تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بزواج لاعب كرة القدم الإسباني «سيسك» فابريغاس من صديقته ووالدة أبنائه الثلاثة اللبنانيةِ دانييلا سمعان.
 

يُروى أنّ علاقة هذا الثنائي بدأت عام 2010 في لندن، حين ذهبَت دانييلا إلى مطعم ياباني، وصادفت فابريغاس، فطلبَت توقيعَه، كما تبادلا رقم الهاتف. في هذا الحين كانت دانييلا تبلغ 35 عاماً ومتزوجة من المليونير اللبناني إيلي تكتوك، بينما كان فابريغاس لاعباً شاباً وذائعَ الصيت في الـ 23 من العمر وعلى علاقة بعارضة الأزياء كارلا غارسيا منذ 8 سنوات.

بعد تعرّفه إلى سمعان اندلعَت شرارة حبّهما متخطّيةً زواجَ دانييلا وإنجابَها لطفلين من زوجها، وعلاقةَ فابريغاس الطويلة الأمد بحبيبته السابقة، وفارقَ السنّ بينهما، إذ إنّ دانييلا تكبره بـ 12 عاماً.

لماذا الجَدل؟

سرعانَ ما تحوّلَ هذا الثنائي إلى محطّ أنظارِ الصحافة الإسبانية والبريطانية والعالمية التي لا تنفكّ تنقل تحرّكاتهما وآخرَ أخبارهما، خصوصاً أنّ دانييلا انتقلت للعيش مع فابريغاس في علاقة مساكَنة وأنجَبت خلالها الأولاد.

ربّما اهتمام الصحافة بعلاقتهما، يعود لاهتمام القرّاء بهما. ولا عجبَ أن يكون خروج هذا الثنائي عن المألوف لحَبكِهما قصّةً عاطفية تشبه روايات الأفلام وراء فضول الناس والصحافة. فلطالما كانت القاعدة الذهبية في المجتمع على النحو التالي: «أيّها الناس، ستخضعون للتقاليد والقواعد الاجتماعية النمطية المركّبة والمتوارثة وإلّا تصبحون حديث الناس، وأخبارُكم على كلّ شفّةٍ ولسان، بينما تبحث العيون لالتقاط أيّ مشهد عنكم مهما كان سخيفاً».

شهرة فابريغاس جعلت الثرثرةَ على هذا الثنائي تتخطّى زواريبَ الحيّ، وساحات القرية، والتجمّعات الليلية على شرفات المنازل لشربِ الأركيلة وأكلِ الفول واللوز لتصبحَ عالميةً تنشرها مواقع التواصل وأوراق الصحافيين وتقاريرُهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة...

وصحيح أنّ في أوساط الأغنياء والمشاهير يجوز ما لا يجوز بين الفقراء، إلّا أنّ زواج المرأة من رَجل تكبره سنّاً لازال من التابوهات و»الغرائب» حتّى في العديد من الدول الأوروبّية، على رغم انتشاره؛ من بريجيت ماكرون التي تلفتُ علاقتُها بزوجها الرئيس الفرنسي أنظارَ العالم أكثر من سياسته وإدارته لبلاده، وصولاً إلى غالبية علاقات الشهيرات برجال يَصغرونهنّ سناً...

وتُظهر التعليقات على صور زفاف سمعان وفابريغاس عبر وسائل التواصل مدى التفاوت بين نظرة المتتبّعبن من حول العالم إلى هذا الزفاف. فهذه مهنّئةٌ تتمنّى لهما دوام السعادة وتثني على جمال دانييلا، وذاك معلّق يقابل المشهد بازدراء ويقول: «بكّير على الزواج كان جبتيلِك كمان صبي».

فجدالات اجتماعية كثيرة تنطلق من هذا الزواج، تبدأ بوقوع رَجلٍ في حبّ امرأة متزوّجة، وارتباطِ رَجل بامرأة تكبره سنّاً، وزواجه من امرأة مطلّقة وأمّ، إلى زواجه من امرأة ساكنَها وأنجَب منها ثلاثة أولاد قبل إتمام الزفاف.

علماً أنه لطالما تساهلَ الفكر الجماعي مع طلاق «شايب» و»ربّ عائلة» تزوّجَ من شابّة تصغره سنّاً مُطْلِقاً العنان لنفسه «الخضراء» وذكوريتِه المستفحلة، لكنّ الخطوة نفسَها إذا قامت بها امرأة تُعيَّر بأنّها فاحشة وصادمة وتخدش الحياءَ العام، فكأنّها تُزلزل المجتمع وتهز أساساته، أو كأنّها كارثة... يَرجمها الناس بحجارتهم الكلامية وأحكامهم المقزّزة، ويعتبرونها رمز الخطيئة على الأرض.

ولا بدّ من أنّ انفتاح المجتمعات والذهنيات يؤدّي دوراً في مدى تقبّلِ الأفراد لحياة غيرهم كيفما اختاروها، بينما يَسجنهم تخلّفُهم في تصوّراتٍ تُقولب المجتمع بقوالب جاهزة متوارَثة، والويلُ لمن يُخالف!