يبدو أن إيران مشغولة ومنشغلة بترمب الذي فاجأها وقد لحست إدارته توقيع الإدارة السابقة على إتفاق ولد ميتاً نتيجة ثقة معدومة بين الموقعين
 

 

حرصت المملكة العربية السعودية في إفطار سفيرها في بيروت على علاقاتها مع حلفاء ثابتين لناحية بقائهم في سياق التعاطي و التعامل مع السعودية ولم يغادروها طوعاً أو كرهاً لفتح باب التعاطي  أو التعامل مع إيران كما أنها أكّدت على دعم الرئيس سعد الحريري في الحكومة الجديدة دون غيره رغم حرص البعض على وضع نهاية دور لسعد الحريري بعد فشل مزمن في السلطة والمعارضة .

سارعت قطر وبواسطة سفيرها في بيروت الى فتح باب سفارتها للصائمين لتحصيل أجر باتت قطر حريصة عليه بعد دخولها إسلام الإخوان لا كردّ على المملكة ولكن تمايزاً عنها في بلد أصبح لها حصّة فيه من خلال دعم وسائط إعلامية و جهات سياسية وخاصة في الوسط السُني اذ انها تدعم من لم تدعمهم المملكة أو من أخفق المستقبل في لم شملهم نتيجة صبينة سياسية في تيّار مازال يراهق ولم يدخل بعد سُن الرُشد . 

يبدو أن "إيران " مشغولة ومنشغلة بترمب الذي فاجأها وقد لحست إدارته توقيع الإدارة السابقة على إتفاق ولد ميتاً نتيجة ثقة معدومة بين الموقعين لا على نهاية أزمة بل على تجميد أزمة وقد جاء الرئيس الأميركي كي يكشف عن خواء هذا الاتفاق وعن احتوائه لمواد متفجرة في داخله . لذا بدت المملكة ودولة قطر أكثر استعداداً في لبنان من إيران نتيجة شغلها الشاغل في ملف متصل بأوضاع المنطقة ولبنان ركيزة أساسية من ركائزه و لكن لم يعد باستطاعة إيران فتح جبهة لبنان بسهولة كما كانت سابقاً لتعذر ذلك بعد أن بلغ لبنان حافة الحرب بعيد إنقسام سياسي حاد حول الحرب السورية و عناوين أخرى وقد جاءت الانتخابات النيابية والشعارات التي رُفعت فيها والتي تناولت بيروت كعاصمة عربية لا فارسية لتؤكد حرارة هذا الانقسام ومدى استعداده لدخول النار متى اشتعلت .

 

إقرأ أيضا : الحراك الرمضاني السعودي في لبنان ... هل هو لإعادة توحيد قوى ١٤ آذار ؟

 

كانت مساحة الإفطارين ضيقة جداً بالأشخاص الصائمين سياسياً لهذه السفارة أو تلك ولكن كانت فاكسات الرسائل كبيرة وكان الحضور و كانت الوجوه الناعمة و الخشنة وعلامات أخرى بارزة في سمات المتصلين بسياسات قطر و المملكة وأسماء الغياب التي سجلت لأعذار مختلفة أو لمواقف مدروسة تؤكد ما ينتظر الحكومة الجديدة من مهمّات إقليمية صعبة خاصة و أن من يعتبر نفسه منتصراً في حرب الانتخابات النيابية يعيد ومن باب الكيدية السياسية أزلام الوصاية السورية وهذا ما سيعيد الى الواجهة صراعاً ما بين الدول المعنية بواقع لبنان .

ربما تأتي الأوامر بإقامة إفطار شهي لغير الصائمين من قبل سفير "إيران " وسيغيب عنه من يريد أن يؤكد على دور "إيران " السيء في لبنان وسيلبيه كالعادة المؤمنون بولاية الصوم من نوّاب نالوا حظوظ النيابة في منام أعجمي كرّس لهم حضوراً في سياسة مرهونة لضمير غائب طالما أن اللبنانيين جميعاً خاضعين للصوم السياسي وللإفطار على موائد السفارات كونها أدسم و أسلم للدين و البدن .

لا شيء جديد في تركيبة لبنان السياسية و الطائفية فهو موزع الولاءات وما نشهده لا يصدم بالقدر الذي يفضح القائلين بالسيادة أو ان للسيادة مفاهيم أحرى عجزنا نحن المتأثرين بالمدنية الحديثة عن فقه ما فيها من عناوين لا تخدش حياء السيادة الوطنية و أن ما نراه وما نسمعه هو حرص على السيادة نفسها من قبل أشقاء رسميين و شرعيين يكن لهم اللبنانيون كل الولاء وكل الإحترام الى حدّ العبادة التي لا تُشرك و إنما تقربهم الى الله زُلفى .