وجدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن هجوم فبراير على حي سراقب نتج عن إسقاط أسطوانتين كانتا تحتويان على الكلور إلى حقلٍ في المدينة. وعلى الوكالة أن تقدم تقريرا عما إذا كانت الأسلحة الكيميائية قد استخدمت في هجوم واسع النطاق في دوما.
بيد أنّ روسيا لن تسمح بتجديد التفويض ما لم يكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الذي تتمتع فيه روسيا بحق النقض - مخولاً برفض أو إقرار نتائج الهيئة. كما أصبحت موسكو تنتقد بصورة متزايدة حياد المنظمة وأساليب عملها، خاصة بعد أن وجد خبراؤها أنه تم نشر نتائج هجوم ساليسبري على العميل الروسي السابق المزدوج سيرجي سكريبال.
وقد حددت بعثة تقصي الحقائق التي قامت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن هجوم سراقب أن "الكلور أطلق من الأسطوانات بأثر ميكانيكي في 4 فبراير". استندت استنتاجات الفريق إلى العثور على أسطوانتين تم تحديدهما على أنها تحتوي في السابق على مادة الكلور.
وبالإضافة إلى ذلك ، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن العينات البيئية أثبتت وجود الكلور غير العادي في البيئة المحلية. كما أجرى فريقها مقابلات مع الشهود، ووجدوا أن عددا من المرضى في المرافق الطبية بعد الحادث بوقت قصير أظهروا علامات وأعراض تتفق مع التعرض للكلور.
لم يكن الحادث بأي حال أسوأ هجوم بالأسلحة الكيميائية خلال الحرب السوريّة التي دامت سبع سنوات ، فقد تمكن الفريق المختص من علاج 11 شخصاً عانوا من صعوبات في التنفس، وقال مراقبون غربيون إن استخدام طائرات الهليكوبتر في الهجوم يشير إلى تورط الحكومة السورية لأن المعارضة لم تكن قادرة على الوصول إلى طائرات الهليكوبتر.
أنكرت الحكومة السورية مسؤوليتها بتقرير من ثلاث صفحات ، لكنّها فشلت في الإجابة عن مجموعة أخرى من أسئلة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المرسلة في 14 مارس.
وفي بيان موجز ، قال أحمد أوزومكو، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: "أدين بشدة استخدام المواد الكيميائية السامة كأسلحة لأي شخص ولأي سبب وفي أي ظرف من الظروف. وتتعارض هذه الأفعال مع الحظر القاطع للأسلحة الكيميائية ".
وقد ادعى المسعفون أنّ هجوم دوما في 7 أبريل أدى إلى 40 حالة وفاة ودفع حجم الهجوم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إلى شن ضربات صاروخية على ما قيل إنه مواقع أسلحة كيميائية تابعة للحكومة السورية.وبعد التأخير، سُمح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالوصول إلى موقع دوما حيث جمعت أكثر من 100 عينة بيئية.
وكانت روسيا قدعقدت مؤتمراً صحفياً قريباً من مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، في الشهر الماضي، صرّح فيه شهوداً عن عدم وقوع أي هجوم بالأسلحة الكيميائية، وأن الاختناق كان بسبب استنشاق الغبار. وقالت روسيا إن الهجوم برمته مزيف على شريط فيديو قدمه سوريون من بريطانيا.
يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريس ، بشكل خاص لرأب الصدع بين روسيا والغرب حول كيفية إصلاح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحيث يكون لديها صلاحيات لتقسيم المسؤولية. من المقرر أن تعقد الحكومة الفرنسية مؤتمرًا على المستوى الوزاري في باريس يوم الجمعة لبناء تحالف دول مصممة على إعادة بناء آلية المساءلة لاستخدام الأسلحة الكيميائية ، إذا لزم الأمر خارج حدود الأمم المتحدة.

ترجمة وتحرير وفاء العرضي
بقلم باتريك وينتور
من صحيفة ذا غارديان