تحديات وتحولات قد تقف عائقاً أمام تشكيل الحكومة، ولهذه الأسباب كان قرار ولادة الحكومة سريعاً
 

إنتهى إجراء استشارات تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة "سريعاً"، يوم أمس الخميس، وذلك بعد توافق سياسي بين القوى السياسية، وتحديد يوم الاثنين المقبل موعداً لاستشارات التأليف، في وقت قد تم فيه التوصل إلى انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتبه أمس الأوّل دون عقبات أيضاً.
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الجمهورية" إلى أن "القوى الحاكمة، وهي نفسُها التي كانت قبل الانتخابات تعزّز حضورها أكثر في المجلس النيابي الجديد، تُحضّر استباقاً لاحداث مشروع تشكيلةٍ وزارية على صورتها".


أما عن أسباب الإسراع في تشكيل الحكومة، أفادت مصادر مطّلعة نقلاً عن الصحيفة، أن "القرار الرسمي بتسريع ولادة الحكومة يعود إلى الأسباب التالية:
- موقف (حزب الله) الذي يشدّد على الإسراع في تأليف الحكومة قبل اقتراب العاصفة الأميركية ـ الخليجية.
- حاجة الحزب وحلفاؤه، إلى حكومة يكون عنوانها ثلاثية جديدة تضاف إلى ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"؛ وهي ثلاثية: مواجهة العقوبات الأميركية، التصدّي للاستراتيجية الأميركية الجديدة، ورفض الانسحاب من (سوريا)" حسب المصادر.


أما فيما يخص تشكيل الحكومة، توقّعت المصادر نفسها، "أن تبصرَ الحكومة النور قريباً جدًا في حال عدمِ تصدّي المتمسكون بقوى 14 آذار لهذا المنحى (منحى الحزب)، محاوِلةً منعَ انزلاقِ لبنان أكثر فأكثر في المحور (السوري ـ الإيراني)".


وفي هذا السياق،  كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد كشَف أمس عن اتّجاه إدارته إلى إعادة النظر في برنامج المساعدات الخاص بلبنان، بما فيها تزويد الجيش العتاد، أمّا إذا لم يتنازل المتمسكون بقوى 14 آذار تجاه الفريق الآخر فإنّ ولادة حكومة «الأمر الواقع» التي يُعمل عليها تصبح صعبة، ويبدأ مشوار طويل تتداخل فيه المطالب الداخلية مع المحاور الخارجية".


ومن جهته قال مصدرٍ ديبلوماسي يراقب الأوضاع اللبنانية، للصحيفة، "إنه يَصعب على ثلاثي: عون الحريري و(الحزب) القفزُ فوق التحدّيات والتصرّفُ وكأنّ لبنان جزيرة لا تصِلها أمواج التحوّلات الشرق أوسطية والدولية، وأبرزُها: 
- العقوبات الاميركية على طهران والشروط الـ 12. - التطوّرات المتعلقة بالوضع الفلسطيني (القدس وغزة).
- إنعكاس إلغاء القمّة الأميركية ـ الكورية على المواجهة مع طهران بعد إلغاء الاتفاق النووي".
وعدا عن تلك التحولات، لفتت الصحيفة إلى خلافات داخل الصفّ المسيحي، بين 14 و 8 آذار، فيما يخص مطالب التوزير والاستيزار من جهةِ الحقائب والحصص والأسماء، ولعلّ زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى بعبدا أمس، كانت  دليل على حِرص جعجع على رسمِ حدودِ العلاقات مع «التيار الوطني الحر»، ومع تركيبة التسوية الرئاسية برُمّتها، حيث من الواضح أنّ جعجع بتوجّهِه المباشر إلى عون أكّد مرّةً أخرى أنّه هو (أي عون) محاورُه في ورقة «إعلان النيّات» وليس الوزير جبران باسيل".