على رغم الإنتظام في ممارسة العلاقة الحميمة، قد لا تستطيع المرأة الحامل لأسباب تتعلّق بتراجع خصوبة شريكها وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لديه. فكيف يؤثّر نمط حياة الرجل على خصوبته؟ وهل الجراحة ضرورية؟
 

بسبب أسلوب الحياة السريع الذي نعيشه، ارتفعت نسبة تراجع معدلات الخصوبة عند الرجال، وأصبح كثير منهم يعانون من نقص حاد في عدد الحيوانات المنوية، ما يحتم ضرورة الانتباه لهذه الأسباب ومحاولة تفاديها بحسب تقرير نشره مستشفى "مايو كلينيك" الاميركية وفسّر فيه أنّ تراجع معدلات الخصوبة هو قلة عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، ويُعتبر الوضع طبيعياً عند احتواء السائل على ملايين من الحيوانات المنوية، بينما اذا انخفضت النسبة عن 5 ملايين فيسبب ذلك الضعف، وبالتالي تراجع فرص حمل الشريكة.

كما انّه تكثر المؤشرات التي يمكنها أن تدلّ الرجل على تراجع معدل خصوبته، كوجود مشكلة في الإنتصاب، وملاحظة بعض الإنتفاخات في الخصيتين، بالاضافة الى تأخّر الحمل رغم انتظام الزوجين في ممارسة العلاقة الحميمة، وعدم إصابة المرأة بأيّ مشكلات جنسية.

نمط الحياة

تنقسم اسباب ضعف الخصوبة الى اثنين، الاولى تتعلق بروتين الحياة، بينما الثانية بالأسباب الصحية. فإنّ الرجل الذي يتناول الأطعمة السريعة التي تحتوي على عدد كبير من الدهون الضارة والتي تؤدي الى اصابته بالسمنة والتي تؤثر بدورها على إفراز الحيوانات المنوية بصورة طبيعية، اضافةً الى التدخين، التعرض للمواد الكيميائية والملوّثات كالمبيدات الحشرية مثلاً، الضغط النفسي والتوتر اللذان يؤثران على الهرمونات التي تقوم بإنتاج الحيوانات المنوية، كما أنه يضرّ بالخلايا المسؤولة عن إنتاجها، اضافةً الى التفكير السلبي الذي يؤثر على الإستجابة الجنسية، ويشغل الرجل عن الإستمتاع بعلاقته الجنسية وخفض الرغبة لديه.

الأسباب الصحّية

أمّا الأسباب الصحية التي تؤثر على معدلات الخصوبة لدى الرجال، فأبرزها الإصابة بدوالي الخصيتين التي تقلّل من عدد الحيوانات المنوية، الإضطرابات الهرمونية كنقص هرمون التستوستيرون، المسؤول عن الصفات الذكورية والرغبة الجنسية لدى الرجال، وكذلك بناء الأعضاء التناسلية، تناول بعض الأدوية والتقدّم في العمر.

الجراحة

ترتكز الأمور الأساسية في العلاج على تجنّب الأسباب المرتبطة بأسلوب الحياة، من خلال تناول الأطعمة الصحية، تجنّب التدخين أو التعرّض لملوّثات ومواد كيميائية ضارة والتوتر الدائم، ومع هذا يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب والذي يتمثل غالباً في تناول المضادات الحيوية لا سيما إذا كان سبب نقص معدلات الخصوبة هو وجود تلوّث في الخصيتين أو بعض المشكلات البسيطة التي لا تستدعي تدخّلاً جراحياً.

كما يمكن أن يصف الطبيب العلاجات الهرمونية في حال وجود مشكلات في الهرمونات الذكورية أدّت إلى تراجع الخصوبة، اضافةً الى العمليات الجراحية نتيجة وجود دوالي في الخصيتين.

وأخيراً، اشار التقرير الى اهمية تناول الأغذية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي تفيد في حالات تراجع الخصوبة، ولكن لا يُنصح بتناولها إلّا بعد إستشارة الطبيب.