هناك مطلباً شعبياً يدفع باتجاه المراجعة لتصحيح الأخطاء التي أفضت وأدَّت إلى هذه النتائج المخيِّبة للآمال
 

 

في عام 2004 خضنا في بلدة عدشيت، كما في قرى الجنوب إنتخابات بلدية ضد "حزب الله"، والعكس أيضاً صحيح، باعتبار أنَّ التفاهم والتحالف لم يكونا قائمان آنذاك، لذا كانت المعركة بين التيارين الشعيين خياراً لا مهرب منه، وقد خاض الجنوبيون برحابة صدر هذه المعركة بين الأخوة بسلاح المحبة والإلفة، لتحسين شروط العمل البلدي في المدن والأرياف الجنوبية.

آنذاك كانت عدشيت ، هذه البلدة الجنوبية المثقلة بدماء أبنائها الشرفاء منذ انطلاق حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية " أمل " قلعة من قلاع الإمام موسى الصدر، التي لم تغيِّر رايته الخضراء، ولم تستبدل قسمها وفاءاً لإمامها، والتزمت وما زالت وصايا الصدر في الوقوف إلى جانب حامل الأمانة بالدم والروح، لهذا أكدت البلدة بأكثرية أبنائها، ونحن منها ولها، والتي أوفت ومنحت ثقتها لحركة أمل في مجلسٍ بلدي من الحركيين، وترأس المجلس البلدي السيد ربيع ناصر المسؤول الثقافي في إقليم الجنوب والركن الأساسي من أركان حركة أمل في عدشيت.وكانت هذه أول خطوة حركية تجعل رجل دين معمَّم على رأس المجلس البلدي الذي إستمر حتى هذه اللحظة رئيساً يكافح كإمامه وسيده موسى الصدر، الحرمان في البلدة بما أوتي من قوة.

 

إقرأ أيضا : ما في مسؤول إلاّ و أكل كف من بري

 

في عام 2018،  أي في ظل الإنتخابات النيابية وفي زمن التحالف والتفاهم بين الحزب والحركة وإنحياز الطائفة إلى الثنائي الشيعي، اتضح من خلال نتائج الإنتخابات أن هناك أكثر من خرق للتمثيل الشيعي لكلٍّ من الحركة والحزب، فالحاصل الإنتخابي كما الصوت التفضيلي أفضيا إلى إبراز قوة الحزب وضعف الحركة في الجنوب عامة، وفي بلدة عدشيت هذه القلعة الجنوبية المؤمنة بخيارات الإمام الصدر وبسياسات الرئيس نبيه بري أصيبت بخيبة أمل، نتيجة تراجع نسبة المقترعين لصوت أمل التفضيلي، مقارنة مع الصوت التفضيلي للحزب، بحيث نال الأخ المجاهد الحاج أبوحسن هاني قبيسي نسبة أقل من النسبة التي نالها الأخ المجاهد الحاج أبو حسن محمد رعد، وهذا ما وضع أكثر من علامة استفهام عن الأسباب التي أدَّت إلى هذا التباين وإلى هذا التراجع في قريةٍ هي من القرى المغلقة والمحسوبة على حركة أمل.

 

إقرأ أيضا : عرف النبيه مكانه فتدلل

 

بتقديري أنَّ هناك مطلباً شعبياً يدفع باتجاه المراجعة لتصحيح الأخطاء التي أفضت وأدَّت إلى هذه النتائج المخيِّبة للآمال، والتي لا تتناسب مع أسباب القوة الموجودة والمتوفرة في بلدةٍ أحد أعمدتها رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الحاج جميل حايك، فإذا كانت قرية أحد أبنائها البارزين مسؤولٌ من الصف الأول في الحركة تنصف إسماً غير حركي، فمن الأولى أن تنصف الإسم الحركي الأبرز في الجسم التنظيمي للحركة، خاصة وأنَّ بصماته في البلدة لا تُعدُّ ولا تحصى من الخدمة العامة إلى الخدمات الشخصية.

ما حصل برسم الذين أسهموا في جعل الخسارة مُرَّة، ولولا الرئيس وقدرته المسبوقة بتحويل السُّم إلى عسلٍ، لكانت ثمَّة حسابات أخرى تدفع إلى إعادة الهيكلية والبناء، وفق معطيات جديدة، لتبقى حركة أمل فوجاً وموجاً ومشعلاً وكادراً لا يهدأ، كما هو موج وبحر الإمام موسى الصدر، وأمل بنصر الله وبنصر المحرومين.