هل ترفع إيران راية الإستسلام أمام بومبيو بعد صمودها أمام بوش الإبن ؟
 

 

بعد مضي أسبوع على إعلان الرئيس دونالد ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي ، جاء خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الاثنين كإعلان حرب شبه كاملة ضد ايران حيث انه توعد إيران بأقسى عقوبات عرفه التاريخ بحال إستمرار سياساتها وفي الوقت نفسه وعد بومبيو إيران برفع العقوبات عنها بمجرد تنفيذ ما هو مطلوب منها وهو عبارة عن 12 مطلبا أميركيا وليس أكثر! 

فما هي تلك المطالب؟ 

تشمل تلك المطالب وقف دعم الإرهاب والإنسحاب من سوريا وتقديم تقرير كامل لأنشطتها النووية إلى المنظمة الدولية للطاقة الذرية ووقف تلك الأنشطة ووقف تخصيب اليورانيوم وإغلاق منشآتها لإنتاج الماء الثقيل والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش جميع مواقعها وإنهاء مشروعها الصاروخي الباليستي أو إختبار الصواريخ والإفراج عن المواطنين الأميركيين المعتقلين في السجون الإيرانية ووقف دعم فيلق القدس للمنظمات الإرهابية. 

ووعد بومبيو بإيقاف العقوبات الأميركية ضد إيران فور تنفيذ إيران تلك المطالب التي لم تذر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها.

ورد بيان الخارجية الإيرانية الصاع صاعين حيث حمل الولايات المتحدة جميع المصائب في المنطقة من خلق القاعدة وطالبان وداعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية وحذر واشنطن من تداعيات سياساتها العدائية تجاه الشعب الإيراني وطمأن واشنطن من أن إيران لن تهتز أمام ترامب كما يشهد على صمودها أربعة عقود من حياة الجمهورية الإسلامية وعدم تنازلها عن مبادئها تجاه الولايات المتحدة. 

 

إقرأ أيضا : ماذا يجري في سوريا ؟!

 

 

أثبت وزير الخارجية الأميركي الجديد خلال خطابه الأخير بأنه لا يملك ثقافة السياسة ولا لغتها وأنه أكثر تطرفا من رئيسه ترامب. ذلك لأن المطالب التي طرحها مطالب متناقضة بغض النظر عن معقوليتها ومنطقيتها. وعلى سبيل المثال مطلب وقف دعم الجماعات الإرهابية مطلب معقول ومنطقي بحد ذاته من موقع وزير خارجية أميركي ولكن المطالب المتعلقة بأنشطة إيران النووية ليست معقولة ولا منطقية حيث أنها لا تندرج في أي سياق عقلاني لأنها تطالب بصفر التخصيب ما لم يطالب به الرئيس ترامب. حيث أن ترامب طالب بفتح إيران جميع مواقعها أمام التفتيش وليس إنهاءها تخصيب اليورانيوم إضافة إلى الإنسحاب من سوريا واليمن وغيرهما من بلدان المنطقة. 

أما بومبيو إذ يطالب إيران بصفر التخصيب، يطالب بالتفتيش الدولي اللا محدود أي إطلاق رصاص الرحمة على الإتفاق النووي. 

فإن عمود خيمة  الإتفاق النووي  هو قبول الدول الكبرى بتخصيب إيران اليورانيوم ولكن وزير خارجية أمريكا الجديد يطالب بتنازل إيران عن هذا الحق الذي دفعت دونها تكاليف باهظة. 

هل ترفع إيران راية الإستسلام أمام بومبيو بعد صمودها أمام بوش الإبن الذي احتل أفغانستان والعراق ولم يجرؤ على الإقتراب من حدود إيران؟ هل إيران النووية والصاروخية أصبحت أضعف مما كان عليه في عهد بوش الإبن أم أصبحت أميركا أقوى بينما تعارضها أوروبا على خروجها من الإتفاق النووي؟!