مستوى السكر في الدم، الحمل، عجز الكلى المزمن وغسيل الكلى، أمراض القلب والشرايين، جلطات دماغية، المرضى المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.
 
الموجبات الصحية للإفطار
 
بدورها، لفتت الدكتورة هاجر بلوط إلى أن الحالات التي يتوجب على المريض الصائم أن يوقف فيها صيامه بصورة فورية ومراجعة الطبيب هي التالية: إنخفاض مستوى السكر في الدم دون 60 ملغم/ دل، وارتفاع مستوى السكر في الدم فوق 300 ملغم/ دل. وأوضحت أن عوارض انخفاض مستوى السكر في الدم هي التالية: الجوع، الصداع والدوار، النعاس، التعرق البارد، تسارع نبضات القلب، الرجفة في اليدين والتوتر العصبي والضعف في التركيز. ففي حال شعر المريض بهذه العوارض عليه إيقاف صومه فورًا وتناول الطعام وإلا أصيب بفقدان الوعي.
 
وشددت على ضرورة تعجيل الإفطار وتأخير السحور لتجنب حدوث انخفاض السكر أثناء الصيام، على أن تحتوي الوجبات على الأطعمة الصحية الغنية بالألياف لأنها بطيئة الإمتصاص وتمد الجسم بالطاقة ببطء. ودعت إلى تجنب المشروبات السكرية واستبدالها بالمشروبات الخالية أو المنخفضة السكر. كما نصحت الدكتورة بلوط المصابين بالسكري إلى ممارسة الرياضة أو المشي بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث ساعات على أن تقاس نسبة السكر في الدم قبل المشي.
 
الصوم عند مرضى ارتفاع ضغط الدم
 
أما الدكتور علي أبو ألفا فتناول التوصيات الواجب العمل بها عند صوم المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم. وقال إن الدراسات الطبية أثبتت عدم وجود ما يمنع ذوي ارتفاع ضغط الدم من الصيام ولكن بالشروط التالية: إستشارة الطبيب المعالج للتأكد من القدرة على الصيام، الحرص على أن تؤخذ الأدوية التي قد تؤثر على الكلى وبعض أدوية ضغط الدم بعد الإفطار حيث يكون الجسم مشبعًا بالماء ووجوب إجراء تعديلات على جدول الأدوية في بعض الحالات تحت إشراف الطبيب.
 
وتابع الدكتور أبو ألفا أن التوصيات الغذائية تتركز على الإكثار من تناول السوائل والعصائر الطبيعية غير المحلاة في الفترة بين الإفطار والسحور لتجنب الشعور بالعطش والجفاف، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة في رمضان لاحتوائها على كميات كبيرة من البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم، إلا إذا كان ذلك ممنوعًا من قبل الطبيب، والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة، وتناول الأسماك لأنها تحتوي على أحماض دهنية مما يساعد في تنظيم ضغط الدم وتأثيرها الواقي على شرايين القلب والأوعية الدموية، وتناول منتجات الحليب لاحتوائها على الكالسيوم الذي يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم وصحة العظام، والإمتناع عن إضافة الملح أو تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح (الصوديوم) بكثرة إذ إنها قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط والشعور بالعطش.
 
ونصح الطبيب أبو ألفا المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم بالانتباه لعلامات ارتفاع الضغط مثل الدوار والصداع وعدم القدرة على التركيز والحرص على قياس الضغط من وقت لآخر، وممارسة رياضة المشي التي تساعد على التحكم في ضغط الدم واستغلال فترة الصيام للإقلاع عن التدخين الذي قد يسهم في رفع ضغط الدم الإنقباضي وزيادة الخطر من احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية واعتبار شهر رمضان فرصة ذهبية لإنقاص الوزن والسيطرة على الضغط.