طهران تلعب دورًا كبيرًا في اختيار رئيس وزراء العراق سيما وأنها في الماضي كان لها تأثير كبير في اختيار رؤساء الوزراء السابقين
 

في أعقاب اللقاء الذي جمعه بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بغداد بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في العراق أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته السيد حيدر العبادي على تطابق وجهات النظر مع السيد الصدر وعلى ضرورة استيعاب الجميع بمن فيهم كافة الكتل السياسية والحزبية والدينية. 
وتم اللقاء بين العبادي والصدر بشكل مفاجىء بعد تداول معلومات تحدثت عن رفض العبادي زيارة النجف. ويهدف هذا اللقاء لبحث التحالفات المرتقبة بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة بأسرع ما يمكن ودون رمي عراقيل من شأنها التأخير في عملية التشكيل، سيما وأن هناك مفاوضات تجري بشكل مكثف بين الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية لتشكيل تحالفات برلمانية تمكنها من تشكيل حكومة جديدة. 
ويعتبر السيد مقتدى الصدر خصمًا لدودًا للولايات المتحدة الأمريكية منذ وقت طويل. وكذلك فإنه من المعارضين بشدة لتمدد النفوذ الإيراني في العراق. 

إقرأ أيضًا: عقاب أميركي للحزب ودعم للجيش اللبناني
وقد حصلت كتلة "سائرون" التي يتزعمها السيد الصدر على أربعة وخمسين مقعدًا برلمانيًا بزيادة  12 مقعدًا عن إئتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي. فيما جاءت كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري وهو أحد أقوى الشخصيات العراقية في المرتبة الثانية وقد نالت سبعة وأربعين مقعدًا. 
والعامري يحافظ على علاقات وثيقة مع إيران منذ عقود. ويتولى قيادة فصائل شيعية مسلحة. وفي المعلومات أن طهران أغدقت أموال طائلة لتمويل الحملة الانتخابية لمرشحي كتلة الفتح. وكانت إيران أكدت قبل الانتخابات انها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم العراق. 
ومعلوم أن طهران تلعب دورًا كبيرًا في اختيار رئيس وزراء العراق سيما وأنها في الماضي كان لها تأثير كبير في اختيار رؤساء الوزراء السابقين. 
وقد جاء في المرتبة الثالثة إئتلاف النصر بزعامة السيد حيدر العبادي حيث حصل على 42 مقعدًا، وهنأ العبادي الشعب العراقي على إجراء الانتخابات في موعدها ودون حصول أي إشكالات أمنية تذكر متوجها بالشكر إلى كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية التي قامت بواجبها لحماية الناخبين ومحافظة على حياديتها، وكما دعا العبادي جميع الكتل السياسية إلى القبول بنتائج الانتخابات واتباع الطرق القانونية لتسجيل الاعتراضات وتقديمها، داعيًا المفوضية العامة للانتخابات والمعنية بالأمر إلى النظر بها. 

إقرأ أيضًا: ترتيب البيت الداخلي لتيار المستقبل لأسباب سياسية
ومن جهته أكد السيد الصدر أن اللقاء مع العبادي هو بمثابة رسالة اطمئنان بأن الحكومة المقبلة سترعى كل الشعب دون إقصاء لأحد، مضيفًا أن اليد ممدودة للجميع ممن يبنون الوطن وأن يكون القرار عراقيًا. 
وفي جانب آخر يجري قائد العمليات الخارجية لل "حرس الثوري الإيراني" الجنرال "قاسم سليماني "محادثات مع العديد من السياسيين في بغداد لتشجيعهم على تشكيل حكومة جديدة تحظى برضى إيران وموافقتها. 
ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لعدة شهور لإزالة المطبات والعراقيل التي تقف حائلًا أمام تشكيل الحكومة، إذ أنه من المفترض أن تتشكل الحكومة خلال تسعين يوما من ظهور النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية، لكن يبدو أن المفاوضات ستستمر لأكبر من ذلك بكثير. 
وإذا كانت الانتخابات البرلمانية في العراق وجهت ضربة للرئيس حيدر العبادي. إلا أنه ما زال في امكانه أن يكون المرشح التوافقي لكافة الأطراف، خاصة وأنه تمكن خلال توليه رئاسة الوزراء من التعامل مع المصالح المختلفة لإيران وللولايات المتحدة الأمريكية بطريقة سلسة وهادئة وغير عدائية .