كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ تحالف الروسي العسكري مع ايران بدأ يعاني من اضطربات بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت موقعًا إيرانيًا في سوريا.
الواقع يختبر حدود العلاقة الروسية-الإيرانية.
بعد استعادت الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على أغلبية الأراضي السورية اخذ يظهر التباين بين المصالح الروسية والإيرانية، "إنّ موسكو تبدي قلقاً متزايداً من مساعي إيران استخدام سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل"، يقول احد العسكريين الروس، " ..وكذلك تعزيز قوتها في لبنان والأردن والأراضي الفلسطينية".
في حين  أُعتبر انّ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي يسعى للتقرّب من إسرائيل لكنّه في الوقت نفسه يرفع المخاطر بالنسبة إلى إيران ويقلص خياراتها، فاستنادًا​ إلى قول الديبلوماسي الروسي نيكولاي كوزانوف بأن "روسيا تودّ أن ينحسر نفوذ إيران في سوريا، لا سيّما أنّ وجهات نظرهما بشأن مرحلة ما بعد النزاع في سوريا مختلفتان كلياً".في المقابل، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ التوترات الحالية بين روسيا وإيران لا تهدد العلاقات الأوسع نطاقاً القائمة بينهما في مناطق عدة، منها أفغانستان وآسيا الوسطى ومنطقة قزوين من جهة، وتأكيدهم حرص روسيا على العمل بشكل وثيق أكثر مع إيران في مجال النفط ورغبتها في تعزيز وجودها في العراق، حيث تتمتع طهران بنفوذ قوي.
وفي هذا السياق، تفول دينا اسفاندياري، الباحثة المتخصصة في الشأن الايراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أنّ "إيران شعرت بالسعادة بأن يكون لها شريك مثل روسيا دعمها خلال فترة العقوبات"، ايران "تدرك أنّ هذه العلاقة براغماتية" وأنّ موسكو "ليست حليفة أبديّة ولن تقف إلى جانبها في السراء والضراء".
ومن مظاهر تضارب المصالح  بين إيران وروسيا وتقاسم مكاسب الحرب السورية، تبيُّن أنّ حقوق مساعدة الحكومة السورية على تطوير منجم فوسفات بالقرب من تدمر، مُنحت إلى موسكو، بعد مرور أشهر على اعتقاد شركة إيرانية أنّ الاتفاق "من نصيبها". ومن ناحية ثانية، تتخوف روسيا من الوجود الإيراني المتنامي بالقرب من "الحدود الإسرائيلية" فهي غير قادرة على تأمين غطاء جوي للجيش السوري أو المقاتلين الذين تدعمهم في جنوب غربي سوريا في حين ان الاوساط الاوروبية تعتبر أنّ الأسد تلاعب بالانقسامات بين إيران وروسيا، ويتجه الى الاعتماد على إيران اكثر".
إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم تكتيكاً يقضي بالانتظار والتفرّج، ويعتبر الخبير الجيوسياسي الروسي فيودور لوكيانوف، "في ما يتعلق ببوتين، فإنّه يعتبر أنّه يمكن لإسرائيل وإيران مواصلة قتالهما شرط ألا تتعدى عملياتهما حدوداً معينة". 

ترجمة وتحرير وفاء العريضي
بقلم رجاء عبد الرحيم 
المصدر : صحيفة " ذا وول ستريت"