ما عادت العنتريات الروسية مفتولة العضلات لأن المعتدي اسرائيلي
 

سكت لافروف هذا الثرثار الدبلوماسي وتخلى عن سوريا وعن إيران وما عاد مهتماً في أحداث سوريا طالما أن اسرائيل هي التي تعتدي على حليفيه وطالما أن دولة الارهاب هي التي تضرب جموع الايرانيين وتهز السيادة السورية التي لا تهتز لاعتداءات الكيان وطالما أن ما يجري بين إيران والعدو الاسرائيلي ليس من اهتمامات روسيا التي حضرت الى سورية لمنع النظام من السقوط والسكن في سورية كي يُفسح لها المجال في مجاورة المنطقة الأوسطية لتحسين شروط وضعها الاقتصادي الصعب.
ما عادت العنتريات الروسية مفتولة العضلات لأن المعتدي اسرائيلي وهو الحليف الذي يشترك مع روسيا في أكثر من علاقة تستدعي الروس الى محاباة الاسرائيليين في أفعالهم الاعتدائية كافة وما عادت الاعتداءات على سورية من موجبات الوجود الروسي الذي هدّد و توعّد أكثر من مرة بأنه سيتعاطى مع أيّ اعتداء ضدّ النظام في سورية على أنه هدف روسي وما عادت الاتفاقيات الأمنية التي يدّعيها الروس مع السوريين بموجبة لتدخل روسي لسدّ الهجمات الاسرائيلية، لهذا افتضح أمر الروس في سورية كفصيل مقاتل بالأجرة ضدّ السوريين فقط دون غيرهم فهو هرب من المواجهة مع أميركا وأوروبا وتخبأ في معسكراته كيّ لا تطاله الضرب الأمريكية واكتفى بالتنديد بها بعد أن كان قد توعد بإسقاط أي طائر يرف في السماء الروسية وها هو يعيد الكرة كرّات من خلال إظهار إعاقته الدائمة في وجه الاعتداءات الاسرائيلية فتارة يكون أخرساً وتارة أصماً وفي كثير من الأحيان يكون الاثنان معاً ويترك النظام وحده يعد كعادته بالردّ في الوقت المناسب ويتخلى عن إيران التي تدفع له أثمان مواقفه وهذا التخلي أضعف إيران فهربت هي الأخرى من المواجهة و نفضت أيديها من جريمة الصواريخ وقالت لا دخل لنا في إطلاق الصواريخ ولا نريد تسخين المنطقة ونحن من الحريصين على هدوئها.

إقرأ أيضًا: قال شو .. ولا ضربة كف
لقد اكتفى الروس باستخدام الوسائل الاعلامية المشتركة بينهم وبين حلفائه فأسقطوا موجات من الصورايخ الاسرائيلية بمضادات سورية بحيث أن الكذب الروسي صناعة رديئة أردأ من الصناعات الإعلامية العربية كونها تفتقر لجودة الفبركة خاصة وأن الروسي لا يتمتع بذوق فني لذلك تفتضح علامته التجارية فتصبح غير صالحة للإستخدام أو الاستعمال وتأتي معكوسة فإذا قال أن هناك مواجهة ما بين (الجيش العربي السوري) وبين "اسرائيل" يعني أن هناك ضربة اسرائيلية والمواجهة موجودة في المخيال و إذا قال أن الصواريخ الاسرائيلية قد أسقطتها الدفاعات السورية يعني أن الصواريخ حقّقت أهدافها ولم يسقط صاروخ واحد لأنه لا توجد أصلاً دفاعات أرضية و غير أرضية ضدّ العدو الاسرائيلي والجميع يعلم قصّة سقطت أو شوهدت طائرة العدو وهي تهم في السقوط التدريجي على مدارج البحور.
أمام العدو الاسرائيلي تختفي البطولات الفعلية لأبطال منتفخي الأوداج ضدّ الشعوب "فينضب" الروسي مع ترسانته العسكرية واستعراضاته البهلونية ويلوذ بصمته ويحيل لسانه الى النظام السوري ليسقط الصورايخ وليواجه فشل العدوان بعدم تحقيق أيّ هدف وهكذا ينتصر الروس على اسرائيل في عدوانها الخاسر والذي لم يحقق أهداف تُذكر نتيجة اتخاذ النظام وحلفائه التدابير المعتادة في الهروب الى أمكنة آمنة.
إن كل عدوان اسرائيلي هو فضح للسياسة الروسية وللسياسات التي تدّعي الحرب مع العدو وتهرب من معركته وهو كشف عن مدى التزام الروس بقواعد اللعبة الاسرائيلية والتي تتيح لها فعل كل شيء دون أن تترك لأحد فرصة الاعتراض الخجول على دورها في سورية فهي تتنزه يومياً في الإقليم السوري تحت مرأى الروس وبالتنسيق معهم لارتباطهم بعلاقات متينة تفرض على الروس حماية متطلبات الأمن الروسي والعمل على تنظيف الحدود السورية من أيّ عنصر يخل بوظيفة الحدود والحماية المطلوبة والاّ ستكون عواقب ذلك كبيرة وستدفع باسرائيل الى استخدام وسائلها المعروفة لحماية أمنها بضرب أي هدف أمني أو عسكري يتحرّك في سورية في مخالفة واضحة منه لحسابات الأمن الاسرائيلي.