يواصل لبنان عملية البحث عن اسواق سياحية جديدة الى جانب الاسواق التقليدية. فهل تتمكن وزارة السياحة من اعادة انعاش القطاع ووضع لبنان مجددا على الخريطة السياحية؟
 

انطلق أمس ملتقى «visit lebanon» الذي يعقد للسنة الثانية على التوالي والذي يهدف الى البحث عن اسواق سياحية مختلفة عن الاسواق التقليدية وجذب شريحة جديدة من السياح الاجانب الى لبنان.

ويؤكد وزير السياحية افاديس كيدانيان، راعي هذه الخطة السياحية، ان نجاح النسخة الاولى من المؤتمر كانت الدافع وراء تكرار التجربة هذا العام ايضاً، بسبب المردود الايجابي الذي حققته الشركات السياحية اللبنانية.

اضاف لـ«الجمهورية»: لقد قمنا هذا العام ايضاً باختيار 150 شركة سياحية اجنبية جديدة من أصل 1280 شركة ابدوا رغبة بالمشاركة، واللافت ان نوعية الشركات المشاركة هذا العام بالملتقى لديها امكانات وقدرات اكبر من تلك التي شاركت العام الماضي ولمسنا عندهم ايمانا وثقة كبيرتين بلبنان. فكل هذه العوامل زادتنا ايمانا بالعمل الذي نقوم به وتشجيعا على الاستمرارية كون هذه الخطة السياحية تلاقي اقبالا ونتائج على الارض.

تابع: بنتيجة جولتي على الاجنحة المشاركة في المؤتمر، لمست اصداء ايجابية عن المؤتمر واشادة بحرفية وخبرة اللبناني في ادارة القطاع السياحي، وبالتالي، تمكنا من الاضاءة على لبنان الذي كان مجهولاً بالنسبة للكثير من البلدان، حتى ان الشركات تفاجأت من مستوى الاحترافية في التعامل مع الشركات اللبنانية وابدت حماسا لمزايا هذا البلد وثقافته.

ولفت الى انه حتى اليوم عقدت اكثر من 2500 اجتماع عمل فردي (B to B meeting) بين الشركات اللبنانية والاجنبية وهذا مؤشر ايجابي في حد ذاته.
وردا على سؤال، أكد كيدانيان ان الشركات العالمية التي شاركت في المؤتمر العام الماضي أدرجت لبنان من ضمن وجهتها السياحية، ونتأمل من الشركات الاجنبية المشاركة هذا العام ان تحذو حذوها ويكون عندهم التوجه نفسه.

اضاف: ركزنا هذا العام أكثر على اسواق لم يسبق لها ان سمعت بلبنان، وأبدت حماسة للبنان معتبرة انها انفتحت على سوق جديد من اجل التنويع مع زبائنها، منها: الهند، بولندا، روسيا، الصين، تونس، المغرب، مصر حيث لاحظنا ان عددا كبيرا من الشركات هناك وقعت عقودا مع شركات لبنانية، الى جانب طبعا اسواقنا التقليدية من الكويت، الاردن، السعودية....

واشار كيدانيان الى ان العام الماضي أقفل على مليون و900 الف سائح، أما هذا العام فسيقفل على اكثر من مليونين و100 الف سائح بما يشكل نموا ما بين 10 و 12 في المئة اضافية مقارنة مع العام الماضي، ليكون العام 2018 من افضل سنوات السياحة في لبنان.

واكد كيدانيان ان هناك تركيزا في الوقت الراهن على سياحة المؤتمرات لأنها تشغل لبنان على مدار السنة، وقادرة على جذب اعداد كبيرة من السياح، يصل عددهم الى 500 شخص يقضون نحو الاسبوع في لبنان، وسياحة المؤتمرات تقود الى السياحة الترفيهية والدينية.

وشدد على ان السياحة الترفيهية هي الاكثر رواجا في لبنان بسبب توفر عناصر اساسية طبيعية تساهم في انعاشها مثل المناخ، السهر، حب الحياة، الخدمات السياحية في المطاعم والفنادق، الاماكن السياحية، قرب المسافات بين الجبل والبحر....

كنعان

من جهة أخرى، أكد رئيس لجنة السياحة في المجلس الاقتصادي الاجتماعي وديع كنعان، ان نسخة هذا العام من ملتقى «visit lebanon»، يركز في المرحلة الراهنة على سياحة معينة، اهمها سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية، ومن خلال 150 شركة في «visit Lebanon»، يتم تسويق هذين النوعين من السياحة، «بالاضافة الى التنوع السياحي الذي يتميز به لبنان».

ولفت الى انه «سيتم عقد اكثر من 3000 اجتماع بين الشركات الخاصة اللبنانية والشركات الأجنبية، وعددها 250 شركة، 100 من بينها لبنانية، و150 شركة أجنبية جديدة لم تشارك في النسخة السابقة من الملتقى، جرى اختيارهم من بين 1278 شركة ابدت رغبتها بالمشاركة في نسخة «visit Lebanon» لهذا العام».

وامل كنعان في أن «تثمر الاجتماعات في توقيع اتفاقيات تعاون بين الشركات اللبنانية والاجنبية، لا سيما ان الشركات السياحية جهزت منتجاتها لبيعها في هذا الملتقى، ومن بينها منتجات السياحة الدينية».

ورأى أن «اهم العوامل التي تساعد اليوم على صعيد السياحة، الاستقرارين السياسي والامني الذي ينعم بهما لبنان، ومتابعة رئيس الجمهورية للملف السياحي ورعايته للملتقى. من دون ان ننسى وعد رئيس الحكومة سعد الحريري ومسعاه لرفع الحظر السعودي ومن ثم الخليجي عن لبنان».

واوضح أن «لجنة السياحة في المجلس الاقتصادي تتابع ادق التفاصيل السياحية وتعمل لتحقيق سياسة سياحية متكاملة بالتعاون ما بين القطاعين العام والخاص». وأكد أن «لا عودة للوراء، والمسار بات نحو الامام، ومع السياسية السياحية سيشهد لبنان تغييرا جذريا على الصعيد السياحي في السنوات المقبلة».