الرئيس بري وبعيد إنتخابات رئاسة المجلس سيحاسب من جعل عاليها سافلها من الإقليم الى المنطقة فالشعبة إلى النوّاب
 

لم تنته بعد الانتخابات النيابية في الجنوب مازالت النتائج صادمة لحركة أمل و لجماهيرها بعد النتائج المتدنية والنسبة المنخفضة قياساً على نسبة المقترعين وعلى النسبة التي فاز أو حصل عليها مرشحو الحزب والتي أحدثت زلزلة داخل الحركة دفعت بهم الى طرح أسئلة جدية حول الأسباب الكامنة وراء تقدّم الحزب و تأخرّ الحركة .
برأي الحركيين أن المشكلة متعددة وهي تبدأ بوهن الماكينات الانتخابية لجهة الأشخاص المسؤولة غير المقتنعين للمناصرين قبل المعترضين على سياسات الحركة ولجهة الكسل وعدم المبادرة قبل الانتخابات لمداواة بعض الخدوش وتصحيح الكثير من الأخطاء القائمة ما بين بعض الناس ومسؤولي الحركة نتيجة لأسباب متصلة بالخدمة العامة أو بالمصلحة الشحصية وترك الأمور عالقة وعدم الاهتمام بفتح صفحة تعاطي جديدة مع الزعلانين وكسر الجليد القائم . كما أن الحركة لم تبادر في أجواء الإنتخابات الى أيّ عمل اجتماعي للمعوزين وتسهيل أمورهم من خلال المساعدات العينية والمالية بل تركت باب الخدمة المباشرة مقفلاً ولم تبادر الى فتحه في لحظة تسهم كثيراً في تغليب رأي كتلة فقيرة هي الأكثر انتشاراً في الوسط الطائفي .
ويضيف الحركيون الى أنهم لم يستخدموا الوسائل التي استخدمها الحزب مع اعترافهم المسبق بقوّة الماكينات الانتخابية للحزب من خلال الإلتزام والحيوية والتفرّغ الليلي و النهاري لتأمين ضرورات الماكينات والمتابعة الحثيثة لكل شخص مهما علا شأنه أو قلّ دوره في الحياة من الهوية الى مسك يده وعدم تركها ومتابعتها وهي تضع الورقة في الصندوق بعد التأكد من وضع العلامة المناسبة تحت الاسم المناسب لهم .
قبيل الانتحابات وزّع الحزب المساعدات الاجتماعية والمالية تحت عنوان شهر رمضان الكريم كما أنّه أمّن الأدوية اللازمة للمرضى وسدّ الثغرات المفتوحة والمتراكمة في هذا المجال بلحظة انتخابية كما أنه نشّط تواصلاته مع الناخبين طالباً منهم الالتزام باللائحة وبالصوت التفضيلي لمرشحي الحزب لتأكيد تمسك الناس بالحزب و بالمقاومة في مرحلة تُشنّ عليها الحروب الداخلية والخارجية , و هذا الالتزام والتمسك دين عام يجب تسديده للشهداء في هكذا مسار أو مصير نيابي .

إقرأ أيضًا:  الروسي أخرس و أصم (معوّق رسمي)

 

ويقول الحركيون أن الحزب كثّف من صور الشهداء على أبواب الاقتراع وفي الشوارع المؤدية اليها وفي المكاتب الانتخابية بحيث لا يرى الناخب أمامه وخلفه وعلى يمينه وشماله وفوق رأسه الاّ صور الشهداء فيهاب المشهد و يشعر بحرج أخلاقي اذا لم يقدّم الشهداء على الأحياء . كما أنّ فتاوى رجال الدين قد ساهمت هي أيضاً في جعل الصوت التفضيلي الى جانب الحاصل الانتخابي لصالح الحزب بعد أن أجمعت جماعات الفتاوى الشرعية على محاسبة الله لكل من يكون له حصّة في دماء الشهداء اذا لم يعط مرشحي الحزب الحاصل و التفضيلي معاً لتأكيد دعم الناخبين لدماء الحزب الغالية و الزكية .
كما أن مشاركة الحزب في "سورية" وتشييعه للشهداء في المدن و القرى الجنوبية قد استحوذ على عقول جيل كامل من الشباب والحركة لا تملك حصة واحدة من هذا الجيل فكله متعلق بحبال الشهادة على طريقة الحزب في سورية وهذا الجيل له صوت انتخابي وقد يكون الصوت الأكثر مشاركة في الانتخابات قياساً على الفئات العمرية الأخرى ويشير الحركيون أيضاً الى دور المستقبل والقوّات في تعزيز الصوت الشيعي لصالح الحزب من خلال التحريض الرخيص على الحزب بطريقة خدمت الحزب على حساب الحركة وهذا ما أدّى أيضاً الى توسعة دائرة الهوة بين مرشحي الحركة ومرشحي الحزب ولا يغفل هؤلاء دور الاغتراب الذي يعيش تحت سيطرة الحزب عليه لغياب دور الحركة في الاغتراب .
لا تنتهي الأسباب التي رأها الحركيون كافية لإحداث هذا الزلزال الكبير بين مرشحي الشهداء ومرشحي الخدمة العامة ولم ينته الجدل اليومي حول نتائج الانتخابات الصادمة في كل تجمع و اجتماع جنوبي ولكن هذا الجدل لن يغير شيئًا في الواقع المأزوم لذا وعلى ذمّة حركيين أيضاً لقد صفع الرئيس نبيه بري وجه وقفا كل مسؤول بان أمامه مع تأنيب و تأديب يعرفهما جيداً من يعرف غضب الرئيس في مسائل  تبقى حساباتها مفتوحة  ولا تغلق الاّ بعد تسديد فواتيرها . ويبدو أن الرئيس بري وبعيد إنتخابات رئاسة المجلس سيحاسب من جعل عاليها سافلها من الإقليم الى المنطقة فالشعبة إلى النوّاب الذين يفتقدون أصوات أرحامهم ، ولولا الرئيس لما دخل البرلمان واحداً منهم ولو اجتمع لهم الإنس و الجن .