الإعتداء على منزل الشيخ عباس الجوهري في بعلبك هو إصرار خطير على تحدي الصوت والكلمة
 

أمِل المواطن البقاعي أن تنتهي الإنتخابات لتهدأ النفوس وينتهي الإحتقان والترهيب الذي مورس أثناء الحملات الإنتخابية، ويبدأ العمل الفعلي باتجاه العمل على تحقيق الشعارات والوعود من محاربة الفساد وإرساء الأمن والإستقرار في المنطقة كمرحلة أولى، إلا أن المفاجأة كانت في المزيد من التدهور الأمني في منطقة البقاع، وبلغت الأحداث الأخيرة مستويات خطيرة تهدد أمن المنطقة بكاملها في مشهد غير مسبوق.
آخر التعديات المشبوهة الإعتداء على منزل الشيخ عباس الجوهري في بعلبك في إصرار خطير على تحدي الصوت والكلمة وعلى الترهيب من أجل إسكات كلمة المحرومين في بعلبك الهرمل وقد تعدى هذا الإعتداء كل الأسباب الإنتخابية حيث انتهت المعركة إلى ما انتهت إليه، لكن الشيخ الجوهري الذي يصر على العمل ليل نهار من أجل بعلبك وأهلها يجب أن يسكت على قاعدة قمع الرأي الآخر وقمع أي حركة للمطالبة بالمكاسب والحقوق المشروعة لمنطقة بعلبك الهرمل.

إقرأ أيضًا: من الحجارة إلى الطائرات الورقية ... شعبٌ يصنعُ مجدَه
تعرض الشيخ الجوهري لإتهامات كثير من العمالة إلى التخوين إلى الإتهامات بالعمل للسفارات الأجنية إلى الإتهامات المفبركة بقضايا مخدرات كل ذلك لم يفلح في ثني الشيخ الجوهري عن القيام بواجباته كون الإرادة صلبة والهدف واضح واستمر الشيخ الجوهري دون أن يتلفت لكل هذه التعديات والإنتهاكات، إلا أن ما حصل مؤخرًا من الإعتداء المسلح على منزل الشيخ الجوهري في بعلبك يؤكد استمرار هؤلاء بالإصرار على الترهيب والقمع والتحدي بكل الأساليب التي تتخطى تتخطى كل المبررات الأخلاقية والدينية والشرعية دون أي مراعاة لسلامة المنطقة والمنازل المجاورة، وحيث أن الشيخ الجوهري كان حينها في بيروت فقد كان المتضرر الأول من هذا الإعتداء والدة الشيخ الجوهري الحاجة أم علي وهي من عوائل الشهداء وهي والدة الشهيد محمد حيدر الجوهري الذي استشهد خلال مواجهة العدو الاسرائيلي في وادي الحجير.

إقرأ أيضًا: فلسطين والعرب والنكبات المستمرة!
إن الإعتداء وقبل أن يكون على منزل الشيخ عباس الجوهري فهو أولًا وأخيرًا اعتداء على الشهيد محمد حيدر الجوهري واعتداء جديد على دمه وقداسته وقضيته، ولعل هؤلاء الموتورين لم يعلموا ذلك لكن في "حزب الله" بالتأكيد من يعلم ذلك ويعرف قدسية الشهداء وعوائل الشهداء.
كما أن هذا الإعتداء لم يوجه فقط إلى الشيخ الجوهري في بعلبك كأحد أيبرز المعارضين لسياسة الحزب في المنطقة وكأحد أبرز المطالبين بحقوق المنطقة إلا أنه أيضًا ضد كل أولئك الذين يرفضون الإستهتار بأمن المنطقة وناسها وأهلها وهو يؤكد مرة جديدة على استمرار أساليب القمع بحق أصحاب الكلمة الحرة وأصحاب الموقف الثابت، وفي الوقت نفسه لن تستطيع كل هذه الأساليب الإرهابية من التأثير على الخيارات الحرة للشيخ الجوهري وغيره طالما بقيت منطقة البقاع منطقة محرومة من كل شي إلا من الفوضى والاستهتار بأرواح الناس.
إن التهديدات التي سبقت الإعتداء على منزل الشيخ الجوهري تؤكد النوايا المبيتة والإصرار على تنفيذ الإعتداء كمؤشر خطير على ما بغته نفوس هؤلاء من القتل والإجرام.