يتعرّض كل إنسان لأوقات من التوتر، سواء بسبب حدث كبير في الحياة كموت أحد أفراد العائلة، أو الضغوط اليومية والضرورة المُلحّة لإنجاز كل المهام خلال مهلة معيّنة. لكن ما جديد ارتباطه بالربو؟
 

كثيرون يستطيعون التأقلم مع التوتر لحظة حدوثه، لكن إذا كنتم من بين ملايين الأشخاص الذين يعانون الربو، فإنّ التوتر قد يكون مشكلة أكبر مما تتوقعون. على غِرار التعرّض لغبار الطلع، والعفن، ووبر الحيوانات الأليفة، ودخان السجائر، يمكن للتوتر أن يحفّز نوبات الربو.


وجد بحث صغير من «University of Wisconsin-Madison» أنّ التلامذة ارتفع لديهم بشكل ملحوظ التهاب الرئتين خلال الامتحانات النهائية مقارنةً بالمراحل التي تتضمّن مستويات أقل من التوتر. وقد أظهرت دراسات أخرى أنّ الأطفال من البيئات المنزلية المُجهدة هم أكثر عرضة للربو، وأنّ الأشخاص يُصابون بأعراض ربو أسوأ عقب مواجهتهم أو المقرّبين منهم للأحداث المُرهقة.

 

ما سبب ذلك؟


إستناداً إلى الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، فإنّ العلاقة بين التوتر والربو ليست في الواقع مُفاجئة. عند معاناة التوتر، يفرز الجسم هورمونَي التوتر المعروفين بالكورتيزول والأدرينالين. إضافةً إلى الآثار الأخرى، كارتفاع معدلات ضغط الدم ودقات القلب، تزداد سرعة التنفس وتتشنّج العضلات بما فيها تلك المحيطة بالمجاري الهوائية. فضلاً عن أنّ التوتر يُطاول طريقة عمل الجهاز المناعي ويرفع الإلتهاب في الجسم. كل هذه التغيرات تجعل الشعب الهوائية أكثر حساسية وأكثر عرضة للانكماش، ما يسبّب نوبة ربو. وهناك اقتراحات أخرى مفادها أنّ التوتر قد يجعل علاجات الربو أقل فاعلية.


من خلال هذه الطريقة يدخل الشخص في حلقة مُفرغة: فالقلق من التعرّض لنوبة ربو قد يسبب له التوتر، لترتفع بذلك فرص الإصابة بها.


صحيح أن لا مفرّ من التوتر، لكنّ التعرّف إلى وسائل فعّالة للسيطرة عليه قد يساعد على تفادي نوبة ربو مُحتملة:


التوجّه إلى النادي


سواء كنتم تفضّلون الركض، أو اليوغا، أو رفع الأثقال، فإنّ تحفيز ضخّ القلب قد يخفّض التوتر بشكل ملحوظ. وتساهم الرياضة في تقليل مستويات كل من هورمون الكورتيزول، وضغط الدم، ودقات القلب أثناء الاستراحة. فضلاً عن أنها تعزّز الإندورفين، ما يضمن الشعور بحال جيّدة. لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، فإنّ التمارين بحدّ ذاتها قد تعزّز حدوث نوبة الربو. إذا كنتم تتعرّضون لذلك، تحدثوا إلى طبيبكم عن الطرق الآمنة للتمسّك بالحركة.

 

الإسترخاء


تمارين الإسترخاء، كالتأمل، والتنفس العميق، والتصوّر، واسترخاء العضلات قد تساهم في تهدئة الأعصاب ومحاربة التوتر.

 

طلب المساعدة


إذا كانت الأمور التي عليكم فعلها قد تخطّت المعقول ولم يعد لديكم الوقت الكافي حتى لأخذ استراحة، لا تترددوا في طلب المساعدة من أفراد العائلة أو الأصدقاء. إنّ تخفيف العبء عنكم ولو كان بسيطاً يؤدي دوراً مهمّاً في خفض مشاعر التوتر.

 

نصائح أخرى جوهرية


حاولوا التحكّم في التوتر من خلال التصدّي لكل الأمور التي تُثير قلقكم، وتحديد مصدر توتركم، والتركيز على اللحظة، ووضع لائحة للأعمال المُلقاة على عاتقكم، وعدم الاكتفاء بالتفاعل إنما البحث عن حلّ سريع، وبناء عضلات أقوى، والتأمل والتنفس بعمق، والبكاء من دون خجل لأنه يساعد على طرد الضغوط العاطفية، أو على العكس الضحك من صميم القلب لأنه يُعتبر علاجاً جيداً لتهدئة التوتر وتخفيف معدل هورمون الكورتيزول.


يُذكر أخيراً أنه إذا كان الخوف من التعرّض لنوبة ربو يسبب لكم التوتر، فهذا قد يُشير إلى أنّ مرضكم غير متحكّم فيه جيداً. لذلك يجب استشارة الطبيب فوراً لوضع الحلول الأنسب.