هل كانت مشكلة الولايات المتحدة التزام إيران بالإتفاق النووي أم هناك أسباب أخرى لإنسحابها منه؟
 

يوم الخميس الماضي جددت المنظمة الدولية للطاقة الذرية تأييدها التزام إيران للاتفاق النووي بعد مضي أسبوعين على قرار ترامب ويبدو انها تستمر في الالتزام به رغم انسحاب أميركا ولحد الآن كانت إيران ناجحة في خلق شرخ بين اوروبا وأميركا أو توسيع الشرخ بينهما بفعل التزامها بالإتفاق بالرغم من تهديداتها السابقة بأنها ستحرق الإتفاق النووي بحال تمزيق الولايات المتحدة إياه. 
هل كانت مشكلة الولايات المتحدة التزام إيران بالإتفاق النووي أم هناك أسباب أخرى لإنسحابها منه؟

إقرأ أيضًا: شروط خامنئي للإبقاء على الإتفاق النووي


لا شك في أن الولايات المتحدة سعيدة بالتزام إيران بتعهداتها وأكد ترامب بعد انسحابه على أن إيران يجب عليها الالتزام بتعهداتها وبحال خرقها تلك التعهدات سيزيد الضغوط عليها، ولكن المشكلة تكمن في أن المأمول الأميركي من وراء التوقيع على الاتفاق النووي لم يتحقق خلال عام ونصف العام من حياته، فإن الولايات المتحدة كانت تأمل ان الاتفاق النووي سيؤدي الى المزيد من الأمن والاستقرار وطي صفحة الماضي مع إيران والحصول على اتفاقيات أخرى مع إيران في القضايا المشتركة ولكن حصل سوء تفاهم بين الطرفين على الخطوات التالية، فبينما كانت تتوقع إيران جني ثمار اتفاقها مع الدول الست، استعجلت الولايات المتحدة في تحقيق ارتدادات الاتفاق النووي على الوضع الاقليمي وتقدمت إيران لتخفيف التوتر في المنطقة وفعلًا تحدث الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف عقيب التوقيع على الاتفاق النووي عن ضرورة الاتفاق رقم 2 و 3 ولكن المرشد الأعلى آية الله خامنئي رفض استعداد النظام لأي اتفاق آخر مع الولايات المتحدة لأن بلاده لم تشهد انفراجا ملحوظًا من العقوبات الأميركية خاصة في المجال المصرفي والبنكي.
وهكذا أخفق الاتفاق النووي في تحقيق ما قد وعد به ونص عليه في مقدمة نصه. 

إقرأ أيضًا: هل ترفع إيران راية الإستسلام؟


وأما الولايات المتحدة تجمد تحقيق الفرص المتاحة لإيران وفق نص الاتفاق النووي حتى حصول تطورات في الوضع الإقليمي ومشروع إيران الباليستي. 
تشعر إيران بأن مطالب أميركا لن تقف عند حد وأنها لن ترضى بأقل من اسقاط النظام الإيراني على غرار نظام القذافي وصدام حسين والسبب في انسحابها من الاتفاق النووي يكمن في فشلها من تحقيق مبتغاها من خلال ما أعدت لإيران من المؤامرات في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي ولكن الطرف الأميركي على لسان وزير الخارجية بومبيو يقول إن اسقاط النظام الإيراني ليس ضمن أجنداته، ويبقى الكلام فيما اذا يصدق الطرف الإيراني ويثق بهذا التصريح والتطمين الأميركيين؟!
كيف يفكر بومبيو بشأن الإيرانيين عندما يتكلف في تطمينهم بأنه لا يريد إسقاط النظام الإيراني وقد سبقه مستشار الأمن القومي جان بولتون بأنه سيحل ضيفًا على إيران قبل نهاية العام 2017 ويرفع راية الحرية من طهران!