من يستمع اليوم لوزير خارجية لبنان في مؤتمر بروكسل، مع شعوره بالخيبة والقرف والغثيان، لطالب بأعلى صوته: أعطوا لباسيل وزارات السيادة جميعاً
 

في مؤتمر وزاري عُقد اليوم في بروكسل للتّضامن مع ضحايا العنف الذي يطال الأقليات والاثنيات، تكلّم جبران باسيل وزير الخارجية (والمنتشرين كما يحلو له أن يُسمّي نفسه) بلسان لبنان بلهجة عنصرية وطائفية مقيتة ضد المكونات الأخرى المختلفة عن مُكوّن الوزير (المسيحي)، فهو يرى أنّ مُكوّنه (المُغفل والصريح في آنٍ واحد) تعرّض ويتعرض لأقسى أنواع القتل والتدمير والاضطهاد والتهجير، دوناً عن غيره من المكونات، والتي تلقّت خلال النزاعات والحروب الداخلية والإقليمية والدولية أضعاف ما تحمّل معالي الوزير ومُكوّنه المميز، هذا مع الاحتفاظ بواجب إدانة كل عنفٍ أو اضطهادٍ تعرض له المكوّن المسيحي كغيره من مكونات البلد.

إقرا أيضا: إنتخابات الدائرة الجنوبية الثالثة..انقسمت المعارضة فهلك القوم

وإنّه لمن الظُّلم حقّاً أن يتنطّح وزير لبناني (يحارُ اللبنانيون جميعاً في صعود نجمه المخادع) وهو لا يمتلك عبقرية سياسية ولا ملكة فلسفية أو علمية، فضلاً عن افتقاره لكلّ حصافة أدبية وأخلاقية، ليُمعن في هتك النّسيج الوطني اللبناني المتنوع والمتعدّد والغني بصيغة العيش المشترك التي ابتدعها ، مُواصلاً (أي معالي الوزير) نهجاً مُتعمّداً في إثارة الأحقاد الطائفية،عبر استغلاله لموضوعة "الميثاقية" حيناً والنزوح السوري إلى لبنان حيناً آخر، ولا يُغفل باسيل مناسبة في الداخل أو خلال سفراته السندبادية دون استغلال مأساة اللاجئين السوريين، وآخر إبداعاته اتّهام المجتمع الدولي! بالسّعي لتوطين السوريين في لبنان، هذا اللبنان الذي لم يعد صالحاً للعيش بالنسبة لأبنائه بفضل العهد "القوي" الذي يتولّى قيادة دفّته الوزير باسيل، صهر الرئيس القوي، مع رئيس وزرائه الغارق في الديون والمُصاب بتخبُّط سياسي لا نظير له بفضل المستشارين الفاسدين، فما بالك بالنازحين السوريين البائسين في المخيّمات والعاملين ليل نهار بالكدّ والجهد والعرق لتحصيل لقمة العيش والسّكن والطبابة والتعليم.

إقرا أيضا: أول بيان قوي لكتلة الجمهورية القوية من معراب..السيادة وحفظ المال العام

والله، من يستمع اليوم لوزير خارجية لبنان في مؤتمر بروكسل، مع شعوره بالخيبة والقرف والغثيان، لطالب بأعلى صوته: أعطوا لباسيل وزارات السيادة جميعاً: الداخلية والدفاع والمال، مع الطاقة والمواصلات والأشغال إذا لزم الأمر، مقابل تنحيته عن الخارجية والمغتربين، ذلك أنّها صورة لبنان لدى المجتمع الدولي، ولئلاّ تتحول إلى وزارة الخارجية و"المنتشرين" برعاية خارج على كلّ الأعراف الوطنية والقومية والإنسانية.