أكدت مصادر سياسية مطلعة على أجواء "​حزب الكتائب​" لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن "الخسارة الثقيلة في ​الانتخابات​ تقف وراءها جملة أسباب وأخطاء سياسية وانتخابية هي: خطأ الخروج من حكومة العهد الأولى، والذي كان سبقه خطأ الاستقالة من حكومة إدارة ​الفراغ الرئاسي​، حكومة ​تمام سلام​. وإذا كان حزب الكتائب فاجأ كثيرين بأنه عارض ​التسوية الرئاسية​ ولم يصوت للرئيس الذي حصل عليه توافق شبه عام وأيده الطرفان الأبرز في ١٤ آذار، فإنه فاجأ الجميع بعدم وجوده في حكومة التسوية ليضع نفسه في المعارضة أو يوضع فيها ب​سياسة​ "إحراج للإخراج". هذا الخروج من حكومة ما قبل الانتخابات ساهم في حرمان الكتائب من ورقة الخدمات وأضعف تأثيرها ونفوذها من خارج السلطة. إضافة الى خوض الحملة الانتخابية في اتجاه وعلى أساس "مبدئي". وإبرام التحالفات في اتجاه آخر وعلى أساس "مصلحي"، لافتةً الى أن "رئيس الكتائب بنى حملته الانتخابية على أساس معارضة السلطة وفسادها السياسي والأخلاقي والرهان على ​المجتمع المدني​ وركوب موجته، لينتهي الأمر الى مهادنة السلطة".

وأشارت المصادر الى أن "الكتائب فاوضت لأشهر الوزير السابق ​أشرف ريفي​ والمجتمع المدني لترتيب لوائح في ​الأشرفية​ والشمال وزحلة و​الشوف​، وانتهى الأمر في ربع الساعة الأخير الى إبرام "تحالفات قسرية" في أكثر من دائرة مع ​القوات اللبنانية​، والى أن يترك المجتمع المدني لمصيره ويتدبر أمره، أضافة الى "سوء الأداء الانتخابي أو إدارة العملية الانتخابية في تركيب التحالفات واللوائح. فقد تحالفت الكتائب مع القوات في الدوائر التي لا إمكانية فيها للفوز مثل زحلة والشمال الثالثة، وأحجمت عن التحالف مع القوات في الدوائر التي كان فيها الفوز متاحا وفي متناول اليد مثل ​بعبدا​ و​كسروان​ جبيل. وحتى في دائرة المتن كان بإمكان تحالف الكتائب والقوات أن يؤمن ٤ حواصل انتخابية لائحة ويعطي الكتائب بشكل مؤكد وصريح مقعدان وبشكل محتمل ثلاثة مقاعد".