باتت قضية فلسطين اليوم في الوجدان العربي قضية منسية لم يبق منها إلا الشعارات
 

15 أيار  1948  التاريخ الذي يرفض الشعب الفلسطيني نسيانه أو تجاوزه بالرغم من كل هذه السنوات، 15 أيار هو الذكرى السنوية لما اصطلح على تسميته "النكبة الفلسطينية" النكبة هي الذكرى المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره خلال الحرب الإسرائيلية - العربية عام 1948 ، وقد أدّت هذه الحرب إلی نزوح داخلي واسع النطاق وطرد أكثر من 700.000 فلسطيني، فضلاً عن تدمير مئات من القرى الفلسطينية. 
سبعين عاما والنكبة مستمرة بكل أشكالها ، بل تتجدد في كل إعتداء يطال فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني، وآخره ما يجري التحضير له من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في إعتداء جديد ربما يتجاوز بخطورته وتداعياته تلك النكبة بحد ذاتها.
وتشير كلمة النكبة في اللغة العربية إلى الكارثة، لذلك يرمز بها الفلسطينيون لما حصل في العام 1948 من التهجير القسري الجماعي ومن الإعتداءات التي طالت كل المجتمع الفلسطيني بأمنه وممتلكاته وسيادته .
سبعون عاما مرت وتتجدد النكبات والقدر العربي ذاته، قدر الأمة التي ضاعت وضيعت تاريخها وقضيتها، حتى باتت قضية فلسطين اليوم في الوجدان العربي قضية منسية لم يبق منها إلا الشعارات .
وحده الشعب الفلسطيني الذي يصرّ على بقائه وحقوقه متجاوزا كل السمسرات والمؤامرات يواجه بالدم، باللحم الحي، بالحجارة، بطائرات من ورق، الطائرات التي تحولت إلى معادلة عسكرية تؤرق الإحتلال وتسهم في تطوير آلة الرفض والإصرار والتحدي طالما التحدي الصهيوني مستمرا ولم ينته بعد .

إقرا أ يضا: لبنان أمام حكومة من 50 وزيرًا؟

الشعب الفلسطيني ما زال مصرا على البقاء، على وجوده على تمسكه بأرضه وسمائه، بكل فلسطين، بالقدس التي باتت اليوم رمزا آخر للتضحية والفداء والوفاء.
هذا الشعب مازال وحده بعدما تُرك لمصيره، ما زال وحده بعد شهدت القضية الفلسطينية كل أنواع التخلّي وبعدما ذهبت أولويات العرب إلى مكان آخر باتت فلسطين خارجه بالكامل.
الشعب الفلسطيني اليوم يفرض أجندة جديدة للإنتفاضة والمقاومة، ويعمل على إرساء أساليب جديدة للمواجهة بالحد الأدنى من الإمكانات، هو شعب يستحق الحياة والحرية والأمن والسلام، السلام الذي يصنعه الشهداء والدماء والتضحيات وليس سلام الأنظمة والملوك والحكام وأصحاب السلطة، السلطة التي تشترك بذبح شعبها وتمعن في إهانة تضحياته ودماء شهدائه.
في ذكرى النكبة وما تلاها خلال سبعين عاما وما نشهده اليوم من تآمر على القضية الفلسطينية ينبغي التأكيد على أن المقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني هي السبيل الوحيد للتحرّر من نير الظلم والإحتلال الصهيوني.