أخيرا ، يولد أمل جديد بعيون هذا الشعب وهؤلاء الشهداء الذين يسقطون كل يوم
 

في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية ما زالت المقاومة والإنتفاضة الشعبية خيارا وحيدا أمام الفلسطينيين الذين يصرّون دائما على استلام زمام المبادرة بشتى أنواع الوسائل لتكريس الحق الفلسطيني بالتحرير والعودة.
واليوم وحيث تشهد فلسطين نكبتها الجديدة بصمت وتآمر عربي ، لم يبق على الفلسطيني إلا إجتراح أساليب جديدة للمقاومة و الإنتفاضة للتعبير ولو بالحد الأدنى عن استمرار الإحتلال بكل أشكاله القديمة والجديدة، فمن انتفاضة الحجارة إلى مسيرات العودة إلى الطائرات الورقية ، أخيرا يولد أمل جديد بعيون هذا الشعب وهؤلاء الشهداء الذين يسقطون كل يوم .
الشاب الفلسطيني الذي يلقّب نفسه باسم “مراد الزواري” 27 عاماً، قام بتصنيع  طائرة ورقية ليستخدمها خلال تظاهرات المقاومة الشعبية السلمية خلال مشاركته في مسيرة العودة وبدأ العمل بأدوات بدائية من الأخشاب والأوراق الخفيفة المُستعملة وقصاصات من الخيطان، يُصنّع الشاب الزواري تلك الطائرة، ليربط في ذيلها فتيل من القماش مبللا بمادة البنزين وقبيل إطلاقها في سماء حدود شرقي مخيم البريج، وسط قطاع غزة، يُشعل الزواري الفتيل بـ النار، لتصبح بذلك طائرة حارقة .
على الأثر بدأ الشبان الفلسطينيون باستخدام هذه الطائرات الورقية المشتعلة منذ الجمعة الثالثة من مسيرات العودة وكسر الحصار .
إستطاعت هذه الطائرات أن تكرس معادلة جديدة متواضعة من المواجهة مع جيش الإحتلال ومجتمعه .
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قد قالت إنه تم إرسال “مئات الطائرات الورقية الحارقة لإسرائيل، منذ نحو 5 أسابيع ."

إقرا أيضا: فلسطين والعرب والنكبات المستمرة !

وأوضحت الصحيفة أن " تلك الطائرات تسببت بإشعال النيران في حوالي 800 دونم من الحقول الزراعية، ما تسبب بخسائر في الممتلكات تقدر قيمتها بحوالي نصف مليون شيكل 138 ألف دولار."
ووصفت الصحيفة تلك الطائرات ب "السلاح البدائي الجديد التي استعصت قدرات التكنولوجيا العالية للجيش الإسرائيلي على التعامل معه حتى الآن ."
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت أيضا عن موشيه باروتشي، أحد حراس الصندوق القومي اليهودي، في منطقة النقب، قوله إن " هذه الطائرات تسببت في الأسابيع القليلة الماضية بحرائق في حقول المنطقة نتج عنها خسائر بمئات آلاف الدولارات."
وقال باروتشي: "الأمر لا يتعلق فقط بالمال، إذ أن إعادة زراعة الغطاء النباتي في الحقول التي تم ترميدها سيستغرق عدة عقود."
وأضاف: "نشهد هذه الظاهرة منذ عدة أسابيع، عشرات الحوادث تتراوح بين أربع وخمس طائرات ورقية في اليوم، ولا يتطلب الأمر سوى ما بين خمس وسبع طائرات ورقية لإحراق غابة."
وتابع: "الطائرات الورقية مرتجلة من النايلون، والقوالب البسيطة وتكلف فقط شيكل ونصف (أقل من نصف دولار) وكل ما عليهم فعله هو إرفاقها بزجاجة حارقة".
ولفت إلى أن " الصندوق القومي اليهودي، الذي يدير مساحات شاسعة من الأراضي، لا يمتلك الوسائل للتعامل مع هذه الظاهرة."
طائرات من ورق استطاعت أن تؤثر إلى هذا الحد عسكريا وماديا في الكيان الصهيوني تؤكد مرة جديدة أن البيت الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وأن الشعب الفلسطيني سيصنع مجده عاجلا أم آجلا .