تابع المسؤول الأميركي الكبير السابق نفسه، الذي عمل على قضايا الشرق الأوسط ولا يزال مع مسؤولية له في مركز أبحاث مهمّ، كلامه على الطيارين السعوديين، قال: “طبعاً يستطيع الطيارون العسكريون الأميركيون والبريطانيون التحليق معاً والتخاطب بواسطة الأجهزة الالكترونية. الايطاليون لا يستطيعون ذلك. وقد ظهر هذا الأمر في حرب البوسنة اذ كانوا يطيرون لوحدهم لتنفيذ مهمات محدّدة لهم خصيصاً. هذا عمل يتطلّب نسبة احتراف مرتفعة. وذلك ليس متوافراً عند الطيارين السعوديين. يُقال إنهم الآن يجنّدون مرتزقة أو سيجندون، للقوات البرية أم للجوية؟ لا نعرف تماماً”. سألت: ماذا عن جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي وعن جيمس ماتيس وزير الدفاع وبومبيو الوزير المعيّن حديثاً للخارجية؟ أجاب: “لنرى ماذا سيفعلون. يجب أن لا ينظروا فقط الى الناحية الاستراتيجية بل الى الجانب الانساني أيضاً. أنظر ماذا يحصل في سوريا، ضُرب الأكراد  بعد اجتماع تيلرسون وزير الخارجية السابق وأردوغان الذي اتفق أخيراً مع روسيا. الآن ذهب تيلرسون. لكن أردوغان مستمر في “الغوطة” التي تكاد أن تنتهي “الحرب” أو المعارك فيها بانتصار كبير للأسدوإيران وسوريا. الضحايا أي القتلى والجرحى من كل الأعمار أعدادهم كبيرة، هذا فضلاً عن الدمار. ماذا فعلنا نحن أي أميركا؟ لا بد من حملة إعلامية موثّقة في كل تلفزيونات العالم ووسائل إعلامه الأخرى تُظهر وحشية روسيا خصوصاً والقوات السورية والايرانية العاملة في سوريا. عندها سنرى بعد ستة أشهر ماذا سيفعل بوتين أمام نقمة العالم الذي لا يحبّه وخصوصاً أوروبا. لا بد من التحدّث لأن جريمة أخرى يمكن أن ترتكب في إدلب التي سيتوجه اليها الروس على الأرجح والسوريون، إلا طبعاً اذا حصلت صفقة مع اردوغان. لا بد من وقف ذلك”.

ما رأيك في ما يمكن أن يتعرّض له “الاتفاق النووي” اليوم على يد رئيس أميركا الجديد دونالد ترامب؟ سألت. أجاب: “حصل خطأ أيام أوباما في موضوع النووي. أنا ضد تمزيقه أو الانسحاب منه الآن. الاتفاق لم يكن هو الخطأ، بل تصديق أوباما وعود إيران بالانتقال بعد توقيعه الى التفاوض معه وإدارته للبحث في أوضاع المنطقة وتطوراتها وخصوصاً الحرب المتنوعة والمرعبة الدائرة في سوريا، وهي عملياً لم تف بها. لكنه لم يفعل شيئاً حيال ذلك. كان يجب أن تكون في يده خطّة معدّة سلفاً لمواجهة ايران بقوة ومباشرة اذا اقتضى الأمر في حال إخلالها بالوعود، وقد فعلت، ولمنعها من الاستمرار في تنفيذ مخططها التوسّعي الذي سمّاه الملك الأردني “الهلال الشيعي”. بل كان عليه (أي أوباما) أن يستدرك الخطأ ويضع خطة سريعة لمواجهة الاخلال الإيراني بالوعود. لكنه لم يفعل واكتفى بعدم الاهتمام بسوريا. وتجلّى ذلك بامتناعه عن توجيه ضربة عسكرية إليها كان قرّرها وحدّد موعدها مع وزير دفاعه تشاك هيغل والبنتاغون، وذلك قبل تنفيذها بوقت قصير. الآن تأخّرت أميركا، وحققت إيران أربعة انتصارات وهي في منتصف الحرب، ولذلك لن تقبل تسوية أو حلاً الآن. ستذهب الى الآخر في رفضها وحربها. هل تذهب معها الى الآخر روسيا؟ بشار الأسد كانت روسيا مستعدة للتخلص منه  وكذلك إيران. لكن أميركا لم تتحرك. طبعاً إيران لن تربح الحرب في النهاية وكذلك روسيا. لكنها حرب طويلة ليس في سوريا وعليها فقط بل أيضاً على إيران وروسيا وربما العالم كلّه. الروس والايرانيون لن ينتصروا، حققت روسيا أقصى ما تريد وربما أقصى ما تستطيع تحقيقه في سوريا. ولن تفعل المزيد أو لن تستطيع تحقيق المزيد. أميركا فعلت القليل. لكنها إذا عزمت وقرّرت التحرّك الجدي وفق استراتيجيا وخطة تنفيذية لها تكون كالطائرة الجاهزة للإقلاع بكل قوة، في مواجهة طائرة انجزت مهمتها وحطّت ولم تعد جاهزة لتنفيذ مهمات أخرى”.

ماذا عن إيران؟ سألت. أجاب: “لا يمكن التمييز بين الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف من جهة والولي الفقيه خامنئي و”الحرس الثوري” من جهة أخرى، أي بين المحافظين والمعتدلين المؤيدين كلهم للنظام الاسلامي في إيران. فقرارها في يد خامنئي المحافظ و”الحرس”. علماً أن انفصال الفريقين غير مجد لأنه يؤذيهما معاً، ولأن الناس اذا انتفضوا أو ثاروا سيحاسبون الجميع دونما أي تمييز. فالمعتدلون الذين مثل روحاني كانوا في الحكم والحكومة والسلطة يوم أسّست إيران “حزب الله” ودرّبت أعضاءه ومقاتليه، ثم دفعتهم الى تنفيذ أعمال إرهابية. هذا أمر على ترامب أن يعرفه ويدرسه، كما عليه طالما أنه مغرم بـ”التغريدات التويترية” أن يوجه “تغريدة” الى روحاني وظريف عندما يتحدثان عن الاعتدال وما الى ذلك يقول فيها: “اذهبوا الى الجحيم. لن أتكلّم معكم. لستم أصحاب القرار. أنا سأتوجه الى معلمكم خامنئي”.

سألت: ماذا عن السعودية؟ أجاب: “أميركا تزوّد طائراتها الحربية الوقود في الجو، وتعطي ملاحيها إحداثيات. وهذا بحسب القانون الأميركي، وقد تكون سمعت ذلك في واشنطن مرات عدة، تدخّل أو مشاركة في الحرب. فهل هذا ما تريد أميركا ترامب أن تفعله؟ طبعاً كلّا. والكونغرس ربما يثير مستقبلاً هذا الموضوع”.

ماذا عن كوريا الشمالية؟ سألت. أجاب: “يتماهى رئيسنا ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس الصين جينبنغ ويتمنى أن يكون مثلهم. لكن أميركا ليست الصين ولا كوريا الشمالية ولا روسيا. هي دولة ديموقراطية فيها مؤسسات تُحاسِب. وربما ستحاسب ترامب على أمور كثيرة. طبعاً أنا جمهوري، لكنني لست يمينياً ولا يسارياً. أنا في الوسط . ونحن نحاول إظهار ما يجب القيام به من دون اتخاذ جانب ترامب أو أعدائه من جهوريين وديموقراطيين”. ماذا قال أيضاً؟