في خطوة لم تشهدها وزارة الصحة خلال تاريخها ، رعى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ورشة عمل صحية توعوية للصائمين في وزارة الصحة تشمل توعية عامة ونصائح طبية لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ، بهدف تنوير الرأي العام على الإفطار الصحي وتجنيب الصائمين المرضى مضاعفات عادات قد تضر بصحتهم كما أعلن الوزير حاصباني.
 
عناوين الورشة
 
 شارك الوزير حاصباني في ورشة العمل التوجيهية التي نظمتها وزارة الصحة وقدم فيها أطباء اختصاصيون النصائح الضرورية للصائمين خلال شهر رمضان المبارك ولا سيما مرضى السكري والضغط، وذلك بمشاركة مدير البرنامج الوطني للسكري الدكتور اكرم شتي ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور سامي عازار والطبيبة الإستشارية في أمراض الغدد الصماء والسكري الدكتورة هاجر بلوط ورئيسم قسم أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور علي أبو ألفا والمدير التنفيذي لشركة نوفارتس عامر حمود وحشد من أصحاب الإختصاص ورجال الإعلام.
 
وقد شدد الوزير حاصباني على أن ورشة العمل هذه تأتي حرصًا من وزارة الصحة على أن يمر شهر رمضان الكريم على الصائمين بأفضل الظروف ولمساعدة الصائمين على الصوم في هذا الشهر بطريقة صحية لا تؤدي إلى مضاعفات سلبية على صحتهم. وقال حاصباني إنه يجب المحافظة على الكثير من العادات في شهر رمضان المبارك إنما هناك أمور يجب تجنبها لأنها قد تضر بالصحة خصوصًا لمن لديهم حالات صحية معينة مثل المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتمنى وزير الصحة العامة أن تؤدي ورشة العمل هذه الهدف المرجو منها لتنوير الرأي العام على الصوم الصحي والإفطار الصحي خلال هذا الشهر الكريم شاكرًا لكل المشاركين في ورشة العمل جهودهم لتقديم النصائح الفعالة والدعم التوعوي للصائمين.
 
مبادرة غير مسبوقة: مؤسسات الدولة مساحة لرعاية العيش المشترك
 
وضعنا تفاصيل ورشة عمل وزارة الصحة في التوعية وصولاً إلى صيام صحي ولحماية أصحاب الأمراض المزمنة وحرصاً على حسن أدائهم لفريضة الصيام ، مرفقة بمقالنا هذا نظراً لما تضمنته من نصائح ووقائع من المهم إطلاع الرأي العام عليها ، لكن لنا بموازاتها جملة إستنتاجات يجب الوقوف عندها:
ــ تأتي هذه الورشة من خلفيةٍ وطنية واضحة ، أرادها نائب رئيس الوزراء وزير الصحة وممثل القوات اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال للتأكيد على أن كل مرافق الدولة هي ميدان مناسب ومتاح لترسيخ قواعد الوحدة الوطنية والعيش المشترك ، من خلال مراعاة التنوّع اللبناني وتقديم الرعاية والإهتمام للمسلمين في شهر صيامهم ، بإعتبارهم مواطنين يحتاجون من المرجعية الصحية الأولى في الدولة إلى الإرشاد والتوعية والإحاطة المعنوية والعملية .
 
إصرارٌ قواتي على المضيّ في الشراكة مع المسلمين
 
ــ تلقى المسلمون بإيجابية بالغة مبادرة وزير الصحة حاصباني ، لأسباب عـدة ، منها:
ــ أنها المرة الأولى التي تقوم فيها وزارة الصحة بحملة توعية صحية للصائمين في شهر رمضان ، رغم مرور وزراء كثر ، منهم مسلمين ، ورغم الحاجة إليها نظراً لغياب التوعية عن شرائح واسعة من اللبنانيين المسلمين.
 
ــ أن حملة التوعية لصيامٍ صحيّ كانت فعلية وفعّالة ، وتضمنت مفاعيل تنفيذية شملت طباعة الإعلانات وتوزيعها في مقر وزارة الصحة ومراكزها المنتشرة في المناطق والمراكز المتعاقدة والمتعاونة مع الوزارة ، فضلاً عن طباعة منشورات تحتوي التفاصيل الإرشادات الأساسية وتنظيم ندوات توعية على إمتداد الأراضي اللبنانية ، أوجدت حيوية وتفاعلاً غير مسبوق وشكل مفاجأة سارة للعاملين في هذا القطاع.
 
ــ أن المبادرة إكتسبت أهمية خاصة كونها جاءت من ممثل القوات اللبنانية في الحكومة ، وهذا السلوك ليس غريباً على وزراء القوات ، لكنها خطوة تترك بصمة إضافية وتأكيداً متجدّداً بأن القوات ماضية في خيارها بالحفاظ على الشراكة الوطنية وتعزيز العيش المشترك وتقديم كل موجبات تطوير هذه الشراكة مع المسلمين ، بكافة مذاهبهم ، وخاصة مع البيئة السنية التي تشكل الجناح الثاني للشراكة ، في ظل الهيمنة التي يخنق بها "حزب الله" كل أشكال التنوع في الطائفة الشيعية.
 
ــ تعطي مبادرة الوزير حاصباني نموذجاً للسلوك القواتي في الحكم ، خلاصته أن وزارات الدولة يجب أن تكون في خدمة جميع المواطنين دون إستثناء ، مع مراعاة تنوعهم الديني والإجتماعي ، وأن سياسة تجاهل مؤسسات الدولة لهذا التنوع تحت شعار تحييدها عن الشؤون الدينية أو الطائفية هي سياسة خاطئة ، لأن الوزير حاصباني أثبت من خلال هذه المبادرة أنه يمكن الإستثمار إيجاباً في هذا التنوع ومن خلال مؤسسات الدولة لصالح العيش المشترك والتوعية والتنمية في آن معاً.
 
 
 
إبداعٌ في خلق الأحداث وتوقٌ لملاقاة المسلمين
 
ــ أثبت وزراء القوات اللبنانية أنهم يمتلكون القدرة على الإبداع وخلق الأحداث في خدمة التوجهات الوطنية ، من خارج السياق التقليدي ، يعاونهم فريق محترف منفتح على حاجات المواطنين ، كان أبرزهم مستشار وزير الصحة الصديق ميشال عاد ، 
فلم يكن يخطر على بال من سبق الوزير حاصباني في وزارة الصحة أو مستشاريهم إطلاق حملة توعية في شهر رمضان المبارك ، لأنهم ينظرون إلى وزارة على أنها معنية بما تعارف عليه من سبقهم ، ولأنهم ربما لم يكونوا مسكونين برغبة غامرة في ترجمة تعبيرهم عن توقهم لملاقاة شركائهم المسلمين ، بقدر ما يعيش وزراء القوات اللبنانية هذه الإرادة في تجسيد الشراكة الإسلامية المسيحية في عمق مؤسسات الدولة وفي كل محطة ومناسبة ، لتجعل منها مدماكاً إضافياً في تحصين الوطن.
 
لحكومةٍ تراعي الشراكة وتحصّن رئاسة الوزراء
 
بين يدي تشكيل الحكومة ، يصبح ضرورياً بل ملحاً تثبيت تحالفٍ وطني يضمن الحفاظ على السيادة الوطنية ، ولو في حالةٍ دفاعية ناجمة عن نتائج الإنتخابات النيابية ، ويحصّن رئاسة الحكومة بشريكٍ مسيحي ثابت يرعى الشراكة مع المسلمين ولا يعتبرها صفقة عابرة ليكمل سلوكه الطائفي ، كما يفعل التيار الوطني الحر.. وصولاً إلى منع تثبيت أعرافٍ تنسف الطائف وتطيح بما تبقى من حضور الدولة.